|
الصفحة الرئيسية | السلوك | الإيمان | الإدمان وعلاجه |
علاج السلوك والمخاوف عند المدمنين |
علاج السلوك والمخاوف عند المدمنين |
|
مما سبق تبين أن نظرة المجتمع للفرد بالقبول أو الرفض ناتجة لأعماله , فإن كانت أعماله صالحة وجد الرضا والقبول من المجتمع , وأن كانت أعماله غير صالحة وجد من المجتمع السخط والبغض فنظرة البغض لأصحاب المعاصي ليست سيئة من المجتمع , بل هي نظرة شرعية لتكون زجراً لأصحاب المعاصي , فيعودوا إلى صوابهم إن كان فيهم خير وحريصون على أن يكونوا من أفراده , فهي علاج بالضغط الجماعي , وقد أمر الله بهذا العلاج منذ الصدر الأول للإسلام عندما أمر المجتمع الإسلامي كله بمقاطعة الثلاثة الذين خلفوا عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لغزوة تبوك , وكانت مقاطعة تامة من المجتمع كله بما فيه الأهل والأقرباء حتى أن أحدهم يلقي السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر هل تحركت شفتاه بالرد فلم يجدها تحركت , ولما صدقوا مع الله في توبتهم قبل الله توبتهم وأمر المجتمع أن يقبلهم [9] فنظرة المجتمع إلى أهل المعاصي نظرة إيجابية في حقيقة الأمر , تجعل من كان فيه خير يسعى إلى إصلاح نفسه حتى يغير نظرة المجتمع هذه فيه ومن الخطأ من الناحية الشرعية أن يقال مثلاً إن المجتمع لا يتفهم طبيعة مرض الإدمان لأنه مجتمع مغلق , فصاحب هذه الأفكار عليه أن ينفتح من انغلاق أفكاره ليتفهم طبيعة المجتمع الإسلامي الذي هو فيه , فللأسف هذه الأفكار حجبت التقدم في علاج الإدمان فترة طويلة وبالتالي حجبت التقدم في علاج وإصلاح المرء نفسه لأنها جعلت من أراد ترك المخدرات أو ترك المعاصي ينتظر أن ينصلح له الآخرين ويتقبلوه على أفكاره ومعاصيه فلم يجد ذلك , ولأن نظرة المجتمع شرعية في حقيقة أمرها أمام أصحاب المعاصي فالمجتمع لا يجد له عذر على معاصيه ولم يقبل هذه الأفكار التي تقول بطبيعة المرض , فلم ينصلح له المجتمع وبالتالي لم ينصلح هو حتى أدرك أنه لابد من إصلاح نفسه حتى ينصلح له المجتمع وأنه لن ينصلح إذا انتظر صلاح الآخرين له بل يجب عليه هو أن يصلح نفسه حتى يغير للمجتمع النظرة فيه {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ٍ(11)} الرعد هذه النظرة التي هي نظرة إيجابية لمن كان فيه ذرة خير سوف ينصلح حاله حتى ينصلح له المجتمع وهي التي من تفهمها أنصلح حاله وأنصلح له المجتمع والتي كانت لها طفرة في العلاج في السنوات الأخيرة وهذه بعض القصص لمن تركوا المعاصي لله وأخلصوا التوبة لله وصدقوا معه وتقربوا إليه بالزيادة في العبادات وخاصة العلم الشرعي , فأصلح الله أحوالهم وأصلح لهم المجتمع , بل أصلح لهم الأجيال وجعل النفع بهم على قرابة ثلاثمائة عام بعد الألف وحتى الآن ونحن نذكرهم ليكونوا قدوتنا ومثلنا الأعلى
[9] القصة مذكورة ضمن حديث البخاري 4418
|
||||||||||