سلوكنا مع الحوادث
التعرض لبلاء المصائب والحوادث
العبد العاقل ينبغي عليه أن يوقن ، أن الأمور كلها قد فرغ منها ، وأن الله سبحانه ، قدر صغيرها وكبيرها ، وعلم ما كان وما سيكون وأن لو كان كيف يكون {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ مِن شَيْءٍ (38)} الأنعام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ أول ما خلق الله القلم قال له : اكتب قال : رب وما أكتب ؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة‘‘
فالمقادير كائنة لا محالة ، وما لا يكون فلا حيلة للخلق في تكوينه ، وإذا ما قدر على المرء حال شدة ، فيجب عليه الصبر والرضا ، لينال كامل أجره على ذلك ، لما جيء بسعيد بن جبير إلى الحجاج ليقتله : بكى رجل فقال له سعيد : ما يبكيك ؟ قال : لما أصابك. قال سعيد : فلا تبك إذا ، لقد كان في علم الله أن يكون هذا الأمر ، ثم تلا : {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ (22)} الحديد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’عجبت من قضاء الله للمؤمن إن أصابه خير حمد وشكر وإن أصابته مصيبة حمد وصبر فالمؤمن يؤجر في كل أمره ‘‘[1]
فكم من شدة قد صعبت ثم فرج عنها بالسهل في أقل من لحظة .
وما يصيب الإنسان ، إن كان يسره فهو نعمة بينة ، وإن كان يسوؤه فهو نعمة ؛ من جهة أنه يكفر خطاياه ويثاب عليه ، ومن جهة أن فيه حكمة ورحمة لا يعلمها { وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (216)} البقرة
[1] أحمد , النسائي