سبب ثاني في التحريم الخطأ في قراءة السكران للقرآن في الصلاة
فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ’’ صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر, فأخذت الخمر منا, وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } [الكافرون 2] نحن نعبد ما تعبدون. فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ } [ النساء 43] ‘‘([17])
وهي آية أغلظ من التي قبلها, وكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربن الصلاة سكران ([18])
أُناس تركوها وقالوا لا خير في شيء يحول بيننا وبين الصلاة ([19]) صلاتنا أهم مما في الخمر ([20]) وقيل حرمت الخمر ([21])
وأُناس قالوا نشربها بعد العشاء في غير أوقات الصلاة ([22]) وقالوا يا رسول الله إنا لا نشربها قرب الصلاة فسكت عنهم, فقال عمر اللهم أنزل علينا في الخمر بياناً شافياً لما دعي وقرئت عليه الآية
وقَلَّ من يشربها لما نزلت هذه الآية وكان الذين يشربونها يجتنبون الشرب أوقات الصلوات, فإذا صلوا العشاء شربوها, حتى كان الرجل يشرب بعد صلاة العشاء فيصبح وقد زال عنه السكر ويشرب بعد صلاة الصبح فيصحوا إذا جاء وقت الظهر ([23])
فلم يزالوا على ذلك حتى حدث تقاتل بين نفر من المهاجرين ونفر من الأنصار بسبب شربها