الفضيلة الرابعة والثلاثون
الصيام
شكر على هلاك الظالمين ونجاة المؤمنين
{ قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا اليوم الذي تصومونه قالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فيه فصامه موسى شكرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه} ( [1] )
فالمسلم عندما يعلم أن سبب صيامه صلى الله عليه وسلم هو الاقتداء بمن سبقه من الأنبياء من أولى العزم من الرسل وأمرنا بالاقتداء في هذا الأمر وهو شكر الله على إنجائه للمؤمنين وإهلاكه للظالمين
عند ذلك يجد المسلم المطبق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم يجمعه الإيمان بأهل الإيمان دون حاجز زمان أو مكان أخذاً العبر من الأحداث وهي أن أيام النصر لا تعاد ذكراها إلا بالشكر لله صاحب الفضل أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً , فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذ يوم عاشوراء عيداً بل إنه صامه وأمر بصيامه ولو كان عيداً لما صامه لأن الأعياد في شرعنا لا يجوز صيامها , بل صامه شكراً لله على إنجائه موسى ومن معه وإهلاكه فرعون وجنوده
[1] مسلم 8/251