القرأن الكريم

القرآن الكريم كتاب الله العظيم أعظم شعب الإيمان التي ينطق بها اللسان, هو أعظم منهج لصلاح النفوس وهداية القلوب لأنه منزل من علام الغيوب ومصرف القلوب

والمدمن صده الإدمان عن ذكر الرحمن ونال هذا الصد أشرف جنس للأذكار وهو قرأت القرآن فضعف عنده الوازع الديني ولا بد لدفع إدمانه من تقوية إيمانه ومن أعظم ما يقوي الإيمان كلام الرحمن عندما يجعله الإنسان أمامه وإمامه ليقوده إلى فلاح الدنيا والأخرة ولذا نتناول من العلاج لضعف الوازع الديني بالقرآن عدة جلسات

برامج علاجية تخصصية

الجلسة الأولى

آيات الشفاء

شرح آيات الشفاء وعرضها بقراءة مجودة طيبة تؤثر في النفوس وتحرك القلوب وتقشعر منها الجلود بفضل الله مصرف القلوب

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }[يونس : 57]

يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم تذكِّركم عقاب الله وتخوفكم وعيده, وهي القرآن وما اشتمل عليه من الآيات والعظات لإصلاح أخلاقكم وأعمالكم, وفيه دواء لما في القلوب من الجهل والشرك وسائر الأمراض, ورشد لمن اتبعه من الخلق فينجيه من الهلاك, جعله سبحانه وتعالى نعمة ورحمة للمؤمنين, وخصَّهم بذلك; لأنهم المنتفعون بالإيمان.

أتى رجلا لعبد الله بن مسعود فقال : إن أخي مريض اشتكى بطنه وأنه نعت له الخمر أفأسقيه ؟ قال عبد الله : سبحان الله ! ما جعل الله شفاء في رجس إنما الشفاء في شيئين : العسل شفاء للناس والقرآن شفاء لما في الصدور .

برامج علاجية تخصصية

{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [الإسراء : 82]

وننزل من آيات القرآن العظيم ما يشفي القلوب مِنَ الأمراض، كالشك والنفاق والجهالة، وما يشفي الأبدان برُقْيتها به، وما يكون سببًا للفوز برحمة الله بما فيه من الإيمان

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} [الكهف : 54]

ولقد وضَّحْنا ونوَّعْنا في هذا القرآن الأحكام والأمثال والمواعظ؛ ليتعظ الناس ويتدبروا ما ينفعهم فيأخذوه، وما يضرهم فيدَعوه، وما يزيد البيان والتوضيح الظالمين إلا تباعدًا عن الحق، وغفلة عن النظر والاعتبار.

ولقد بيَّنَّا ونَوَّعنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ينبغي الاعتبار به؛ احتجاجًا بذلك عليهم؛ ليتبعوه ويعملوا به، فأبى أكثر الناس إلا جحودًا للحق وإنكارًا لحجج الله وأدلته.

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } [الإسراء : 9]

هذا القرآن يرشد الناس إلى أحسن الطرق، وهي ملة الإسلام، ويبشر المؤمنين الذين يعملون بما أمرهم الله به، وينتهون عمَّا نهاهم عنه، بأن لهم ثوابًا عظيمًا

{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [الزمر : 27]

ولقد وضَّحنا ونوَّعنا في هذا القرآن للناس أنواعًا كثيرة من الأمثال؛ ليتعظوا بها ويؤمنوا. وكان الإنسان أكثر المخلوقات خصومة وجدلا.

{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ} [النمل : 92]

وأن أتلو القرآن على الناس, فمن اهتدى بما فيه واتبع ما جئت به, فإنما خير ذلك وجزاؤه لنفسه, ومن ضلَّ عن الحق فقل إنما أنا نذير لكم من عذاب الله وعقابه

{ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } [قـ : 45]

ذكِّر بالقرآن من يخشى وعيدي; لأن مَن لا يخاف الوعيد لا يذَّكر.

{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر : 17]

ولقد سَهَّلنا لفظ القرآن للتلاوة والحفظ, ومعانيه للفهم وللتدبر, لمن أراد أن يتذكر ويعتبر, فهل من متعظ به؟ وفي هذا حثٌّ على الاستكثار من تلاوة القرآن وتعلمه وتعليمه.

{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) }[التكوير]

وما هو إلا موعظة من الله لجميع الناس, لمن شاء منكم أن يستقيم على الحق والإيمان

   الهدف من الجلسة

o        تعويد المرء على سماع القرآن مع شرح آياته ليلين قلبه له

o        الإكثار من إسماعه لآيات الشفاء وشرحها ليتعلق بالقرآن ويطمع في أن ينال به شفاء نفسه

o        معرفة أن الشفاء التام من عند الله فيطلبه منه

   دواعي الجلسة

o        مرحلة من مراحل تقوية الإيمان بمجهدة النفس على قراءة القرآن

o        كسب مهارات للتعامل مع المشكلات الناتجة عن التعاطي في الصد عن ذكر الله

الجلسة الثانية

المعيار النفسي مع قراءة القرآن 

توضيح وبيان أصناف الناس مع قراءة القرآن

o        مؤمن يقرأ القرآن فهو في إيمانه يستشعر بطيب وحلاوة طعم الإيمان ويستشعر غيره برائحته في تلاوته للقرآن وهذا الصنف هو أعلى المنازل ويكون مع السفرة الكرام البررة لأنه من أهل القرآن فهو من أهل الله وخاصته

o        مؤمن لا يقرأ القرآن لا رائحة له لكن عنده بإيمانه أعمال صالحة فهو أقل منزلة من الصنف الأول ويحرم نفسه من أن يستظل بالقرآن أو يكون شفيعاً له يوم القيامة لكنه في خير

o        عنده فجور ويقرأ القرآن لكن لا يعمل به فإيمانه ضعيف كالمدمن الذي يقول أنا لا أقرأ وأتدبر القرآن إلا وأنا متعاطي

o        لا يقرأ القرآن فلا رائحة له ولا عنده إيمان يستوجب عليه العمل الصالح فهو في أخطر الأصناف

وكل هذا من خلال جعله يعاير نفسه مع من يكون مع ترغيبه في قراءة القرآن وإن وجد مشقة ومعاناة في القراءة ففضله أكثر

   الهدف من الجلسة

o        ربط المرء بتعاهد كتاب الله قراءة وتدبراً وعملاً به ليكون أمامه ربيعاً لقلبه ونوراً لصدره وجلاءً لهمه وذهاباً لحزنه وإمامه إلى جنات النعيم

o

        تحذير المرء من الإعراض عن القرآن فلم يَخَفْ عقابه, ولم يهتد بهدايته, فيجعل له

1.                       في الدنيا شيطانًا يغويه; جزاء له على إعراضه عن ذكر الله, فهو له ملازم ومصاحب يمنعه الحلال, ويبعثه على الحرام.

2.                       في الآخرة لمن يُعرض عن طاعة ربه واستماع القرآن وتدبره والعمل به يدخله عذابًا شديدًا شاقًّا.

   دواعي الجلسة

o        من وسائل تقوية الإيمان وإصلاح النفس بالقرآن

o        كسب مهارات للتعامل مع المشكلات الناتجة عن التعاطي في الصد عن ذكر الله

الجلسة الثالثة

توضيح أبعاد الخمر والأمر الرباني بإبعاد الخمر

شرح آيات الخمر وعرضها بمراحل التحريم وكيفية تفاعل المسلمين مع التحريم

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} [البقرة : 219]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ }[النساء : 43]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91) } [المائدة]

   الهدف من الجلسة

o        استبصار المريض بطبيعة الإدمان من خلال شرح الآيات أبعاد الخمر منذ أول جرعة يتعاطاها حيث يسلم بها زمامه ليقوده بها الشيطان إلى استغضاب ربه والطرد من رحمة الله ثم الزج به للاستمرار على التعاطي ليصد عن ذكر الله فيحرمه من الحماية والحصانة الربانية التي كان ينالها بذكر الله فيكون مكشوفا له ضعيف يستطيع أن يتلاعب به فيدفعه للاستمرار على التعاطي حتى يصده عن الصلاة ويكون قد أخرجه من الملة الأمر الذي هو أعظم من التعاطي نفسه وأعظم من إيقاعه في العداوات مع الآخرين فيتضح له بغية الشيطان الذي هو وراء الزج به للتعاطي عندما تمكنه نفسه الأمارة بالسوء من الاستجابة لتزينه، لأن في معرفة هذه الحقيقة تتولد عند المدمن الدافعية للعلاج

o        الاستبصار بأضرار التعاطي وعواقبها في الدنيا والآخرة ليحيا في نفسه الخوف من الله فيندفع للتخلص منه بتوبة يرجع بها إلى الله

      دواعي الجلسة

o        من وسائل تقوية الإيمان وإصلاح النفس بالقرآن

o        من وسائل الاستبصار في التعامل مع الجهل بطبيعة الإدمان

التسجيل بالملف الطبي

بناء على تقيم السلوك الديني للمدمن على ضوء الكتاب والسنة وأحوال السلف الصالح تتم التوصيات العلاجية لمعد التقييم والتدخلات والمتابعة بخصوص حالة المريض مع قراءة القرآن ويتم التسجيل في الملف الطبي من خلال ما يتناسب من الجمل والعبارات مع حالة المريض على النحو التالي

التوصيات العلاجية

تعريفه بفضائل القرآن في الدنيا والآخرة

تعريفه بآيات التحصين ليحصن بها نفسه من الشياطين

دفعه للإقبال على قراءة القرآن

تعريفه عواقب الإعراض عن قراءة القرآن

عرض آيات الشفاء عليه وشرحها

عرض آيات الخمر عليه وشرحها مدعومة بأحاديث الإدمان

العمل على إيجاد الدافعية عنده من خلال البحث في مشاكله عن أمر يرغب من خلاله في الدفع به للعلاج

التدخلات العلاجية

تم توجيه المريض لقراءة القرآن مع أوقات الصلاة

تم إعطائه كروت بالآيات التي يرقي بها نفسه وإعطائه سور قصيرة كواجب لحفظها في كل جلسة لتنشيط ذاكرته

تم إعطائه مطوية بأفضال القرآن وتم تكليفه بتحضير كلمة منها كواجب

تم توجيهه للإتيان بأدعية من القرآن تزيل الكروب والأحزان لإزالة الهموم والغموم وضيق الصدر

تم توجيهه للآيات التي يتغلب بها على وساوس الشيطان

تم توجيهه للآيات التي يتغلب بها على وساوس الشيطان

تم التوضيح له أن ما يعانيه من مشاكل هي من العداوة والبغضاء التي سببها التعاطي وأنها ستزاد باستمراره في التعاطي ووضح له أن بتركها ستزال هذه العداوات

تم التوضيح له أن التعاطي سبب له الوقوع في اللعن وهذا الذي يجعله غير متهيئ للهداية وغير مستقر نفسياً وأن حالته ستزاد سوء إذا استمر على تعاطيه لأنه يستغضب الله وأنه إذا ترك التعاطي ستطيب نفسه وتهدئ وتستجيب للهداية وينتفع بها ويقوى عنده الوازع الديني وقد تفهم ذلك واقتنع

المتابعة

المريض متفهم لآيات الشفاء وتفاعل معه

المريض متفهم لآيات الخمر وتفاعل مع الأمر باجتنابها

المريض مستجيب لحفظ بعض السور ويأتي لتسميع الواجب الذي كلف به

المريض بدأ يشعر بانشراح الصدر مع قراءة القرآن والتغلب على الصد عنه

المريض يحتاج إلى سعة صدر في استيعابه واحتوائه