الصفحة الرئيسية السلوك الإيمان الإدمان وعلاجه  
المعاييرالنفسية

 

المعايير النفسية مع الشيطان

المعاييرالنفسية

 

النفس مع أطرافها

النفس مع الشيطان

النفس مع الأخلاق

مع الكبار والصغار

مع مجالس الذكر

مع معايب الزوجة

النفس مع القرآن

النفس مع القلب

 

المعيار النفسي مع الشيطان 1

الحقيقة الأولى التي من خلالها يعاير المرء نفسه مع الشيطان هي عداوة الشيطان للإنسان

 

إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأقربهم منه منزلة أعظمهم فتنة يأتي هذا ويقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شئ ويأتي أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيقول له نعم أنت ويلتزمه فهذا أقربهم منزلة

من هذا الحديث نشرع بمشيئة الله في الحديث عن المعيار النفسي والشيطان هذا العدو الذي بين الله تعالى أنه عدو لنا ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )

فبين الله أن الشيطان لنا عدو فهو يتعامل معنا معاملة العدو أما نحن فليس كلنا ممن يتعامل معه على أنه عدو لذا أمرنا الله تعالى ( فاتخذوه عدواً)

لأن الله يعلم أنه سيكون منا من هم في غفلة عن هذا الأمر لأن، الإنسان منا الذي يريد أن، ينجو بنفسه يعرف أعداؤه ويعرف أنه لا بد أن يجاهد أعداؤه

ويعرف أن له عدو هو النفس الأمارة بالسوء والعدو الثاني هو هذا الشيطان الذي هو أشد وأعظم على النفس من النفس الأمارة بالسوء

ولذا يكون المعيار النفسي مع الشيطان مع معرفة عدوك حتى تتجهز له

أول أمر من هذا الحديث الذي يبين لك أن إبليس يبعث سراياه أي جنوده وجنوده كثيرون ومن جنوده أن كل إنسان منا موكل بجند من جنود إبليس يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من أحد منكم إلا ووكل به قرينه من الجن هذا القرين الذي هو عدوك لا بد أن تعلم أنه قريب منك جداً أقرب ما يكون وهذه الخطورة أن يكون العدو قريب وما أقرب من عدوك هذا لأنه يجري منك مجرى الدم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم )

هذه قدرات أعطاها الله لإبليس ومع هذا القرب أيضاَ أعطاهم الله قدرة أخرى وهي أنه يراك وأنت لا تراه فهذه خطورة عظيمة ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) هذه خطورة عظيمة من قدرات جنود إبليس فما بالك بقدراته هو وهو كبيرهم فأول شئ تعرف أن الله منحه الحياة إلى قيام الساعة (رب أنظرني ) طلب من الله أن ينظره إلى يوم القيامة وقد أعطاه الله طلبه وبين الله أنه سيأتي للناس من أيمانهم وعن شمائلهم من خلفهم وأمامهم كل هذا ليحبطهم عن فعل الخير ليدفعهم إلى كل سوء ليرغبهم في الدنيا ويشككهم في الآخرة

والله تعالى مع هذا إذن ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ) قدرات أعطاها له الله تعالى ليبين أن كل من يطيعك ويعصيني فإنه سيكون معك

لم يعطه الله هذه القدرات ليعظم من شأنه ولكن ليرى الله منا من الذي سيطيع الرحمن ومن الذي سيطيع الشيطان

ولذا لا بد لنا أن تعرف عدونا وأنه هو الذي يبعث سراياه وهو قائم على عرشه على الماء أما في أي مكان أي ماء هذا الذي ليس له فائدة

لكن تعلم أنه له عرش يبعث من عنده سراياه أي غرفة عمليات يقودها بنفسه يبعث جنوده للحروب ويرجعون إليه لعرض النتائج فهو المدير يدير المعارك بنفسه ينتظر أن يأتيه هذا ويقول له أدخلته في المسكرات فيقول له ما صنعت شئ أو أدخلته في الزنا واللواط أو الربا وهكذا كل المنكرات فيقول له ما صنعت شئ حتى يأتيه من يقول له فرقت بينه وبين زوجته فيلتزمه ويقول له نعم أنت ويقربه من مجلسه

