المرأة تسعى لجمع الدين مع صفاتها المرغبة في النكاح
ليكون أعظم لها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{
تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر
بذات الدين تربت يداك}[108]
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يفعله الناس في العادة
فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع ، وآخرها عندهم ذات الدين ، فوجه الرجل
أن
يظفر بذات الدين يأمن المفسدة من جهتها ويفوز بها ويكون محصلاً بها
غاية
المطلوب وتكون أعظم له من الالتفات إلى المال
فالمرأة التي تتفهم ذلك تسعى إلى أن تكون هي المقصودة
لزوجها فتتفقه في دينها ولو كانت تجمع المحاسن كلها الجمال والمال
والحسب
والخلق فتنال من زوجها أعظم الإعجاب والسرور
ولا تجعل المال والثراء يطغيها , أو الحسب وهو عزها وشرفها
وعز وشرف أهلها وأقاربها لتتقوى به على زوجها , أو جمالها
الملموس المحسوس
وما تجده من هيام في حسنها فتجعله يرديها لأن الشريعة نفرت الرجل من
المرأة
التي تسلك هذا المسلك حتى لا تنغص حياته الزوجية ، بل على المرأة أن
تغلب
الدين عندها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{
لا تنكحوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تنكحوا
النساء لأموالهن فعسى أموالهم أن تطغيهن وانكحوهن على الدين}[109]
والتدين يحصل بالاكتساب ويعينها على كسب السعادة الزوجية
أكثر من غيرها ممن تعتمد على محاسن الجمال أو المال أو الحسب فحسب ,
فهذه
هجيمة بنت حيي الأشعرية أم الدرداء الصغرى من أهل دمشق التي يروى عنها
الحديث الكثير زوجة أبو الدرداء الصحابي رضي الله عنه , كانت جميلة
لكنها
لم تعتمد على حسنها وجمالها بل كانت فقيهة , وبفقهها عاشت حياة زوجية
سعيدة
مع زوجها جعلتها تريد استكمالها في الجنة , فقالت لزوجها أبي الدرداء
عند
الموت إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوني وإني أخطبك إلى نفسك في
الآخرة , فقالت أم الدرداء اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في
الدنيا
اللهم وأنا أخطبه إليك وأسألك أن تزوجنيه في الجنة فقال لها أبو
الدرداء
فإن أردت ذلك وكنت أنا الأول فلا تتزوجي بعدي ومات أبو الدرداء وكان
لها
حسن وجمال فخطبها معاوية بن أبي سفيان خليفة المسلمين فقالت لا والله
لا
أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله في الجنة فقال
عليك بالصيام[110]