الصفحة الرئيسية السلوك الإيمان الإدمان وعلاجه  
علاج السلوك والمخاوف عند المدمنين

علاج السلوك والمخاوف عند المدمنين

 

قبول المجتمع للإنسان

نظرة المجتمع للأصحاب المعاصي

قصة زاذان

قصة القعنبي

قصة الفضيل بن عياض

 

  قبول المجتمع للإنسان    

عندما ينال الإنسان محبة الله له يجد القبول من المجتمع

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

{ إن الله عز و جل إذا أحب عبداً دعا جبريل عليه السلام : يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإن الله عز وجل إذا أبغض عبداً دعا جبريل , يا جبريل إني أبغض فلاناً فأبغضه ، فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء ، ثم توضع له البغضاء في الأرض}[7]

والقبول الرضا بالشيء وميل النفس إليه , والمراد قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه , فوضع القبول له في الأرض أعم من المحبة لأن المحبة قد يجدها العبد عند أناس يحبهم ويحبونه , أما القبول فيجده ممن ليس له بهم صلة ولا يربطه بهم علاقة , فبذكره عند أحدهم يجد الثناء بالقول مثلاًَ فلان صادق فلان أمين فلان خيّر وغير ذلك من الصفات الطيبة ويوقره ويعظمه , فكيف يكون حال العبد عند أهل الطاعة والصلاح , وهكذا يجد العبد عند المجتمع القبول لأن الله قد أحبه فجعل له القبول في الأرض , فلا يكون في خاطره خوف من نظرة المجتمع له

عكس الذي يبغضه الله فإنه يوضع له البغضاء فتجد أقرب الناس إليه أولاده , زوجته التي هو ولي نعمتها بدلاً من أن يثنوا عليه أو يذكرونه بالخير يذكرونه بسوئه وفساده , لماذا يقولون عنه ذلك ؟ لماذا بغضوه ؟ لأن الله بغضه قبلهم لفجوره وتمرده وكثرة شره , فوضع له البغضاء في أهل الأرض فتبغضه البشرية كلها

أبوه وأمه يشعران أنه السبب في تباعد الأقرباء عنهما وكأنه بيّن للناس أنهما لم يحسنا تربيته فيبغضانه , ثم يقول أبي يبغضني أمي تبغضني ويعاملان إخواني معاملة طيبة ، لما هذا البغض ؟ لأن الله بغضه قبلهم بفعله ومعاصيه التي استوجبت له غضب الله عليه , فوضع له البغضاء في أهل الأرض

والشاهد معنا أن العبد عندما ينال محبة الله له يقبله المجتمع بالرضا وميل النفس والقلب إليه

فالعبد عليه أن يسعى بكل طاقته وهمته في استرضاء الله , والله يرضيه , وعليه مع التماسه لرضا الله أن يحذر سخطه

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

{ إن العبد يلتمس مرضاة الله ، فلا يزال كذلك , فيقول الله يا جبريل إن عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني فرضائي عليه ، فيقول جبريل رحمة الله على فلان ، وتقول حملة العرش ويقول الذين يلونهم حتى يقوله أهل السماوات السبع ثم يهبط إلى الأرض ، فقال رسول الله وهي الآية التي أنزل الله عليكم في كتابه {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَانُ وُدًّا (96)}مريم

وإن العبد ليلتمس سخط الله فيقول يا جبريل إن فلانا يسخطني ألا وإن غضبي عليه فيقول جبريل غضب الله على فلان ويقول حملة العرش ويقول من دونهم حتى يقوله أهل السماوات السبع ثم يهبط إلى الأرض} [8]


 


[7] البخاري 6640 مسلم 16 / 400

[8] المجمع طبعة الدروبش10/335 قال الهيثمي رواه أحمد 5/279 ورجاله رجال الصحيح , وفي 10/481 فال رواه الطبراني في الأوسط 2/ 57 ورجاله رجا ل الصحيح , قال ابن حجر في الفتح 10/477  ويشهد له حديث أبو هريرة أخرجه المصنف (البخاري) في التوحيد ومسلم والبزار , سكت عنه الألباني في  المشكاة2379