هذا الذي يريده إبليس لأن مسألة الطلاق مسألة عظيمة أبعادها خطيرة ليست المسألة قاصرة على أن المرء قال لزوجته أنت طالق أصبح في حاله لا بعد هذه الكلمة هناك ما هو أعظم من هذه هناك ضياع للرجل بعد هذا الطلاق وضياع للمرأة وتشتيت للأولاد هل سيربون مع الأم أو الأب أو يفتقدون الاثنان ثم إن صلح منهم أحد يكون عنده من العقد النفسية ما الله به عليم بعد الطلاق هذا ليس قاصر على هذا ولكن عداءات وقطيعة تحدث بين العائلات بين هؤلاء وهؤلاء وأهل هذا وذاك وأهل هذا يتهمون أهل ذاك وهكذا تشرد وضياع هذه أعظم من شر المسكرات إلا أن لجوئه للمسكرات بداية لهذا الطلاق فهو الذي يدفعه أو يبلغه هذا الطلاق وتفتيت الأسرة

ولذا لا بد للمرء منا أن ينتبه إلى غايات إبليس بعد أن علم ما له من قدرات حتى تتخذه عدو كالأمر الذي لا بد أن تعلمه أن إبليس يعمل على المؤمنين كل هذه القوة التي معه وكل هذه الجيوش من ذريته على من الكفار ؟! لا . لأنه علم أن هؤلاء أشركوا بالله ومصيرهم النار فلا يعمل عليهم هو يعمل على المؤمنين يريد أن يوصلهم إلى الجحيم كما بين تعالى (إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير)

فأنت لا تفتتن عندما تجد كافر عنده عدل أو أمانة ونحن منا من هو مسلم ولكن يسرق أو يظلم

الشيطان يريدك أن تفتتن كما يريد أن يعمل على إشغالك فهو يريد أن يشغلك بهذه الفضائل التي عند هؤلاء الكفرة التي لا تنفعهم بشئ فعملهم هذا مع كفرهم لا ينفعهم بشئ لكن الشيطان لا يريد أن يفسدها عليهم يريد أن يفتنك بها يقول انظر هذا الكافر عنده العدل أفضل من المسلم الذي يظلمني هو يريد أن يضلك وهو قادر على إفساده لكن يريد أن يفسدك أنت

 

المعيار النفسي مع الشيطان 2

الحقيقة الثانية التي يعاير المرء نفسه مع الشيطان عليها إن عباد الله ليس للشيطان عليهم سلطان إلا من أتبعه

 

