الصفحة الرئيسية السلوك الإيمان الإدمان وعلاجه  
علاج الحاسد والمحسود والعائن والمعيون

علاج الحاسد والمحسود والعائن والمعيون

 

الإصابة بالعين

العين

تأثير العين

طاقات مشعة من نفسه

علاج العائن

منع شر عينه

علاجات المعيون

دفع شره

  علاج العائن    

أولاً : في حالة حدوث ضرر منه للآخرين سواء بإرادته أو بغير إرادته فعليه فعل الآتي

 1-  دفع العائن شر عينه قبل أن يستحكم ضررها في المعيون

 ( قبل الإصابة ) وذلك بالأدعية

وهو إحسان إلى المعين فيقول اللهم بارك عليه ، اللهم بارك له , لقوله صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة , لما عان سهل بن حنيف

{ ألا بركت عليه } [111]

ولقوله صلى الله عليه وسلم

{إذا رأى أحدكم من أخيه , ما يعجبه فليدع له بالبركة}[112]

ولقوله صلى الله عليه وسلم {ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه من نفسه وماله أن يبرك عليه فإن العين حق }[113]

أو يقول اللهم بارك فيه ، أو تبارك الله أحسن الخالقين [114]

أو يأتي بالمشيئة فبها أو بأي دعاء من الأدعية المذكورة ينتهي تأثير عينه فلا يستحكم الضرر في المعيون [115]

وله أن يرقيه برقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم

{باسم الله أرقيك ، من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، باسم الله أرقيك }[116]

عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم {من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه}[117]

فقد لدغ عقرب رجلًا من جلوس النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل يا رسول الله أرقيه { فقال من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل }[118]

2 - رفع العائن شر عينه بعد أن استحكم ضررها في المعيون

( بعد الإصابة ) وذلك بوضوئه ليغتسل به المعين

إن شعر بأن بصره قد كان له أثر سيئ , فليتوضأ كما في حديث سهل بن حنيف لما أصابه عامر بن ربيعة والذي بين لنا فيه صلى الله عليه وسلم صفة الوضوء , وكيفية صبه على المعيون عندما أمر عامر بن ربيعة به

فالشرع ورد بالوضوء لهذا الأمر في حديث سهل بن حنيف لما أصيب بالعين عند اغتساله , فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عائنه أن يتوضأ فقال { توضأ له }[119]

وهذا كان أمراً معلوماً عندهم ، فأمرهم أن لا يمتنعوا منه إذا أريد منهم ، وظاهر الأمر الوجوب , فعليه بذل الوضوء ولا ينتظر حتى يطلب المعيون ذلك منه [120]

ومتى طلب منه الوضوء ليغتسل منه المعيون فعل ذلك لحديث عائشة قالت :{كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين }  [121]

وخاصة إذا خشي الهلاك فإنه يتعين عليه

وإذا شك إنساناً في إصابته بعين وأُمر أن يغتسل لأخيه أغتسل [122]

وأدنى ما في ذلك رفع الوهم الحاصل وليس في ذلك فتح باب للعداوة والبغضاء وإنما هو عملاً بالحديث , وكل هذا إرضاء لله في إصلاح النفس لله وتبرئتها من إيذاء الآخرين

أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطة فليس له أصل وكذلك الأخذ من أثره , وإنما الوارد غسل أعضائه وداخلة إزاره ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه والله أعلم [123]

صفة وضوء وغسل العائن وكيفية صبه على المعيون

صفة وضوء العائن عند العلماء , أخذاً بما جاء من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة , أن يؤتى بقدح ماء , ولا يوضع القدح في الأرض , فيأخذ منه غرفة فيتمضمض بها ثم يمجها في القدح , ثم يأخذ منه ماء يغسل وجهه , يأخذ الماء بيده اليمنى , ثم يصبه صب على الوجه , وكذلك باقي أعضائه إنما هو صبه صب , على كل عضو في ذلك الوضوء , في القدح , وليس على صفة غسل الأعضاء في الوضوء العادي وغيره , فيأخذ بشماله ماء يغسل به كفه اليمنى , ثم بيمينه ماء يغسل به مرفقه الأيسر , ولا يغسل ما بين المرفقين والكعبين , ثم يغسل قدمه اليمنى , ثم اليسرى على الصفة المتقدمة , أي صب الماء صب فلا يغسل جميعهما , وإنما يصب الماء في طرف قدمه اليمنى من عند أصول أصابعه , واليسرى كذلك , وكل ذلك في القدح , ثم داخلة إزاره وهو الطرف المتدلي الذي يلي حقوه الأيمن , أي ما يلي الجسد منه يدخله ويغمسه في القدح ، فإذا استكمل هذا , يقوم الذي في يده القدح , أي يكون القدح أسفل صب الماء على الأعضاء , حتى ينزل فيه الماء المصبوب على العضو , فيصبه على رأس المعين , من ورائه على جميع جسده , ويستغفله بذلك عند صبه عليه ,ثم يكفأ القدح وراءه على ظهر الأرض وبذلك يرجع المعيون لا بأس به [124]

