حج الإفراد
للرجل مسافر بؤي بالسيارة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . وبعد
حج المفرد حجة فقط
الإفراد هو أن يحرم بالحج فقط فإذا وصل إلى مكة طاف طواف القدوم ، وسعى بين الصفا والمروة للحج ، ثم استمرّ على إحرامه حتى يُحل منه يوم العيد ويجوز أن يؤخر السعي عن طواف القدوم إلى ما بعد طواف الحج وليس لهذا النسك هدي
فمن يريد هذا النسك ممن يذهب بالبر أي بالسيارات نوضح له ما يفعله قبل الذهاب من مكانه وحتى ينتهي من النسك
1- يستحب لمن أراد الإحرام أن يتنظف بإزالة شعر عانته وشعر إبطيه والأخذ من شاربه وأظفاره ، لئلا يحتاج إلى أخذ ذلك بعد الإحرام فيكون محظور عليه والمرأة كالرجل في ذلك
2- له أن يتنظف في بيته قبل الشروع في السفر وله أن يتنظف في الميقات
3- عندما يركب السيارة التي يسافر بها يأتي بدعاء الركوب ودعاء السفر
4- عندما يذهب المسافر بالسيارة لزيارة المدينة قبل الذهاب إلى مكة يكون الميقات بعد خروجه من المدينة متجهاً إلى مكة هو ذو الحليفة وهو ما يسمى آبار علي ويبعد عن المسجد النبوي 13 كيلو ويكون قبل مكة 420 كيلو شمال مكة وهو أبعد المواقيت عن مكة وهو ميقات أهل المدينة ومن أتى عن طريقهم
وإن اتجه إلى مكة مباشرة وكان من أهل المنطقة الشرقية فإن الميقات يكون قرن المنازل وهو ما يسمى السيل الكبير وهو قبل مكة 78 كيلو من جهة الشرق الجنوبي لمكة وطريقها الأعلى وادي محرم على طريق الطائف مكة وهو ميقات أهل نجد وما وراءها من بلدان الخليج والعراق وإيران وحجاج الشرق كله وجنوب السعودية واليمن
ذات عرق وهو ما يسمى الضريبة ويقع عن مكة شرقاً جهة الشمال في محاذاة آبار علي ويبعد عن مكة 100 كيلو وهو ميقات أهل المشرق
رابغ وهي مقام الجحفة وتبعد عن مكة 186 كيلو قريبة من ساحل البحر الأحمر ويحرم منها من كان في شمال المملكة وساحلها الشمالي وأهل لبنان وسوريا والأردن وفلسطين وأهل بلدان إفريقيا الشمالية والغربية كمصر ولبيا وتونس والجزائر والمغرب
يلملم وبه بئر السعدية ويبعد عن مكة مسافة 120 كيلو وهو ميقات لتهامة السعودية وتهامة اليمن
وكل من كان يقيم بين هذه المواقيت ومكة فميقاته محله وأهل مكة من مكة
والمواقيت بها كافة الخدمات ففيها كل ما يحتاجه مريد الإحرام من بيع لملابس الإحرام حتى يستطيع من يريد الإحرام أن يشتري ما يريده وفيها المغاسل والمسجد
5- المشروع إذا وصل إلى الميقات أن يتجرد من ثيابه إذا دخل المغاسل ويغتسل كما يغتسل للجنابة
لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم {تجرد من المخيط عند الإحرام واغتسل }
الاغتسال عند الإحرام سنة في حق الرجال
6- يتطيب بأطيب ما يجد من دهن عود أو غيره في رأسه ولحيته ، ولا يضره بقاء ذلك بعد الإحرام لقول عائشة رضي الله عنها: {كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد ثم أرى وبيص المسك في رأسه ولحيته بعد ذلك}
7- بعد الاغتسال والتطيب يلبس ثياب الإحرام ، كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم {وليحرم أحدكم في ازار ورداء ونعلين}
8- يصلي الفريضة إن كان في وقت فريضة وإلا صلى ركعتين ينوي بهما سنة الوضوء
9- إذا فرغ من الصلاة أحرم سواء في المسجد أو وهو يمشي أو عندما يركب سيارته
وصفة الإحرام أن يعقده على نفسه بالنية ويلفظ بها فيقول: لبيك اللهم حجة
له أن يشترط عند الإحرام فيقول عند عقده: {اللهم إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني } أي منعني مانع عن إتمام نسكي من مرض أو تأخر أو غيرهما فإني أحل من إحرامي , لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ضباعة بنت الزبير حين أرادت الإحرام وهي مريضة أن تشترط وقال: {إن لك على ربك ما استثنيت } فمتى اشترط وحصل له ما يمنعه من إتمام نسكه فإنه يحل ولا شيء عليه
10- يلبي فيقول لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك يرفع الرجل صوته بذلك وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية خصوصاً عند تغير الأحوال والأزمان مثل أن يعلو مرتفعاً ، أو ينزل منخفضاً ، أو يقبل الليل أو النهار ، وأن يسأل الله بعدها رضوانه والجنة ، ويستعيذ برحمته من النار
11- عندما يصل إلى مكة يدخل المسجد الحرام ويفعل ما يفعله عند دخوله أي مسجد , يقدم رجله اليمنى ويقول: {بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم اللهم افتح لي أبواب رحمتك}
12- يستحب إذا رأى البيت أن يرفع يديه ويكبر ويدعو فيقول {اللهم أنت السلام ومنك السلام حينا ربنا بالسلام}
الطواف
فإذا وصل إلى الكعبة قطع التلبية قبل أن يشرع في الطواف ، ثم يقصد الحجر الأسود
13- يشرع في الطواف ويكون طاهرا وفي ثياب طاهرة للطواف وذلك لأن الطهارة من الحدث والنجاسة شرائط لصحة الطواف
14- يبدأ الطواف بالحجر الأسود فيستلمه إن استطاع ويقبله
ومعنى استلمه أي مسحه بيده , فإن لم يتيسر تقبيله قبل يده إن استلمه بها ، فإن لم يتيسر استلامه بيده فإنه يستقبل الحجر بيده إشارة ولا يقبلها ، والأفضل ألا يزاحم فيؤذي الناس ويتأذى بهم لما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمر:{يا عمر ، إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف ، إن وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله وهلل وكبر}
15- يقول عند استلام الحجر: بسم الله والله أكبر
16- يجعل البيت عن يساره ، فيبدأ من الركن الذي فيه الحجر الأسود وهو قبلة أهل خراسان فيستلمه ثم يأخذ على يمين نفسه ويجعل البيت على يساره فإذا انتهى إلى الركن الثاني وهو العراقي لم يستلمه فإذا مر بالركن الثالث وهو الشامي لم يستلمه أيضا , فلم يستلم الركنين اللذين يليان الحجر لأن البيت لم يتم على قواعد إبراهيم فلم يسن استلامهما فإذا بلغ الركن اليماني استلمه من غير تقبيل ، فإن لم يتيسر فلا يزاحم عليه ويقول بينه وبين الحجر الأسود: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة
ويكون الطواف من وراء الحِجر لأن الحِجر من البيت
, قالت عائشة {كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلني الحجر وقال صلي في الحجر إن أردت دخول البيت فإنما هو قطعة من البيت}
17- كلما مر بالحجر الأسود استلمه وكبر
18- يقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة القرآن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {فإنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله}
19- ينبغي للرجل أول ما يقدم للطواف أن يفعل شيئين:
أحدهما: الاضطباع من ابتداء الطواف إلى انتهائه ، وصفة الاضطباع أن يجعل وسط ردائه داخل إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر ، فإذا فرغ من الطواف أعاد رداءه إلى حالته قبل الطواف , لأن الاضطباع محله الطواف فقط
الثاني: الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط ، والرمل إسراع المشي مع مقاربة الخطوات ، وأما الأشواط الأربعة الباقية فليس فيها رمل وإنما يمشي كعادته
وإن لم يأتي بالاضطباع أو بالرمل نسياً أو خطأً فلا شيء عليه
20- إن شك في عدد الطواف بنى على اليقين
لأنها عبادة فمتى شك فيها وهو فيها بنى على اليقين وإن أخبره ثقة ممن يطوف معه بعدد طوافه رجع إليه
وإن شك في ذلك بعد فراغه من الطواف لم يلتفت إليه
21- إذا أتم الطواف سبعة أشواط تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} ثم صلى ركعتين خلفه يقرأ في الأولى بعد الفاتحة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثانية:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} بعد الفاتحة
وحيث ركعهما ومهما قرأ فيهما جاز
ولا بأس أن يصليهما بدون سترة ويمر بين يديه الطائفون من الرجال والنساء فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلاهما والطواف بين يديه ليس بينهما شيء
فإذا فرغ من صلاة الركعتين رجع إلى الحجر الأسود فاستلمه إن تيسر له
السعي
22- يخرج إلى المسعى فإذا دنا من الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه} ثم يرقى على الصفا ويسعى لرؤية الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه فيحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو , وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم هنا: {لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده} يكرر ذلك ثلاث مرات ويدعو بين ذلك
وما دعا به فجائز فليس في الدعاء شيء مؤقت
23- ينزل من الصفا إلى المروة ماشياً ، فإذا بلغ العلم الأخضر ركض ركضاً شديداً بقدر ما يستطيع ولا يؤذي ، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم {أنه كان يسعى حتى ترى ركبتاه من شدة السعي يدور به إزاره } وفي لفظ { وأن مئزره ليدور من شدة السعي}
وليس ذلك بواجب ولا شيء على تاركه
فإذا بلغ العلم الأخضر الثاني مشى كعادته حتى يصل إلى المروة
24- إذا وصل إلى المروة يرقى عليها ، ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول ما قاله على الصفا
25- ينزل من المروة إلى الصفا فيمشي في موضع مشيه ، ويسعى في موضع سعيه ، فإذا وصل الصفا فعل كما فعل أول مرة ، وهكذا المروة حتى يكمل سبعة أشواط ، ذهابه من الصفا إلى المروة شوط ، ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط آخر
26- يقول في سعيه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة
الترتيب شرط في السعي وهو أن يبدأ بالصفا
فإن بدأ بالمروة لم يعتد بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالصفا وقال نبدأ بما بدأ الله به
27- بعد أن أتم سعيه سبعة أشواط يبقى في مكة على إحرامه لا يحل فلا يقص من شعره ولا يتحلل حتى يحل يوم العيد
والطواف الذي أتى به يسمى في حقه طواف القدوم وإن لم يأتي بهذا الطواف فليس عليه شيء
والسعي بالنسبة له يغنيه عن سعي الحج وإن لم يأتي به في هذا الموضع وأجله مع أعمال الحج فليس عليه شيء
لأنه سعياً واحداً للحج ، ثم يبقى على إحرامه حتى يُحل منه يوم العيد
أعمال يوم التروية
28- إذا كان يوم الثامن من ذي يخرج من مكة أو من أي مكان هو فيه إلى منى فإذا وصل منى صلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً من غير جمع , والقصر هو أن تصلى الصلاة الرباعية ركعتين ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر بمنى ولا يجمع ثم ينام ثم يصلي بها الفجر
أعمال يوم عرفة
29- إذا طلعت الشمس يوم التاسع من ذي الحجة يركب السيارة من منى ليذهب إلى عرفة
30- ينزل بمسجد نمرة إلى وقت الظهر لأن النزول بنمرة سنة فيحضر مع الإمام خطبة عرفة ويصلي معه الظهر والعصر قصراً وجمعاً بينهما جمع تقديم في وقت الأولى بأذان واحد وإقامتين لفعله صلى الله عليه وسلم ، كل هذا إن تيسر له وإن لم يتيسر فلا حرج ثم يخرج إلى عرفة وكلها موقف إلا بطن عُرنة , والمراد بالوقوف المكث لا الوقوف على القدمين فالقاعد يعتبر واقفاً ، ويستحب استقبال القبلة وجبل الرحمة إن تيسر فقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم عند الجبل وقال: {وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف ، وارفعوا عن بطن عرنة}
أما إذا خرج من منى ونزل مباشرة في عرفة كمن ينزل في المخيمات سواء نزل قبل طلوع الشمس أو بعد ذلك أو لم يتمكن من الذهاب إلى مسجد نمرة ووجد في المخيم من يخطب فيهم فيعرفهم بالموقف وأفعال ذلك اليوم ويصلي بأهل المخيم الظهر والعصر قصراً وجمعاً بينهما جمع تقديم أو لم يجدوا من يخطب فيهم وصلوا بدون خطبة أو صلى هو في مكانه بمفرده فكل هذا جائز
31- بعد الصلاة يستحب أن يتفرغ في هذا الموقف للإجتهاد في ذكر الله سبحانه ودعائه والتضرع إليه ، ويرفع يديه حال الدعاء مستقبلاً القبلة ويدعو بما أحب