تناولنا الحقيقة الأولى التي من خلالها يعاير المرء نفسه مع الشيطان وكانت هذه الحقيقة هي عداوة الشيطان للإنسان فيكون المعيار من خلال قوله تعالى ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ) فالمعيار مع قوله تعالى في اتخاذ الشيطان عدو أم اتخاذه ولي فكان مع هذا بيان لما أعطاه الله تعالى للشيطان من قدرات إلا أن هذه القدرات التي مع إبليس لها معنا وقفة مع الحقيقة الثانية التي نتحدث فيها التي يعاير المرء بها نفسه مع الشيطان من خلالها وهي أ، الله تعالى لم يجعل للشيطان سلطان على إرادة الإنسان فإرادة الإنسان حرة واعية فبين الله هذه الحقيقة لإبليس ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاووين ) ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً ) فبين الله لإبليس أنه ليس له سلطان على الإرادة الحرة لمن يختاروا طاعة الله أما سلطانه على من يختاروا بإرادتهم الحرة اتباع إبليس وبين الله تعالى لنا هذه الحقيقة في قوله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ) فبين الله الحقيقة التي من خلالها يعاير المرء نفسه هل هو اختار بإرادته الحرة طاعة الله وموالاته أم اختار بإرادته الغواية وسلم قيادة نفسه للشيطان بدل طاعة الرحمن فهذا هو المعيار الذي يعاير المرء منا نفسه مع الشيطان هل هو ممن سلم إرادته للرحمن أو من سلم إرادته للشيطان إرادته حرة لمن يسلمها فإن كان لمن سلمها لطاعة الرحمن فهو من عباد الله الذين بين الله تعالى للشيطان أنه ليس له سلطان عليهم لأنهم بالله مؤمنين عليه متوكلين فهؤلاء إن كنت منهم واخترتن لنفسك ولاية الله فإنك بطاعتك لله وإيمانك وتوكلك عليه أنت الذي تقهر الشياطين بعون الله وبنصرته وتأخذ بنواصيهم فهذا مآلك كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ( إن المؤمن ليدني شياطينه كما يدني أحدكم دابته في السفر ) يدني أي يأخذ بنواصيه ويقهره فهذا نتيجة حالك إن كنت وجدت نفسك من عباد الله المؤمنين الطائعين أم اختار لنفسه طريق الغواية وسلم نفسه وقيادتها للشيطان فإن الشطان سياتي يوم القيامة بعد أ، يقضي الله تعالى بين العباد ويدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يأتي إبليس ويعترف لكل من استجاب لوساوسه لمقولته كما قال تعالى ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ) يبين لهم أنه تبرء منهم لشركهم لجعلهم الشيطان شريكاً لهم في طاعتهم له دون طاعة الله يتبرء عندما يؤول مآلهم جميعاً إلى النار يقول له هو دعاكم للحق ولو أطعتموه لدخلتم الجنة وأنا وعدتكم فأخلفتكم لم أكرهكم أنتم من اختار الغواية أنتم أطعتموني فلا أنتم تستطيعون أن تغيثوني من العذاب الذي أنا فيه ولا أنا أستطيع أ، أغيثكم من العذاب الذي أنتم فيه هذا الذي ينبغي أن يستحضره الإنسان وهو يعاير نفسه هل هو ممن اختار بارادته الحرة طاعة الرحمن أم ممن اختار الغواية وسلم نفسه للشيطان فهذه هي الحقيقة الثانية النتي هي معيارنا مع الشيطان وهي أن الله تعالى مع إعطائه لإبليس وجنوده القدرات التي تحدثنا عنها في المرة السابقة إلا أنه لم يمكنه من أن يجعل له سلطان على إرادته

 

المعيار النفسي مع الشيطان 3

الحقيقة الثالثة التي من خلالها يعاير المرء نفسه مع الشيطان هي أن وظيفة

 

   الشيطان للإنسان لا تتعدى الوسوسة في صدرهالحقيقة الثالثة تستخلص في أن وظيفة الشيطان للإنسان لا تتعدى الوسوسة في صدره

فليس له قدرة على الإنسان أكثر من الوسوسة في صدره بإلقاء الخواطر التي تزين المعاصي وتزين الانحراف عن سواء السبيل مع التسويغ لذلك بالحجج البالغة فتجده يدفعه للإثم والمعاصي يوسوس له ذلك ويسوغه له

فمثلاً يدفعه للوقوع في الربا ويسوغ له حجج بالغة فيقول عليك بوضع مالك في وديعة يعود عليك بمبلغ شهري أنت ليس لك في المشاريع وإن تركت مالك تأكله الزكاة فلا يمر عليك ثلاث أو أربع سنوات إلا ويكون المال قد انتهى وليس له قيمة أما أن تضعه في وديعة فهذا الذي يتناسب معك

فيدفعه إلى الإثم إلى معصية يسوغ له يجعله يقنع نفسه بذلك

يدفعه مثلاً لتعاطي الحشيش ويسوغ له أنه إذا تعاطى الحشيش وقف في الصلاة واستطاع أن يتدبر معاني الكلمات التي تقرأ عليه

يدفعه لتعاطي الحبوب ويسوغ له ذلك أنك لن تستطيع أن تواجه الآخرين إلا إذا تعاطيت

فهذا الذي يستطيعه الشيطان أن يسوغ أو يوسوس ليس أكثر من ذلك على الإنسان

وهذا الأمر بينه الله تعالى في سورة الناس ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس )

فهذا دوره الوسوسة في الصدور يلقي الخواطر التي ينبغي أن تكون لنا محور ومعيار مع أنفسنا

هل نحن عندما يوسوس لنا الشيطان هل نتقبل هذه الوساوس

أم أننا بمجرد أن نجد خواطر هي من إلهام السوء أو تسويغ السوء نعلم أنها من الشيطان فلا نقبلها ونردها فيضعف معنا الشيطان

