دور المرء المتعرض لشباك أهل السوء في حماية نفسه منهم
المرء عليه أن يلتزم بنوعية الصحبة التي رغبت فيها الشريعة فلا يقبل على سواها لا بد أن يكون واعياً فلا يصاحب ألا مؤمن
لقوله صلى الله عليه وسلم
{ لا تصاحب إلا مؤمن }[17]
لأن المؤمن لا يكمل إيمانه حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه فكما يحب لنفسه الجنة سوف يحب لأخيه الجنة يحب لنفسه السعي لرضا الله سوف يحب لأخيه السعي لكسب رضا الله يحب لنفسه ألا يعذب في النار سيحب لأخيه الوقاية من النار كذلك يحب لنفسه الصلاح والابتعاد عن معصية الله والثبات على طاعة الله فإنه يحب لأخيه مثل ذلك
ولهذا حددت الشريعة نوعية الصحبة التي رغبت فيها والمرء الفطن من ينتبه لهذا ويبتعد عن غير هذه النوعية من الأصحاب حتى لا يكتوي بنارهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير
فحامل المسك إما أن يحذيك (يعطيك) وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد
منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة }[18]
فمن صاحبَ أهل رفقاء السوء إن لم يكتوي بنار المعصية فقد حمل رائحتهم التي تجعل المجتمع يحكم عليه بأنه منهم فإن الناس إن أرادت أن تعرف شخص عرفته من حال أصدقائه فإن المرء على دين خليله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل }[19]
لهذا رغبت الشريعة في صحبة الأخيار من أهل الطاعة والصلاح واجتناب غيرهم من أجل الفلاح والسمعة الحسنة
فعندما يعرف المرء ذلك دفع أهل السوء وبذل جهده في تحصين نفسه منهم على النحو التالي
1- حماية المرء نفسه عندما يتعرض لسوء من خارج منزله
2- حماية المرء نفسه عندما يتعرض لسوء من داخل منزله
[17] المسند 3/38 , الترمذي 2395 وحسنه , أبو داوود 4832 , حسنه الألباني في المشكاة 5018
[18] البخاري 2101
[19] الترمذي 4833 وحسنه , حسنه الألباني في صحيح الجامع 3545