وإن لبى أو قرأ شيئا من القرآن فحسن ، ويسن أن يكثر من قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير , لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {خير الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير } وينبغي الإكثار من هذا الذكر وتكراره بخشوع وحضور قلب وينبغي الإكثار أيضا من الأذكار والأدعية الواردة في الشرع في كل وقت ولا سيما في هذا الموضع في هذا اليوم العظيم ويختار جوامع الذكر والدعاء ويكثر من أحب الكلام إلى الله {سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر }
وإن أراد التحدث مع أصحابه بالأحاديث النافعة أو قراءة ما تيسر من الكتب المفيدة خصوصاً فيما يتعلق بكرم الله وجزيل هباته ليقوى جانب الرجاء في ذلك اليوم كان ذلك حسناً ، ثم يعود إلى التضرع إلى الله ودعائه
ويكون المسلم في هذا الموقف مخبتا لربه سبحانه متواضعا له خاضعا لجنابه منكسرا بين يديه يرجو رحمته ومغفرته ، ويخاف عذابه ومقته ، ويحاسب نفسه ويجدد توبة نصوحا , لأن هذا يوم عظيم ، ومجمع كبير ، يجود الله فيه على عباده ، ويباهي بهم ملائكته ، ويكثر فيه العتق من النار ، وما رئي الشيطان في يوم هو فيه أدحر ولا أصغر ولا أحقر منه في يوم عرفة إلا ما رئي يوم بدر ، وذلك لما يرى من جود الله على عباده وإحسانه إليهم وكثرة إعتاقه ومغفرته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبادا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء؟ }
فينبغي للمسلم أن يُري الله من نفسه خيرا وأن يهين عدوه الشيطان ويحزنه بكثرة الذكر والدعاء وملازمة التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا ويستمر في هذا الموقف مشتغل بالذكر والدعاء والتضرع إلى أن تغرب الشمس
32- إذا غربت الشمس انصرف إلى مزدلفة بسكينة ووقار وإكثار من التلبية وأسرع في المتسع , لفعل النبي صلى الله عليه وسلم
وهكذا يكون حاله إن ركب سيارة ونزل بها
ولا يجوز الانصراف قبل الغروب لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف
حتى غربت الشمس وقال {خذوا عني مناسككم}
فإذا وصل إلى مزدلفة صلى المغرب والعشاء جمعاً كل صلاة وحدها بأذان وإقامتين المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين من حين وصولهم إليها لفعل النبي صلى الله عليه وسلم سواء وصلوا إلى مزدلفة في وقت المغرب أو بعد دخول وقت العشاء
وإن كان يخشى ألا يصل مزدلفة إلا بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة ، ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل
33- يبيت بمزدلفة في هذه الليلة
ويجوز للضعفاء ومن يتولى رعايتهم ومن يتولى رعاية النساء والصبيان أن يدفعوا إلى منى بعد منتصف الليل لحديث عائشة { نزلنا المزدلفة , فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم سودة أن تدفع قبل حطمة الناس , وكانت امرأة بطيئة , فأذن لها , فدفعت قبل حطمة (زحمة) الناس , وأقمنا حتى أصبحنا نحن , ثم دفعنا بدفعه , فلأن أكون استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنت سودة أحب إلي من مفروح به (أي شيء يفرح به)}
وأما غيرهم فيتأكد في حقهم أن يقيموا بها إلى أن يصلوا الفجر
أعمال يوم النحر يوم العاشر
بعد أن يصلي الفجر يوم العاشر من ذي الحجة أول أيام عيد الأضحى يقف عند المشعر الحرام حتى يسفر الجو جداً فيستقبل القبلة ويكثر من ذكر الله وتكبيره والدعاء قال تعالى {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ (198) } البقرة
ويستحب رفع اليدين هنا حال الدعاء وحيثما وقف من مزدلفة أجزأه ذلك ولا يجب عليه القرب من المشعر ولا صعوده , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : {وقمت ههنا يعني على المشعر وجمع كلها موقف } وجمع هي مزدلفة
34- إذا أسفر جداً دفع قبل أن تطلع الشمس إلى منى ويسرع في وادي محسر وإن جمع جمار أي أخذ حصاة معه من المزدلفة لرمي الجمار فلا حرج في ذلك
35- إذا وصل إلى منى قطع التلبية عند جمرة العقبة وهي الأخيرة مما يلي مكة ثم رماها بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى ، كل واحدة بقدر الحمصة تقريباً ، يكبر مع كل حصاة
ويستحب أن يرميها من بطن الوادي ويجعل الكعبة عن يساره ومنى عن يمينه , لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن رماها من الجوانب الأخرى أجزأه إذا وقع الحصى في المرمى ، ولا يشترط بقاء الحصى في المرمى وإنما المشترط وقوعه فيه فلو وقعت الحصاة في المرمى ثم خرجت منه أجزأت
وله أن يرمي من فوق الجسر
36- إذا فرغ من رمي الجمار يحلق رأسه إن كان ذكراً أو قصر من شعره والتقصير يعم به جميع جهات الرأس والحلق أفضل من التقصير , لأن النبي صلى الله عليه وسلم {دعا للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة}
37- بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للمحرم كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء ويسمى هذا التحلل الأصغر أو التحلل الأول ، ويسن له بعد هذا التحلل التطيب والتوجه إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة , لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : {كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت }
38- ينزل لمكة فيطوف ويسعى للحج
ويسمى هذا الطواف طواف الإفاضة وطواف الزيارة وطواف الحج
وهو ركن من أركان الحج لا يتم الحج إلا به ، وهو المراد في قول الله عز وجل {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }
ثم بعد الطواف وصلاة الركعتين خلف المقام يسعى بين الصفا والمروة ، وهذا السعي لحجه إن لم يكن سعى عند القدوم فإن كان قد سعى عند القدوم كفاه عن سعي الحج
39 بعد الطواف والسعي يتحلل التحلل الأكبر بما فيه إتيان النساء
40- يرجع إلى منى فيبيت بها ليلتي اليوم الحادي عشر والثاني عشر
أعمال يوم الحادي عشر
41- يرمي الجمرات الثلاث إذا زالت الشمس ، فيرمي الجمرة الأولى وهي أبعد الجمرات عن مكة وهي التي تلي مسجد الخيف بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى ، ويكبر مع كل حصاة ، ثم يتقدم قليلاً ويدعو دعاء طويلاً بما أحب ، فإن شق عليه طول الوقوف والدعاء دعا بما يسهل عليه ولو قليلاً ليحصل السنة
ثم يرمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات متعاقبات ، يكبر مع كل حصاة ، ثم يأخذ ذات الشمال فيقف مستقبلاً القبلة رافعاً يديه ويدعو دعاء طويلاً إن تيسر عليه وإلا وقف بقدر ما يتيسر
ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم ينصرف ولا يدعو بعدها
أعمال يوم الثاني عشر
يرمي الجمار الثلاثة ويفعل كما فعل باليوم الحادي عشر
42- إذا أتم رمي الجمار في اليوم الثاني عشر ، فإن شاء تعجل ونزل من منى ، وإن شاء تأخر فبات بها ليلة الثالث عشر والتأخر أفضل ، ولا يجب المبيت إلا أن تغرب الشمس من اليوم الثاني عشر وهو بمنى فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلاث بعد الزوال في اليوم التالي ولكن لو غربت عليه الشمس بمنى في اليوم الثاني عشر بغير اختياره مثل أن يكون قد ارتحل وركب لكن تأخر بسبب زحام السيارات ونحوه , فإنه لا يلزمه التأخر , لأن تأخره إلى الغروب بغير اختياره
أعمال يوم الثالث عشر
43- يرمى الجمار الثلاث بعد الزوال كما سبق ويكون بذلك قد أدى مناسكه وعليه أن يكثر من ذكر الله لقوله تعالى{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً (200) } البقرة
44- إذا أراد الخروج من مكة إلى بلده لم يخرج حتى يطوف للوداع , لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت} وفي رواية: {أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض}
ويجعل طواف الوداع آخر عهده بالبيت إذا أراد أن يرتحل للسفر ، فإن بقي بعد الوداع لانتظار رفقة أو تحميل رحله أو اشترى حاجة في طريقه فلا حرج عليه ، ولا يعيد الطواف إلا أن ينوي تأجيل سفره مثل أن يريد السفر في أول النهار فيطوف للوداع ، ثم يؤجل السفر إلى آخر النهار مثلاً ، فإنه يلزمه إعادة الطواف ليكون آخر عهده بالبيت
نسأل الله تعالى أن تكون حجة مبرورة لك ولكل الحجاج
تأليف
الشيخ / عبد القادر أبو طالب