معنى الغبطة
الغبطة هي تمني حال المغبوط من غير أن يريد زولها عنه ، وقد يوضع الحسد موضع الغبطة لتقاربهما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
{ لا حسد إلا في اثنين رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به أناء الليل وأناء النهار ورجل أتاه الله مالا فهو ينفقه أناء الليل وأناء النهار}[10]
لا غبطة أعظم وأفضل من الغبطة في هذين الأمرين
وهي تمنى المرء أن يكون له نظير ما للآخر دون أن يزول عنه وهو المراد بالحسد الذي أطلق في الخبر [11]
قال العلماء الحسد قسمان: حقيقي ومجازي
1- حقيقي تمني زوال النعمة عن صاحبها، وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصحيحة
2- مجازي فهو الغبطة وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها، فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة، وإن كانت طاعة فهي مستحبة. والمراد بالحسد في هذا الحديث معناه المجازي أي لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين وما في معناهما
1- الحسد المذموم تمني زوال نعمة الله عن أخيه المسلم , سواء تمنى مع ذلك أن تعود إليه أو لا وهذا النوع الذي ذمه الله تعالى في كتابه بقوله {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (54)} النساء
وإنما كان مذموما لأن صاحبه كأنه يتهم الله سبحانه بأنه أنعم على من لا يستحق
2- الحسد المحمود فهو ما جاء في حديث { لا حسد إلا في اثنتين } وهذا الحسد معناه الغبطة وحقيقتها أن يتمنى أن يكون له ما لأخيه المسلم من الخير والنعمة ولا يزول عنه خيره وقد يجوز أن يسمى هذا
منافسة ومنه قوله تعالى { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ(26)} المطففين[12]
الحسد المذكور في الحديث لا حسد إلا في اثنتين هو الغبطة , وأطلق الحسد عليها مجازاً , وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره دون أن يزول عنه , والحرص على هذا يسمى منافسة
فإن كان في الطاعة فهو محمود ومنه { فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ(26)}المطففين
وإن كان في المعصية فهو مذموم ومنه {ولا تنافسوا}[13]
وإن كان في الجائزات فهو مباح فكأنه قال في الحديث لا غبطة أعظم أو أفضل من الغبطة في هذين الأمرين [14]
[10] البخاري 7529
[12] القرطبي 2/71
[13] البخاري6064 , مسلم 2563
[14] ابن حجر 1/200