حسن المصاحبة
والمعاشرة
والتغاضي
وعدم الشدة
من
ظواهر خلق سماحة النفس
من كان سمح النفس كان حسن الصحبة لإخوانه ولأهله وأولاده ولخدمه ولكل من يخالطهم يرعاهم
وكان حسن العشرة خفيف المحاسبة متغاضياً عن المخالفات التي تتعلق به لا يتشدد في الأمور ولا يعظم الكبائر بل يلتمس العذر لمن قصر معه أو لم يعطيه من الاحترام ما يستحقه
وهذا هو قدوتنا في ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم قال أنس { خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ؟ ولا ألا صنعت ؟ }
قال أنس {خدمت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين خدمته عشر سنين فما لامني على شيء قط أتي فيه على يدي فإن لامني لائم من أهله قال دعوه فإنه لو قضي شيء كان }
قال أنس { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة فقلت : والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي قال : فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنيس ذهبت حيث أمرتك ؟ قلت نعم أنا أذهب يا رسول الله }
هذا هو خلقه مع خدمه فكيف يكون مع أهله
قال الأسود { سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة }
هذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم
وأما من سهولته وتيسيروه
قالت عائشة { وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثما }
وكان يغض عما قصر في حقه
قال أنس { كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذة شديدة ورجع نبي الله صلى الله عليه وسلم في نحر الأعرابي حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال : يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء }