حماية المرء نفسه عندما يتعرض لسوء من داخل منزله
قد يتعرض المرء لسوء من داخل منزله والأمر في ذلك شديد على النفس وتأثيره أقوى كحال أبناء المدمنين أو زوجات المدمنين
حيث إن بعض المدمنين يدعون زوجاتهم للتعاطي ليكونوا أمثالهم حتى لا ينكروا عليهم أو ينتقصوهم , فعلى الزوجة أن تحذر الانجراف إلى السوء والمشاركة فيه وخسران دنياها وأخراها بل تثبت على الطاعة وتكون أكثر حكمة في السعي لصلاحه فإن وجدت أن الأمر يحتاج إلى مساعدة من يؤثر عليه ويستطيع أن يغير منه طلبت مساعدته بدون معرفة الزوج حتى لا يسيء الفهم ويتهمها بأنها تشهر به ويعود عليها ضرر من ذلك , فإن لم تجد من يؤثر عليه أو وجدت لكن عاد عليها بضرر فعليها أن تصبر كما صبرت امرأة فرعون وتدعوا الله أن ينجيها من عمله ولا تطلب الطلاق وتدعوا الله أن يصلحه لها وتستحضر قوله تعالى { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ }
وكذا أولاد المدمن يتصرفون بنفس الحكمة التي تتصرف بها الزوجات وحسب الحالة وعليهم أن يعلموا أن الله سبحانه وتعالى قد يبتلي عباده المؤمنين بحسب ما عندهم من الإيمان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء}[20]
وقوله تعالى : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّـٰبِرِينَ (241) } التوبة
[20] المعجم الكبير 24/245 , صححه الألباني في صحيح الجامع 992