الرجل يقدم البكر مع الدين والصفات الأخرى
الشريعة ترغب من زواج البكر لما بين ذلك رسولا الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله عندما قال له
{ تزوجت ؟ قلت نعم , قال بكر أم ثيبا ؟ قلت بل ثيبا , قال أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك ؟ قلت إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن }وفي رواية {فأين أنت من العذاري ولعابها ؟} [80]
فالبكر قد تكون حديثة عهد باللعب غالباً وخصت البكر ليكتمل التآلف والتآنس فإن الثيب قد تكون معلقة القلب بالسابق فلا تكون محبتها كاملة
ولهذا المعنى قصد عثمان بحديثه لابن مسعود
فعن علقمة قال: كنت أمشي مع عبد الله بمنى فلقيه عثمان فقام معه يحدثه فقال له عثمان يا أبا عبد الرحمن ألا نزوجك جارية شابة لعلها تذكرك بعض ما مضى من زمانك وفي لفظ أخر { جارية بكراً ، لعله يرجع إليك من نفسك ما كنت تعهد ؟ [81]
فاستحباب نكاح الشابة لأنها المحصلة لمقاصد النكاح ، فإنها ألذ استمتاعاً وأطيب نكهة وأرغب في الاستمتاع الذي هو مقصود النكاح وأحسن عشرة وأفكه محادثة وأجمل منظراً وألين ملمساً ، وأقرب إلى أن يعودها زوجها الأخلاق التي يرتضيها[82]
وإن قدم الرجل المرأة الثيب لحاجة كأن يكون كبير السن ويحتاج إلى امرأة تفهم حالته وترعاه , أو لديه أولاد أو أخوات يحتاجون امرأة لتربيتهم فلا حرج في ذلك كما فعل جابر بن عبد الله عندما تزوج ثيب لتقوم برعاية أخواته
[80] مسلم 10/294
[81] مسلم 10/176
[82] النووي في شرح مسلم176/10