الصفحة الرئيسية السلوك الإيمان الإدمان وعلاجه  
الصلاة شروط الصلاة  

شروط الصلاة
الوقت
الطهارة
ستر العورة
استقبال القبلة
النية




  الوقت

من شروط الصلاة الوقت

قال الله تعالى ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى      جُنُوبِكُمْ فَإِذَا   اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً 103)

   

 ولهذا تسقط كثير من الواجبات مراعاة للوقت ، وينبغي بل يجب على الإنسان أن يحافظ على أن تكون الصلاة في وقتها .
وأوقات الصلاة ذكرها الله تعالى مجملة في كتابه ، وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم مفصلة في سنته ، أما في الكتاب العزيز فقد قال الله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) . فقوله تعالى : ( لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) أي زوالها . وقوله : ( إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ) أي انتصاف الليل ، لأن أقوى غسق في الليل نصفه ، وهذا الوقت من نصف النهار إلى نصف الليل يشتمل على أوقات أربع صلوات : الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء وهذه الأوقات كلها متتالية ليس بينها فاصل ، فوقت الظهر : من زوال الشمس إلى أن يصير ظل الشيء كطوله ، ووقت العصر : من هذا الوقت إلى اصفرار الشمس الوقت الاختياري ، وإلى غروب الشمس الوقت الاضطراري ، ووقت المغرب : من غروب الشمس إلى مغيب الشفق ، وهو الحمرة التي تكون في الأفق بعد غروب الشمس ، ووقت العشاء : من هذا الوقت إلى منتصف الليل هذه هي الأوقات الأربعة المتصلة بعضها ببعض ، وأما من نصف الليل إلى طلوع الفجر ليس وقتاً لصلاة فريضة ، ووقت صلاة الفجر من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ولهذا فضله الله تعالى عما قبله فقال : (لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ). ثم قال( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً 78) . والسنة جاءت مبينة لهذا على ما وصفته أنفاً .
هذه الأوقات التي فرضها الله تعالى على عباده ، فلا يجوز للإنسان أن يقدم الصلاة عن وقتها ، ولا يجوز أن يؤخرها عن وقتها فإن قدمها عن وقتها ولو بقدر تكبيرة الإحرام لم تصح ، لأنه يجب أن تكون الصلاة في نفس الوقت ، لأن الوقت ظرف فلابد أن يكون المظروف داخله ، ومن أخر الصلاة عن وقتها فإن كان لعذر من نوم ، أو نسيان أو نحوه فإنه يصليها إذا زال العذر لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك )) . ثم تلا .قوله تعالى : ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي 14 ) وإن لم يكن له عذر فإن صلاته لا تصح ولو صلى ألف مرة ، فإذا ترك الإنسان الصلاة فلم يصلها في وقتها فإنها لا تنفعه ، ولا تبرأ به ذمته إذا كان تركه إياها لغير عذر ولو صلاها آلاف المرات ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) . ومن ترك الصلاة حتى خرج وقتها لغير عذر فقد صلاها على غير أمر الله ورسوله فتكون مردودة عليه ، لكن من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أن وسع لهم فيما إّا كان لهم عذر يشق عليهم أن يصلوا الصلاة في وقتها ، رخص لهم في الجمع بين الظهر والعصر ، أن بين المغرب والعشاء ، فإذا شق على الإنسان أن يصلي كل صلاة في وقتها من الصلاتين المجموعتين فإنه يجوز أن يجمع بينهما إما جمع تقديم ، وإما جمع تأخير على حسب ما يتيسر له لقوله الله تعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) وثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عباس – رضى الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المدينة بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر ، وسئل ابن عباس لماذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قال : (( أراد أن لا يحرج أمته )) . ففي هذا دليل على أن الإنسان إذا لحقه مشقة بترك الجمع بين الظهر والعصر ، أو بين المغرب والعشاء فإنه يجوز له أن يجمع بينهما