|
الصفحة الرئيسية | السلوك | الإيمان | الإدمان وعلاجه |
كتاب صلة الأرحام | تعريفات مهمة في صلة الأرحام | كتاب صلة الأرحام |
|
ما معنى الرحم ؟ الرحم في الأصل منبت الولد ووعاؤه في البطن ، ثم سميت القرابة من جهة الولادة رحماً أي هي قرابة ونسب تجمعه رحم امرأة والدة ويتصل بعضه ببعض فسمي ذلك الاتصال رحماً لما فيه من دواعي التراحم وأسباب التواصل ودوافع التضامن من هم المعنيون بالأرحام والأنساب و الأصهار ؟ الأرحام والأنساب هم الأقارب وليسوا كما يفهم بعض الناس أقارب الزوج أو الزوجة فإن أقارب الزوج أو الزوجة هم الأصهار ، فأقارب زوج المرأة أصهار لها وليسوا أنساباً لها ولا أرحاماً ، وأقارب زوجة المرء أصهار له وليسوا أرحاما له ولا أنساباً إنما الأرحام والأنساب هم أقارب الإنسان نفسه كأمه وأبيه وابنه وبنته وكل من كان من بينه وبينه صلة من قِبَل أبيه أو من قِبَل أمه أو قِبَل ابنه أو من قِبَل ابنته هل أقارب الزوجة أرحاماً لزوجها ؟ أم أرحاماً لأولاده منها ؟ أقارب الزوجة ليسوا أرحاماً لزوجها إذا لم يكونوا من قرابته ولكنهم أرحاماًًَ لأولاده منها إلا أن تكون الزوجة من قرابة الزوج ففي هذه الحالة أقربائها المشتركين معه في رحم واحدة من جهة الأم يكونوا أقربائه أي رحمه ويكون أقربائها من جهة أبوها ليسوا أرحاماً له وإنما يكونوا أصهاره وكذلك إن كانت قرابته للزوجة من جهة الأب يكونوا أقربائه أي رحمه ويكون أقربائها من جهة أمها ليسوا أرحاماً له وإنما يكونوا أصهاره وإن كانت الزوجة قريبته من جهة الأم والأب كأن تكون ابنة عمه وابنة خالته فهم في هذه الحالة أقربائه ورحمه وأصهاره وفي كل هذه الحالات فأقرباء زوجته هم أرحام لأولاده منها على من يطلق صلة الرحم ؟ صلة الرحم يطلق على الأقارب وهم من بينه وبين الآخر نسب ، سواء كان يرثه أم لا ، سواء كان ذا محرم أم لا [99] من هم الأرحام الذين تجب صلتهم ؟ الأرحام: اسم لجميع الأقارب من غير فرق بين المحرم وغيره ، لا خلاف في هذا بين أهل الشرع ولا بين أهل اللغة [100] والأرحام الذين تجب صلتهم هم الأقارب من النسب من جهة أمك وأبيك وهم المعنيون بقوله تعالى : {وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ (6)} الأحزاب وأقربهم الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم مما تناسلوا ثم الأقرب فالأقرب من الأخوة وأولادهم والأعمام والعمات وأولادهم والأخوال والخالات وأولادهم فهي قرابات جهة طرفي آبائه وإن علوا وأبنائه وإن نزلوا ، وما يتصل بالطرفين من الإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات , وما يتصل بهم من أولادهم برحم جامعة [101] وعندما سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم من أبر يا رسول الله ؟ قال : } أمك ثم أمك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب { [102] ما معنى الوصل ؟ الوصل هو أعظم ما يعطيه المحبوب لمحبه ، وهو التقرب منه ، وإسعافه بما يريد ومساعدته على ما يرضيه ما المراد بصلة الرحم ؟ المراد بصلة الرحم موالاتهم ومحبتهم أكثر من غيرهم لأجل قرابتهم ، وتأكيد المبادرة إلى صلحهم عند عداوتهم ، والاجتهاد في إيصالهم كفايتهم بطيب نفس عند فقرهم ، والإسراع إلى مساعدتهم ومعاونتهم عند حاجتهم ومراعاة جبر خاطرهم ، مع التعطف والتلطف بهم ، وتقديمهم في إجابة دعوتهم ، والتواضع معهم مع غناه وفقرهم وقوته وضعفهم ومداومة مودتهم ونصحهم في كل شؤونهم ، والبدء بهم في دعوات الضيافة قبل غيرهم وإيثارهم في الصدقة والإحسان والهداية ونحوها ، ويتأكد فعل ذلك مع الرحم الكاشح المبغض ، عساه أن يرجع عن بغضه إلى مودة قريبه ومحبته صلة الأرحام هي الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والتعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم، وكذلك إن تعدّوا وأساءوا [103] ما هي المجالات التي تكون بها صلة الأرحام ؟ تكون بالمحبة والنصرة وعدم القطيعة، وزيادة على ذلك النفقة على المحتاج منهم ، وتفقد أحوالهم ، وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم ، بالخدمة , بالعطف والحنان والإكرام والاحترام فصلة الرحم والإحسان إلى الأقربين ذات مجالات واسعة ودروب شتى: فمنها البشاشة عند اللقاء ، ولين الجانب في المعاملة ، والطيب في القول، والطلاقة في الوجه , فهي زيارات وصلات , واستفسارات ، مكالمات ومراسلات ، إحسان إلى المحتاج ، وبذل للمعروف، وتبادل في الهدايا ينضم إلى ذلك غض عن الهفوات ، وعفو عن الزلات ، وإقالة للعثرات عدل وإنصاف ، واجتهاد في الدعاء بالتوفيق والصلاح والقيام بحقوقهم كتمريض المرضى ، وحقوق الموتى ، من غسلهم والصلاة عليهم ، وكل ما يتعارفه الناس من صلة علـى حسب حال الواصل والموصول إلـيه و إذا تزاحمت الحقوق ، بدأ بالأقرب فالأقرب تكون صلة الرحم بالتودد والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة وتفقد أحوالهم والتغافل عن زلاتهم وبالمال ، وبالعون على الحاجة ، وبدفع الضرر والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير ، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة [104] ما هي حقيقة الصلة ؟ حقيقة الصلة العطف والرحمة ، فصلة الله سبحانه وتعالى لعباده عبارة عن لطفه بهم ورحمته إياهم وعطفه بإحسانه ونعمه وشرح صدورهم لمعرفته وطاعته ما هي حقوق الأهل والأرحام ؟ من حق أهلك وأرحامك أن تعود مريضهم وتواسي فقيرهم ، وتتفقد محتاجهم ، وترحم صغيرهم ، وتكفل يتيمهم ، وتحسن لهم في المعاملة ، وتبذل المعروف ، في حب وعدل وإحسان وفضل ، وخفض جناح ولا يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إن عليك أن تصلهم وإن جفوا ، وتحلم عليهم وإن جهلوا ، وتحسن إليهم ولو أساءوا , فإن من صلة الرحم أن تعفوا عن الهفوة ، وتستر الزلة من القدوة لنا في صلة الرحم ؟ قدوتنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في وصف خديجة رضي الله عنها لخصاله الشريفة : {كلا والله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتحمل الكلّ وتصل الرحم وتقري الضعيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق {[105] ففي وصفها لخصله الشريفة صلة كريمة تحوطها السماحة ، ويظللها الحلم ، ويحيط بها العفو، ويحكمها ضبط النفس , إنها حسن معاملة تعلو بها المراتب ويكثر بها الأحباب ، وتستجلب بها المودّات ، وتحسن بها العواقب هل لصلة الرحم درجات ؟ ومن الأولى في هذه الدرجات بالإيصال المالي عن باقي أنواع الإيصالات مع التوضيح بالأمثلة ؟ الصلة درجات بعضها أرفع من بعض وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة ولو وصل بعض الصلة ولم يصل إلى غايتها لا يسمى قاطعاً ومعنى ذلك أنه يرجع إلى الحاجة والحالة فمن كان له أخ وعم مثلاً و أخوه غني وعمه فقير معدوم فإن صلة الأخ يكفي فيها الكلام والمجاملات العادية أما العم فلا يعتبر واصلاً له إلا إذا أعطاه من ماله إن كان قادراً فالصلة هنا روعي فيها حالة الموصول و الواصل بمعنى أن الواصل لو كان فقيراً يصل فقيراً لا يكلف بالمساعدة المالية لعجزه كما أن الصلة الواجبة تتبع حالة الموصول في القرابة ومن كان له أخ وعم وابن عم ، وكلهم فقراء ولا يستطيع أن يصلهم جميعاً بماله ، فإن الواجب عليه أن يصل بالمال الأقرب فالأقرب ، ويكون الواجب عليه بالنسبة لمن لم يصله بالمال أن يصله بالزيارة والكلمة الطيبة وهكذا ، وإذا فعلت الواجب في الصلة فالزائد يعتبر مستحبا وذلك مثل أخيك الغني ، فإن الواجب نحوه التلطف والزيارة ، فإن زدت فأهديت إليه شيئا ًكان ذلك الإهداء مستحباً ، وكل يثاب عليه فاعله وأعلم أن الاعتماد على الأقرب القاطع للرحم لا يعفي الأبعد من المسؤولية فمثلاً لو كان رجل له ولد عاق ، وله أخ واحتاج هذا الرجل إلى المعونة المالية أو إلى التمريض أو إلى إنقاذه من حالة كرب فلم يرق له ولده ولم يقم بواجبه فإن الواجب ينتقل إلى الأخ لهذا المحتاج فإن قال الواجب على ابنه وليس عليّ فقد قطع رحم أخيه وارتكب كبيرة من المعاصي وهكذا تفهم الأمور [106] [99] ابن حجر 10/ 428 [100] القرطبي الآية 1 سورة النساء المسألة الخامسة [101] ابن علان 3 / 149 [102] أبو داود 1539 , الترمذي 1897 وحسنه , صححه الألباني في الإرواء 837 [103] الصنعاني في سبل السلام 4 /163 [104] الأحوذي 6 / 30 [105] البخاري 3 [106] حسن أيوب 242
|
|
||||||||||||||||