’’ إن امرأة من جهينة ‘‘ ( [238]) ’’ من غامد من الأزد ‘‘ ( [239]) ’’ تسمى الغامدية جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله‘‘ ( [240]) ’’ طهرني فقال ويحك ارجعي فاستغفري
الله وتوبي إليه ‘‘ ( [241]) ’’ فاعترفت بالزنا ‘‘ ( [242]) ’’ فقالت يا رسول الله إني زنيت فطهرني ‘‘ ( [243])’’ إني قد فجرت ‘‘ ( [244]) ’’ فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان الغد قالت يا رسول الله لم تردني ؟ لعلك تردني كما رددت ماعزا ؟ فوالله إني لحبلى من الزنا ‘‘ ( [245]) ’’ فقال أنت قالت نعم فقال إما لا فاذهبي ‘‘ ( [246]) ’’حتى تضعي ما في بطنك ‘‘ ( [247]) فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليا لها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن إليها فإذا وضعت فجيء بها ‘‘ ( [248]) ’’ فاذهبي حتى تلدي فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت فلما أن وضعت جاء بها، ‘‘ ( [249])’’ فقال قد وضعت الغامدية ‘‘ ( [250]) ’’ أتته بالصبي في خرقة قالت هذا قد ولدته‘‘ ( [251]) ’’ فقال إذا لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه فقام رجل من الأنصار فقال إلي رضاعه يا نبي الله ‘‘ ( [252]) ’’ قال اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته أتت بالصبي في يده كسرة خبز فقالت هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فشدت عليها ثيابها ‘‘ ( [253]) ’’ وأمر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فنضخ الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ‘‘ ( [254]) ’’ ثم أمرهم فصلوا عليها ، فقال عمر يارسول الله تصلي عليها وقد زنت ؟ قال والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها ؟ ‘‘ ( [255])
فما أعظم التوبة النصوح التي يصدق فيها العبد مع ربه
وقد يحدث اغتصاب لصغير يعتدى عليه ويفعل فيه بالإكراه وينتج عن ذلك عقد نفسية عظيمة قد تفقده الثقة في نفسه
وقد يؤدي ذلك وخاصة إذا كرر معه إلى التكيف معه فيحدث فـيضان لصورة الأنوثة عليه أو يحصل تآكل ورعدة بالمحل تسكن بالفعل به وذلك كله نقـيصة لا تلاؤم الطبع
لكن الذي ينبغي أن يعالج المرء نفسه فلا يترك نفسه للشعور بضياع رجوليته وأنه لا يستطيع مواجهة الناس بعد ما حدث له كما سيملي عليه الشيطان بهذه الوساوس ليحبطه, بل عليه أن يعلم أنه ظلم بالاعتداء عليه وأنه بلجوئه لله فإن الله سيأخذ له حقه ولا يترك الظالم ولو أمهله لكنه لا يهمله بل سيكون أخذه أخذ عزيز مقتدر
ثم يعلم أن ما حدث له بدون أرادته هو من الأقدار المؤلمة التي يمتحن الله عباده بها فيفوض أمره لله فيما حدث ويعيش حياته الطبيعية ويخبر أبوه أو ولي أمره بما حدث ولا يخفي عليهم لأنه قهر وظلم حتى يساعدوه ويحموه من التعرض له مرة أخرى وأن الله سيغفر له ومادام غفر الله له سيجعل العباد يغفرون له لأن ما حدث ليس له فيه إرادة حتى يذم به, وهذه قصة لامرأة تمشي في الطريق فيعتدي عليها فاجر جبان فيغتصبها فلما زال عنها القهر استنجدت بالناس في الطريق فأتوا بها لرسول الله الذي أخبرها أن الله غفر لها, وأمر برجم الغاصب فكان في دفع نفسه لإقامة الحد عليه مع التوبة أن قبلت منه
[238] الترمذي 1435 وقال حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1435
[239] مسلم 1695
[240] مسلم 1695
[241] مسلم 1695
[242] الترمذي 1435 وقال حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1435
[243] مسلم 1695
[244] أبو داوود 4440, صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 4442
[245] مسلم 1695
[246] مسلم 1695
[247] مسلم 1695
[248] الترمذي 1435 وقال حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1435
[249] الترمذي 1435 وقال حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1435
[250] مسلم 1695
[251] مسلم 1695
[252] مسلم 1695
[253] الترمذي 1435وقال حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1435 , أي شدت عليها لئلا تتجرد فتبدو عورتها
[254] مسلم 1695
[255] أبو داوود 4440, صححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 4440