هذا المعنى مما لا يمكن تعليله ، ومعرفة وجهه من جهة العقل ، وليس في قوة العقل الاطلاع على أسرار جميع المعلومات , فلا يرد لكونه لا يعقل معناه , وإن توقف متشرع قلنا له قل الله ورسوله أعلم ، وقد عضدته التجربة وصدقته المعاينة أو توقف متفلسفاً ، فالرد عليه أظهر , لأن عنده أن الأدوية تفعل بقواها وقد تفعل بمعنى لا يدرك [125]

وهذا مما لا ينتفع به من أنكره ، أو سخر منه ، أو شك فيه ، أو فعله مجرباً لا يعتقد أن ذلك ينفعه

والمعالجة بهذا والاستغسال ما تشهد له العقول الصحيحة ، وتقر لمناسبته ، لأن الأمر في ذلك من الوحي , أما عن المعنى فإن أثر تلك العين شعلة نار وقعت على جسد المعيون ، ففي الاغتسال إطفاء لتلك الشعلة , ثم لما كانت هذه الكيفية الخبيثة تظهر في المواضع الرقيقة من الجسد لشدة النفوذ فيها ، ولا شيء أرق من العين ، فكأن في غسلها إبطال لعملها ، ولا سيما للأرواح الشيطانية في تلك المواضع , وفيه أيضاً وصول أثر الغسل إلى القلب من أرق المواضع وأسرعها نفاذاً ، فتطفئ تلك النار التي أثارتها العين بهذا الماء , وهذا الغسل المأمور به ينفع بعد استحكام النظر ، فأما عند الإصابة وقبل الاستحكام فقد أرشد الشارع إلى الدعاء بالبركة وقول ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله والذي هو إحسان إلى المعين ليدفع تلك الكيفية الخبيثة [126]

 


[111] الموطأ 2/938 , ابن ماجة 3509 , صحح إسناده الألباني في المشكاة 4562

[112] ابن ماجة 3509 صححه الألباني صحيح ابن ماجة 3509  

[113] المجمع 5/108 قال رجال أحمد 3/447رجال الصحيح , صححه الألباني في الكلم الطيب  

[114] حكاه الهيثمي عن بعض أهل العلم عمن يعجبه الشيء المجمع 5/109 

[115] ولقوله صلى الله عليه وسلم {من رأى شيئا فأعجبه ، فقال ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ،لم تضره العين}

كشف الخفاء 2/100 عزاه للبزار وابن السني , والشوكاني نيل الأوتار باب الرقية من العين , أما رواية الكلم الطيب فقد ضعف إسناده الألباني 178

وفي رواية {فقال ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، لم يضره }

 قاله ابن القيم نقله عنه الشوكاني بتصريف منه في نيل الأوتار ونقله ابن حجر في الفتح 10/ 215 مع تصريف وسكت عنه

[116] مسلم 14/393

[117] مسلم 2199

[118] المسند 3/382 , البيهقي في السنن الكبرى 9/ 348 , صححه الألباني في الصحيحة 472

[119] الموطأ 2/938 , ابن ماجة 3509ا , صحح إسناده الألباني في المشكاة 4562

[120] الأحوذي 6/87 مع تصريف

[121] البيهقي 9/351  , أبو داوود 3880  , الألباني صحح إسناده في صحيح أبو داوود 3286 , والصحيحة 2522

[122] انظر المعنى في فتاوى اللجنة الدائمة  1/177

[123] قاله الشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الفتاوى الإسلامية 4/473   

[124] النووي 14/395 مع جمعي لرويات الزهري

[125] نقله ابن حجر في الفتح 10/ 215 عن المازري وابن العربي وكذا الأحوذي 6/187

[126] ابن القيم