عن ثوبان قال لما نزل في الفضة والذهب ما نزل قالوا فأي المال نتخذ قال عمر فأنا أعلم لكم ذلك فأوضع على بعيره فأدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في أثره فقال يا رسول الله أي المال نتخذ فقال ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة
الإنسان في ضعفه البشري يحتاج للجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه والذكر هو الذي يجعله على اتصال بربه
ولذا حث الدين الحنيف ، على أن يتصل المسلم بربه ، ليحيا ضميره ، وتزكوا نفسه ، ويطهر قلبه ، ويستمد منه العون والتوفيق ولأجل هذا ، جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية المطهرة ، ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله عز وجل على كل حال
للأذكار تأثير في تقوية النفس الإنسانية تغير الشعور بالضعف والوهن والخوف والقلق إلى الشعور بالراحة والأمان والاطمئنان
الأذكار تقوي نفس المؤمن
إن من أكثر ما يزيل الأدواء، ويحصن من الأعداء، ذكر الله والإكثار منه والذي فيه فلاح المرء
فلاح المرء معلق على ذكر الله
قال تعالى اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(45) [سورة الأنفال :45]
فالله تعالى علق فلاح المرء على كثرة ذكر الله, لأن ذكر الله تعالى سبب للحياة الكاملة التي يتعذر معها أن يرمي صاحبها بنفسه في أتون الجحيم أو غضب وسخط الرب العظيم
ولذا عندما يتبين هذا للعاصي ويجد من يرغبه ويحببه في ذكر الله يأتي به وهو مدرك بيقين أن ذكر الله يقويه ويعينه على الفلاح
وعندما يعرف المرء لنقاط ضعفه وما يقابلها من مصادر القوة في ذكر الله يسعى للإتيان بها مثل
الزاني غالباً ما يكون زناه في الخفية ليس من تستراً وحياءً من الله ولكن عقوبة ربانية تجعله يشعر بالخزي والخوف من اكتشاف أمره للآخرين فيعاقب
ولذا عندما يقوي نفسه بذكر الله يضمحل معه هذا الشعور ويحيا ضميره ، وتزكوا نفسه ، ويطهر قلبه ، ويستمد من الذكر العون والتوفيق في الابتعاد عن معصيته
ذكر الله أمان وطمأنينة
قال تعالى
أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(28) [سورة الرعد:28]
فذكر الله عز وجل، يحيي في نفس الذاكر استشعار عظمة الله، وحينها يشعر الذاكر بالسعادة وبالطمأنينة يغمران قلبه وجوارحه
ذكر الله يشرح الصدور
عندما يقول رَب ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسرْ لِيۤ أَمْرِي * وَٱحْلُلْ عُقْدَةً من لسَانِي * يَفْقَهُواْ قَوْلِي
[سورة طه25:28]
بذكر الله هذا يستطيع المرء أن يواجه الآخرين بكل ثقة في الله عندما يعلم أن موسى عليه السلام كان عنده شيء في لسانه ولما أمره الله أن يذهب إلى فرعون وموسى يعلم قدر فرعون يعلم أن فرعون من الملوك الطغاة ويعلم قدر نفسه فماذا كان منه قال رَب ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسرْ لِيۤ أَمْرِي * وَٱحْلُلْ عُقْدَةً من لسَانِي * يَفْقَهُواْ قَوْلِي [سورة طه25:28] فقواه الله ومكنه من مواجهة فرعون
ذكر الله يمنح قوة للبدن تعينه في قضاء حوائجه
ألا أدلكما على خير مما سألتما ؟ إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم
بعض الناس يكون اتكالي على الآخرين وكثيراً ما يشتكي من أن أهله لا يقدمون له المساعدة فيحتاج أن يعلم بقول علي رضي الله عنه أن فاطمة بنت رسول الله ، وكانت من أحب أهله إليه قد جرت بالرحى حتى أثر في يدها، واستقت بالقربة حتى أثر في نحرها، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، فأتى النبي خدم فقلت لو أتيت أباك فسألتيه خادما فأتته، فوجدت حداثا فرجعت، فأتاها من الغد فقال: ’’ ما كان حاجتك ؟ فسكتت، فقلت أنا أحدثك يا رسول الله، جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، وحملت بالقربة حتى أثرت في نحرها، فلما أن جاءك الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادما يقيها حر ما هي فيه قال رسول الله ’’ ألا أدلكما على خير مما سألتما ؟ إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم ‘
فهذه هي فاطمة ابنة رسول الله أشرف الناس وعانت من الخدمة بالفعل ومع ذلك أراد رسول الله أن يبن أن في ذكر الله قوة تعين المرء على قضاء حوائجه أفضل من اتكاله على الآخرين
ذكر الله غذاء
لما سئل رسول الله عما يعيش الناس قبل خروج الدجال قال التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام
بعض الناس كثيراً ما يشكوا من الحوجة والقحط الذي يمر به
فلما يخبر بقول رسول الله ’’ قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد ويأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها ثم يأمر الله السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر الله عز وجل السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض أن تحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله, قيل فما يعيش الناس في ذلك الزمان قال التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام‘‘
فيتبين له أن ذكر الله سيكون فيه الخلاص من حياة القحط
ذكر الله سلاح
جيش المسلمين في فتح القسطنطينية ’’ إذا جاءها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا لا إله إلا الله والله أكبر, فيسقط أحد جانبيه
بعض الناس يكون عنده لا مبالاة ويشكو من أنه ضعيف وفاقد السيطرة أمام المعاصي
فهذا يحتاج أن يعلم أن الإكثار من ذكر الله سلاح مقدم، من أسلحة الحروب الحسية فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخبر عن كيفية فتح جيش المسلمين للقسطنطينية يقول ’’ فإذا جاءها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا لا إله إلا الله والله أكبر, فيسقط أحد جانبيها، ثم يقولوا الثانية لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا .. الحديث ‘‘
فعند ذلك يسعى المرء لتسلح بالأذكار ليواجه معاصيه
فذكر الله عز وجل يحيي في النفوس استشعار عظمة الله، وأنه على كل شيء قدير، فأنه سلاح قوي ينصره على المعاصي ويصرف عنه العناء
فبذكر الله يحصل النصر ويثبت الله القلب في مواطن الفزع، ولذلك أمر الله تعالى بذكره عند مقابلة الأعداء في الحرب فقال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(45)
ذكر الله فيه الفرج
كلمات الفرج لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم