منازل الحسد
تبين من عرض التعاريف التي مرت معنا لمعنى الحسد أنها ليست لكثرة الأقوال في الحسد ولكن لتوضيح منازل الحسد والتي هي
1- محبة زوال نعمة الغير مع تمني انتقالها إليه
2- محبة زوال نعمة الغير وإن لم تنتقل إلى الحاسد وهذا غاية الحسد
3- محبة زوال نعمة الغير ولو أدى ذلك لاستخدام القوة في زوالها بالبغي
4 - محبة زوال نعمة الغير باستخدام ما في نفس الحاسد من طاقات يضر بها المحسود
5- محبة نعمة الغير وتمني انتقال مثلها إليه دون تمني زوالها
فهذه المنازل هي دركات بعضها أحط من بعض , أسوء هذه الدركات وأشدها الثالثة لما فيها من استخدام القوة في إزالة النعمة من على صاحبها , وأخطرها هي الرابعة لما فيها من إصابة بالعين أو بالنفس
وأهون الحسد الحسدُ الأخير وهو الذي تبين مما سبق أنه المأذون به شرعاً وسنشرع في الحديث عنهم ونبدأ بالأخير لأنه المعفو عنه من الحسد إن كان في الدنيا والمطلوب إن كان في الدين
وقد يسمى غيرة فإن كان في الدين فقد حُمل قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم { لا حسد إلا في اثنتين }
والمراد أنه يُغار ممن اتصف بهاتين الصفتين فيقتدي به محبة للسلوك في هذا المسلك ولعل تسميته حسداً مجاز [20]
وقد علمنا أن هذا النوع هو الذي يسمى بالغبطة ويسمى بالمنافسة
[20] الزواجر لابن حجر الهيتمي مع تصريف