الوصية بالنساء
الوصية بالنساء لورود الخطأ عندهن بسبب العوج في فطرتهن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه }[6]
وقال صلى الله عليه وسلم :
{ استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء}[7]
وقال الله تعالى:{ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا(1)}النساء
فالله تعالى بين أنه خلق آدم وخلق منه زوجته حواء , وبين ابن عباس {إن حواء خلقت من ضلع آدم الأقصر الأيسر وهو نائم}[8]
وبين النبي صلى الله عليه وسلم {إن المرأة خلقت من ضلع}و{إِنهن خلقن من ضلع}
وهذا معناه أن النساء خلقن من أصل شيء معوج ، وأنها عوجاء مثله لكونه أصلها منه [9]
وفي بيانه صلى الله عليه وسلم أن المرأة خلقت من ضلع أي : عوجاء لأن الضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه وأعلى ما في المرأة رأسها الذي فيه مواطن تفكيرها وأوهامها وتصوراتها ولسانها الذي ينطق التعبير عن هذا فيحصل منه الأذى
وإذا كان هذا من طبعها الذي فطرت عليه , كان من واجب الرجل أن يصبر عليها ويتحمل منها آثار عوجها الفطري في السلوك [10]
فالمرأة ليست مطالبة بالكمال كالرجل بل من فيهن الكمال من النساء معدودات , مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون[11]
أما الشيء الذي خلقت من أجل أن تحويه فهي تحسن فيه , فهي خلقت من ضلع ومعلوم أن الضلع أرق عظام الإنسان وألينه ، والضلع وعاء ما في الصدر والضلع يحوي بداخله القلب موطن الحنان والأنس موطن العاطفة والضلع في تكوينه ذو عوج ، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يشير إلى أن المرأة خلقت من رقة ، ومع الرقة اعوجاج وهذا الاعوجاج فيها مناسب لما خلقت من أجله إذ خلقت لتكون وعاء العاطفة والحنان والإيناس ، ولابد أن يظهر عوجها في أعلاها ، أي في لسانها وفكرها ، إذ لابد أن تتغلب جوانب عاطفتها والتي تتقنها على المنطق الفكري السليم الذي عندها فيه خلل [12]
والشريعة عندما بينت أن المرأة بطبيعتها وفطرتها مستعدة لأن تقع في الخطأ أكثر من استعداد الرجل , كان على الرجل أن يدرك أن أخطاء المرأة أمر طبيعي فلا يكثر من اللوم والتأنيب والمؤاخذة بل يتساهل ويتسامح [13]
وفي هذا ملاطفة النساء والإحسان إليهن والصبر على عوج أخلاقهن واحتمال ضعف عقولهن وأنه لا يطمع باستقامتهن [14]
لقوله صلى الله عليه وسلم
{ إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة }[15]
فبعد أن تبين استحالة استقامتها , فالذي يريد امرأة بدون أخطاء يطلب مستحيل لا يتحقق
فعلى الرجل أن يقبل وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في النساء ويعاملهن على أنهن عوان أي أسيرات ضعيفات لا تملك العضلات وكل ما تملكه البكاء الذي له التأثير على القلب
وليس النساء الزوجة فقط كما تصرفها أعراف الناس فيحملونها هي الاعوجاج , بل جنس النساء ومن هن النساء ؟ الأم والأخت والجدة والابنة والعمة والخالة , فالأم وقعت في الاعوجاج وربما لازالت وستقع الابنة فيه , فكلهن جنس النساء وتكثر أخطائهن
وهذا العوج الفطري عند النساء عموماً سواء كانت المرأة على دين وخلق أو غير ذلك من النساء والتي قد تحمل مع هذا العوج الفطري سلوك غير طيب , فبعض النساء شرسة وقد تسبب مضايقات وحرج شديد للرجل ولذا قال صلى الله عليه وسلم لأفضل النساء وهن الصحابيات
{ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من أحدكن }[16]
{ما رأيت من ناقصات عقل ودين أَغْلَبَ لِذَوِي الأَلْبَابِ وَذَوِي الرَّأْيِ منكن . قالت امرأة منهن وما نقصانُ عقلها ودينها ؟ قال: شهادة امرأتين منكن بشهادة رجل ونُقصانُ دينكم الحيضة فتمكث إحداكن الثلاثة والأربع لا تصلي }[17]
ليُبين صلى الله عليه وسلم أن النساء يُسببنّ إذهاب عقل الرجل الحازم الضابط لأمره ، حتى يفعل أو يقول ما لا ينبغي
ومع نقصانُ عقلهن وقد علمنا الخلل في مواطن تفكيرهن
ونُقصانُ الدين لأن إحداهن تمكث الأيام لا تصلي ولا تصوم أثناء الحيض
وليس المقصود بذكر النقص في النساء لومِهن على ذلك لأنه من أصل الخِلقة ، لكن للتنبيه وليقبل الرجال وصيته صلى الله عليه وسلم الرجال بهن حيث قال في حجة الوداع
{ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة }[18]
وما دام أن خطأ المرأة في غير الفاحشة فعلى الرجل أن يعلم أن حسن العشرة معهن واجب عليه وأنه مأمور بإكرامهن والإحسان إليهن والرفق بهن على عوجهن والعطف عليهن وعدم ظلمهن ويستحب له أن يتحمل الأذى منهن لأن صحبة النساء أهدأ للنفس وأهنأ للعيش
وخطأ المرأة ليس في الفاحشة فالفاحشة لها حدود شرعية والمرأة ربما تخشى على عرضها أكثر من خوف الرجل على عرضها
وليس معنى هذا ترك إصلاحهن وتقويمهن , ولكن معناه ضرورة اتخاذ الحكمة في سياستهن , مع ملاحظة أن الاستقامة الكاملة لا ترجى منهن , فعلى الرجال أن يستوصوا بهن , وذلك بالرفق في تأديبهن وتربيتهن , وبمراعاة طبيعتهن , وبعدم القسوة عليهن والعنف في تقويمهن [19]
[9] ابن حجر في الفتح 9/161-163 مع تصريف
[10] حنبكة 2/64
[11] {كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم ابنة عمران آسية امرأة فرعون }
صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 3280
[12] حنبكة 2/65 مع تصريف
[13] حسن أيوب 189
[14] النووي في شرح مسلم 10/299 مع تصريف
[15] مسلم 10/298
[17] الترمذي 261 وقال حديث حسن صحيح , صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2613
[18] الترمذي 1163 وقال حديث حسن صحيح , اب
[19] حنبكة 69/2