علاج الإدمان
من خلال
علاج الإدمان
من خلال
معرفة عواقب الإدمان الوخيمة في الدنيا
للإدمان عواقب وخيمة في الدنيا ([84]) منها نفور الملائكة من المتعاطي واحتضان الشياطين له, وأن المدمن لا يؤجر على صلاته أربعين يوماً لكل مرة يشرب فيها, وأن تارك الصلاة مرة بسبب الخمار كفاقد الدنيا بعد امتلاكها, وأن المدمن المصر على تعاطيه يخشى عليه غضب الله وعدم قبول توبته, وأن المدمن يخشى عليه سوء الخاتمة فيموت وهو متعاطي ميتة جاهلية
1- المتعاطي وقت خماره تنفر منه الملائكة وتحتضنه الشياطين
الشريعة بينت أن الملائكة الكتبة لا يفارقون المرء في كل أحواله لتسجل عليه أعماله, أما ملائكة الرحمة والمغفرة التي يحتاج العبد دعائها له بالمغفرة والرحمة في أحوال يقظته ونومه تنفر من العبد السكران ومن الجنب حتى يغتسل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ ثلاثة لا تقربهم الملائكة الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق ([85]) ‘‘ ([86]) فعندما لا تقترب ملائكة الرحمة من السكران من يقترب منه إلا الشياطين؟ فيحركونه في الشر تحريكاً وغالب حال المدمن أنه على جنابة فيزداد بُعد الملائكة عنه ويزداد اقتراب الشياطين منه أكثر فيلعبون به لعباً
والمدمن وهو بعيد عن خمار التعاطي ويوافق قلبه هذه المعلومة لا يرضى لنفسه أن يكون في معية الشياطين ويحرم نفسه من معية ملائكة رب العالمين
2- المدمن لا يؤجر على صلاته أربعين يوماً لكل مرة يشرب فيها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه ‘‘ ([87])
المقصود من هذا الحديث أن شارب الخمر بمجرد شربه مرة واحدة لا تقبل له صلاة بمعنى لا يثاب عليها أربعين يوم فلا أجر له على صلاته في الأربعين يوم ([88])
3- تارك الصلاة مرة بسبب الخمار كفاقد الدنيا بعد امتلاكها
قال النبي صلى الله عليه وسلم ’’ من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها ومن ترك الصلاة أربع مرات سكرا كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال ‘‘ ([89]) فما بالك من ترك الصلاة أربعين يوم فإن في ترك الصلاة هذه المدة خروج من الملة ’’ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ‘‘ ([90]) فالشارب يصلي إذا لم يكن سكران حتى لا يغلط وهو يقرأ القرآن أما إن كان سكران فلا يقرب الصلاة حتى يصحو فإذا صحي قضى ما فاته وهو في السكر وعقوبة له على شربه لا يؤجر عليها, كمثل موظف أخل في عمله خللاً ما يعاقب عليه بقطع خمسة عشر يوماً من راتبه فهل له أن يقول أترك العمل خمسة عشرة يوماً ؟ لا, لأنه إذا انقطع فقد دخل في مشكلة أعظم تعرضه للفصل من العمل, بل إنه يعمل مع إيقاع العقوبة عليه بقطع أجر الخمسة عشر يوماً
والذي ينبغي للمدمن أن تعلو عنده الهمة, ويتفاعل مع باقي الحديث ’’ فإن تاب تاب الله عليه ‘‘ ([91]) ’’ والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ‘‘ ([92]) فيتوب ويصدق في توبته عند ذلك يؤجر على صلاته منذ توبته مباشرة, ولا يسوّف في التوبة حتى لا يزداد تعاطيه فيستوجب سخط الله وغضبه وعند هذه الحالة قد لا يرجى قبول توبته أو يخشى أن يموت أيام العقوبة أو في بدنه أثارها دون أن يتوب
4- المدمن المصر على تعاطيه يخشى عليه غضب الله وعدم قبول توبته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد في الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب لم يتب الله عليه وغضب الله عليه وسقاه من نهر الخبال ‘‘ ([93])
فقوله صلى الله عليه وسلم ’’لم يتب الله عليه وغضب الله عليه ‘‘
هذا وعيد وزجر شديد ، فعلى المدمن أن يسرع بالتوبة ويسعى في استرضاء الله لقبول توبته, خوفاً من سخط الله عليه أو خوفاً من أن يغضب الله عليه فيختم على قلبه وعند ذلك لا يرجى له صلاح ويكون مما نفذ فيه الوعيد الشديد بالموت على الجاهلية
5- المدمن يخشى عليه سوء الخاتمة فيموت وهو متعاطي ميتة جاهلية
الشريعة بينت أن المتعاطي الذي في أمعائه شيء مما تعاطاه ومات وهو على ذلك حرمت عليه الجنة, وأن مات في أربعين ليلة من تعاطيه دون التوبة كانت خاتمته سوء, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة ولا يموت وفي مثانته منه شيء إلا حرمت بها عليه الجنة فإن مات في أربعين ليلة مات ميتة جاهلية ‘‘ ([94]) والمرء لا يدري متى تأتيه المنية ولا على أي حال تأتيه قد تأتيه وهو ساجد أو وهو في المسجد أو وهو ذاهب إلى عمله أو غير ذلك مما يرجى من الخير الذي هو عليه, أما المدمن فإن أغلب أحواله إما في خمار التعاطي أو في بطنه ودمه أثر مادة التعاطي لذا فإن الظن بموته على هذه الأحوال هو المتوقع فتكون موتته كما عبر عنها صلى الله عليه وسلم بأنها ’’ ميتة جاهلية ‘‘ لأن غالب حاله يكون تاركاً معها وهذا من أسوء ما يختم به للعبد فإنه صلى الله عليه وسلم لم يقول مات عاصياً ولكن قال ميتة جاهلية
إن المدمن ولو كان شره مستطير عندما يوافق قلبه معرفة هذه العواقب الوخيمة للإدمان فإنه يسعى للخلاص منه لخوفه من سوء الخاتمة
فإن الله تعالى إذا أراد إجراء قضائه على أحد فإنه تعالى شديد البطش فكيف يتخلص العصاة من يد قهره وانتقامه فليحذر العبد من المخالفة والعصيان بقدر الاستطاعة والإمكان أينما كان, فإن الإنسان لا يحصد إلا ما يزرع،والعجب أن الإنسان الضعيف كيف يعصي الله القوي وليس إلا من الانهماك في الشهوات والغفلة عن الله تعالى ([95])