الشيطان علة لاجتناب معوقات الفلاح
حرم الإسلام هذه الأمور لأنها تشتمل على مفاسد ، والإسلام يريد أن يبني مجتمعاً نقيا طاهرا ولهذا بين لنا العلة في تحريمها أنها من عمل الشيطان
{ من عمل الشيطان } لأنه ناجم عن تزيينه وتسويله
وهو الداعي إليه والمرغب فيه والمزين له في قلوب فاعليه
إذ هو خبيث والخبيث لا يدعو إلا إلى الخبيث
وإضافة الرجس لعمل الشيطان الذي هو أعدى الأعداء للإنسان مبالغة في كمال قبح ذلك العمل ([15])
والشيطان عمله وتعاطاه هو بنفسه أول مرة فاقتدى به بنو آدم وتعاطوه لأجله من تزيينه وتسويله
وفي ذلك تنفير لمتعاطيها بأنّه يعمل عمل الشيطان ، فهو شيطان ، وذلك ممّا تأباه النفوس ([16])
لأن هذا الرجس أخبث شيء من إعمال الشيطان التي يغوى بها العباد ويضلهم عن صراط الحق وطريق الرشاد ([17])
ومن المعلوم أن العدو يحذر منه، وتحذر مصايده وأعماله، خصوصا الأعمال التي يعملها ليوقع فيها عدوه، فإنها فيها هلاكه، فالحزم كل الحزم البعد عن عمل العدو المبين، والحذر منها، والخوف من الوقوع فيها ([18])
[15] سيد طنطاوي
[16] المحرر الوجيز
[17] تفسير حقي - (ج 3 / ص 330)
[18] تفسير السعدي - (ج 1 / ص 243)