|
ومن هذه الخصال التي تبلغ الظلال والتي نسعى لتحصيلها بذل الشباب في العبادة
فقوله صلى الله عليه وسلم |
|
|
شاب نشأ في عبادة الله أي أفنى شبابه ونشاطه في عبادة الله
يريد به أنه أقل ذنوباً وأكثر حسنات ممن نشأ في غير عبادة الله ثم عبده في أخر عمره وعند شيخوخته
خص الشباب لكونه مظنة غلبة الشهوة لما في الشباب من قوة باعثة على متابعة الهوى
فالشباب شعبة من الجنون ، وهو داع للنفس إلى استيفاء الغرض من شهوات الدنيا ولذاتها المحظورة ، فمن سلم منه فقد سلم
والشاب الذي يخالف هواه وطيش شبابه بملازمة العبادة دل على غلبة التقوى عنده ودل على أنه وهب شبابه لله
وهذا فضل من يسلم من الذنوب وينشغل بطاعة ربه بدوام حراسة نفسه عن مخالفة ربه أن يكافئه ربه بإدخاله في ظله وحراسته من مخاوف يوم القيامة
أما من وجد شبابه قد أفناه في غير الطاعات في معاصي أو منكرات مما يغضب الله فعليه بالتوبة واستدراك ما فات بعمل الطاعات وسوف يجزيه الله من فضله الواسع