فالذي هو على خير ونعمة هو الذي ينتبه لهذا الأمر وهو الذي يعلم أن الشيطان لا يملك إلا الوسوسة ولذلك تجده مجرد أن يجد خواطر بسوء فيعلم أنها من الشيطان فيستعيذ بالله فيكون بذلك قوي لماذا ؟! لأنه استعاذ بالله من هذا الشر فإنه تعالى لا يلجأ إليه عبد فيتركه خاصة عباد الله الصالحين

فهذا الذي هو عندما يعاير نفسه يعلم أنه في خير ونعمة

كذلك يعلم أن الشيطان ضعيف لا يملك إلا هذا وكيده ضعيف

يعلم أن الله تعالى بين أن كيده ضعيف ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) ضعيف مع من ؟! ضعيف مع هؤلاء المؤمنين الطائعين لربهم فهؤلاء الذين يشعرون بضعف ويشعرون أنهم بالاستعاذة يتقوون بالله ويعلمون أن الشيطان أقسم بعزة الله أنه ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )

فالذي هو على طاعة الله مجاهد دائماً للشيطان يعلم أنه ممن استثناهم الشيطان وليس استثناء الشيطان له إلا لكون أنه يعلم أن هذا مخلص لله هذا ممن أخلصهم الله لطاعته وعبادته فاستثناء الشيطان هنا لأنه يدرك أنه لا يملك لهم شئ لا يستطيع أن يفعل معهم شئ

نجد الذي كان هو بوده أن يضلهم هم قبل الآخرين لأنه يعلم أن هؤلاء هم الذين ينهرونه ويقهرون ذريته بلجوئهم لله فهذا الذي يتبين

أما الإنسان الذي يتقبل من الشيطان خواطره ويتقبل تزيينه للباطل هو إما في غفلة لا يدرك هذا الأمر وإما يكون قد سلم قيادة نفسه للشيطان ولا يدرك أن دور الشيطان في حياة الإنسان هو الوسوسة في الصدور فقط

الحقيقة الرابعة

التي نعاير أنفسنا أيضاً من خلالها هذه الحقيقة تستخلص في أن الله جعل دور الشيطان في حياة الإنسان التوازن بين دوافع الخير ودوافع الشر

هذا هو دور الشيطان في حياة الإنسان

الله جعل له هذا الدور أيضاً حتى يكون هذا الأمر يجعل الإنسان إذا وقع في معصية أن يحمل معصيته للشيطان

وهذا الأمر العظيم الذي ينبغي أن ننتبه له من خلال هذه الحقيقة لأن الإنسان إذا وقع في المعصية ويرمي الحمل على أن الشيطان هو الذي يوسوس له هو الذي يدفعه له عند ذلك يعلم أنه ليس إنسان شر هو ليس إنسان شرير ولكن الشر هذا بدافع وسوسة الشيطان

فعند ذلك يلجأ لله ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويستغفر الله على ذنبه وهذا هو ما يقهر الشيطان عندما يجد الشيطان أن إغواؤه كله قد ذهب هباءً باستغفار هذا الذي وقع في المعصية باستغفاره لربه أو برجوعه بتوبة

عند ذلك يعلم الشيطان أن كل مجهوده الذي أغوى به هذا ذهب هباء باستغفار هذا ولجوئه لله

إذاً وجود دور الشيطان في حياة الإنسان هو خير للإنسان العاقل الذي يفهم لأنه إذا وقع في معصية يحملها للشيطان وتكون النتيجة أنه يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم

يتذكر فيلجأ لله فيستغفر فيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند ذلك يغفر له الله ويعينه هذا الذي أردنا أن نبينه أن يعاير الإنسان نفسه من خلال هذه الحقائق التي ذكرناها

فالإنسان الذي يعلم هذه الحقائق تجده لا سلطان للشيطان عليه

أما الذي هو في غفلة أو الذي يوقع نفسه في المعاصي فهذا الذي يسلم قيادة نفسه للشيطان

ومع ذلك حتى إن وقع في ذلك فعليه اللجوء لله بالاستغفار والاستعاذة ويكون بذلك قد نجا بنفسه وقهر شياطينه

مع الضعفاء والنساء

حيال المصائب

النفس مع الجيران

فتح الخير والشر

النفس مع الأمنية

مع الشرع والقدر

النفس مع المال