الخمر من معوقات الفلاح
الخمر
الخمر ما يخمر العقل ويستره ، ويمنعه من التقدير السليم
فالخمر مأخوذة من خمر ، إذا ستر ، ومن خمار المرأة لأنه يستر وجهها . وكل شيء غطى شيئاً فقد خمره ومنه خمروا آنيتكم أي غطوها .
وسميت الخمر خمراً ، لأنها تركت حتى أدركت يقال قد اختمر العجين ، أي بلغ إدراكه
وسميت الخمر خمراً ، لأنها تخالط العقل . من المخامرة وهي المخالطة
فالمعاني الثلاثة متقاربة ، فالخمر تركت حتى أدركت ، ثم خالطت العقل ، ثم خمرته ([1])
الخمر تخمر العقل ومن طبعه الطاعة والانقياد والتواضع لربه وضده الهوى ومن طبعه التمرد والمخالفة والآباء والاستكبار عن عبادة ربه كالشيطان فإذا خمر الخمر العقل صار مغلوبا لا يهتدي إلى الحق وطريقه ثم يغلبه ظلمة الهوى فتكون النفس أمارة بالسوء وتستمد من الهوى فتتبع بالهوى جميع شهواتها النفسانية ومستلذاتها فيظفر بها الشيطان فيوقعها في مهالك المخالفات كلها ولهذا قال عليه السلام « الخمر أم الخبائث » لان هذه الخبائث كلها تولدت منها ([2])
[1] الوسيط لسيد طنطاوي - (ج 1 / ص 1359)
[2] تفسير حقي - (ج 3 / ص 330)