فضل الحمى
الحمى تنقي العبد من الخبث ليبق له طيبه
’’دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم السائب أو فقال ما لك تزفزفين قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد ،، ( [1] ) فعلى العبد ألا يسب المرض بل يستبشر فيه الطهارة وذهاب خطاياه
وبذهاب خبث العبد يبق طيبه كما بينت ذلك الشريعة في فضل الحمى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك والحمى كحديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها ،،( [2] )
فالحمى تذهب خبث العبد ولذلك ينبغي على العبد الصبر على مرضه حتى تطيب نفسه بنوال هذه الأجور العظيمة لما بينه النبي صلى الله عليه وسلم عندما عاد ’’ امرأة من الأنصار وهي وجعة فقال لها كيف تجدينك فقالت بخير إلا أن أم ملدم قد برحت بي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اصبري فإنها تذهب خبث ابن ادم كما يذهب الكير خبث الحديد،،( [3])
الحمى تسقط ذنوب العبد
’’شكوا الحمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شئتم إن شئتم دعوت الله فدفعها عنكم وإن شئتم تركتموها وأسقطت بقية ذنوبكم قالوا فدعها يا رسول الله ،، ( [4] )
فالحمى ليست فقط تنقي العبد من خبثه حتى يكون نقياً وبعد تسقط له بقية ذنوبه ولكن تجر له الحسنات
الحمي تجر الحسنات مع كل نفضة عرق أو رعشة قدم
عن أبي بن كعب أنه قال’’ يا رسول الله ما جزاء الحمى قال تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق ،، ( [5] )
الحمى نصيب العبد من النار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’الحمى من فيح جهنم وهي نصيب المؤمن من النار ،، ( [6] )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ الحمى كير من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من جهنم ،، ( [7] )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’الحمى حظ كل مؤمن من النار،، ( [8] )
من كان يدعي أن يصاب بالحمى ابتغاء فضلها
’’قال رجل من المسلمين يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها قال كفارات , قال أبي يا رسول الله وإن قلت قال وإن شوكة فما فوقها فدعا على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى يموت وأن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة قال فما مس إنسان جسده إلا وجد حرها حتى مات ،، ( [9] )
وكان غير أبي من يدعي أن يصاب بالحمى ابتغاء فضلها
وكان أبو هريرة يقول ما من مرض يصيبني أحب إلي من الحمى لأنها تدخل في كل عضو مني وإن الله يعطي كل عضو قسطه من الأجر ومثل هذا لا يقوله أبو هريرة برأيه [10]
وبغية أبو هريرة أو أبي أو أبي سعيد الخضري في المرض لما يفضي إليه المرض من صبر واحتساب وحسن الثواب وحمد المنعم على كل حال وليس مطلبهم قصد المرض لذاته فإن المرض لم يكن مطلب منشود بل ينبغي على العبد ألا يتمنى البلاء ولا يسأل أن ينزل به مرض لقوله صلى الله عليه سلوا الله العفو والعافية , فإن أحدا لم يعطى بعد اليقين خيراً من العافية ،،
وقال مطرف لأن أعافي فأشكر أحب إلي من أبتلى فأصبر
[1] مسلم , تزفزفين روي براءين وبزاءين ومعناهما متقارب وهو الرعدة التي تحصل للمحموم
[2] الحاكم وصححه , حسنه الألباني في الترغيب 3439
[3] الطبراني, صححه الألباني لغيره في الترغيب 3440
[4] الطبراني في الكبير , الأوسط , صحححه الألباني في الترغيب 3443
[5] الطبراني , حسنه الألباني لغيره في الترغيب 3444
[6] ابن أبي الدنيا , الطبراني , صححه الألباني لغيره في الترغيب 3445
[7] المسند , صححه الألباني لغيره في الترغيب 3446
[8] , صححه الألباني لغيره في الترغيب 3447
[9] المسند , ابن أبي الدنيا , أبو يعلى , الألباني حسن صحيح في الترغيب 3433 , الوعك الحمى