الغموم والهموم والأحزان تكفر ذنوب العبد
’’ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولاهم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه‘‘[1]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم’’ما من شيء يصيب المؤمن من نصب ولا حزن ولا وصب حتى الهم يهمه إلا يكفر الله عنه به سيئاته‘‘ ( [2] )
النصب هو التعب والألم الذي يصيب البدن أثناء جراحة , والوصب الألم اللازم والمرض المزمن الدائم
الأذى كل ما لا يلائم النفس وخاصة إذا تأذى الإنسان من غيره
الهم والحزن والغم هم من أمراض الباطن
الهم ينشأ عن الفكر فيما يتوقع حصوله مما يتأذى به وهو الذي يذيبه
والحزن يحدث لفقد ما يعز على المرء فقده فيظهر منه في القلب خشونة
والغم كرب يحدث للقلب ويضيق عليه بسبب ما حصل فيغم الرجل من الحزن حتى يصيره بحيث يقرب أن يغمى عليه
وقيل في هذه الأشياء الثلاثة وهي الهم والغم والحزن
فالهم والحزن ما يصيب القلب من الألم بفوات محبوب والغم أشدها والحزن أسهلها , والهم يختص بما هو آت والحزن بما فات[3]
الهم ينشأ من الفكر فيما يتوقع حصوله مما يتأذى به
والغم كرب يحدث للقلب بسبب ما حصل
والحزن يحدث لفقد عزيز على المرء فقده
وقيل الهم والغم بمعنى واحد
وقيل الغم يشمل جميع أنواع المكروهات لأنه إما بسبب ما يعرض للبدن إما بحيث يخرج عن المجرى الطبيعي أو لا أو بسبب ما يعرض النفس إما أن يلاحظ فيه الغير أو لا وإما أن يظهر فيه الانقباض أو لا إلى الماضي أو لا
ولو دخلت الشوكة جسده بفعل أحد أو بغير فعل أحد وهو أقل ما يكون يقابله الله بسببها تكفير الخطايا عنه
فمن كانت له ذنوب مثلا أفاد المرض تمحيصها ومن لم تكن له ذنوب كتب له بمقدار ذلك
ولما كان الأغلب من بني آدم وجود الخطايا فيهم أطلق من أطلق أن المرض كفارة فقط وعلى ذلك تحمل الأحاديث المطلقة ومن أثبت الأجر به فهو محمول على تحصيل ثواب يعادل الخطيئة
[1] البخاري , الأدب المفرد 1/173 , صححه المناوي في فيض القدير
[2] الترمذي وحسنه , ابن أبي الدنيا , صححه الألباني في الترغيب 3415
[3] والإراحة من هذه الأمور الصلاة ‘‘لفعله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ‘‘قال ’’أرحنا يا بلال بالصلاة‘‘