علاج البلاء بموت الأحباء
لا شك أن كل إنسان يتعرض لموت عزيز عليه أياً كان هذا العزيز أب أو ابن أو أخ أو زوجة أو صديق أو غيره
وموت العزيز على المرء من أنواع البلاء التي يختبر الله بها عباده ليكافئهم عليها بإحسانه أن نجحوا في هذا الاختبار ولهم العقاب إن هم فشلوا فيه
والنجاح في هذا الاختبار كغيره من مجالات البلاء بالنقم يكون بالصبر على قدر الله وينبغي أن يكون من بداية الصدمة فقد ’’أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة تبكي على صبي لها فقال لها اتقي الله واصبري فقالت وما تبالي بمصيبتي فلما ذهب قيل لها إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذها مثل الموت فأتت بابه فلم تجد على بابه بوابين فقالت يا رسول الله لم أعرفك فقال إنما الصبر عند أول الصدمة‘‘[1]
وهذا حتى لا يجتمع عليها هلاك ميتها وفقد الأجر بل عند مفاجئة المصيبة يؤجر المرء على حسن تثبته وجميل صبره
فإن في الصبر على موت العزيز أجور عظيمة ينالها المبتلى إذا هو احتسبها ولم يجزع على ما أخذه الله وقد بين ذلك ’’رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيا لها في الموت فقال للرسول ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب ‘‘[2]
فبينت الشريعة أن علاج البلاء بموت عزيز في معرفة محورين والعمل بما جاء فيهما
الأول: الصبر والاحتساب
يتحقق ذلك من خلال معرفة الأجور على هذا البلاء
الثاني : الرضا بقضاء الله ويكون بالابتعاد عما بسخط الله
من خلال معرفة إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار
[1] البخاري 1283 , مسلم6/466 , ابن حجر في الفتح 3/177
[2] مسلم 6/464