من الأعمال التي تجعل أصحابها مميزون بالمنابر لعلاقاتهم الاجتماعية البذل في الله فالمتباذلون في الله يجلسهم الله على منابر من نور
المتباذلين في الله كما مر معنا في قوله صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى:
{ وحقت محبتي على المتباذلين في وهم على منابر من نور، يغبطهم النبيون والصديقون بمكانهم} [1]
إن الذين يبذلون العطاء من أموالهم أو أوقاتهم أو مجهوداتهم لإخوانهم أو لمجتمعهم أو وطنهم ابتغاء وجه الله دون انتظار محمدة من الناس أو مصلحة من وراء ذلك فصاحبه هو صاحب المنابر الحق يوم القيامة
فتجد هذه الشخصيات الخيرة تشرك إخوانها في خيراتها التي عندها فتجد الأخ منهم يشرك معارفه ومن حوله في طعامه يصنع لهم الطعام يرسل الطعام للمعتكفين أو يرسل سيارته الزائدة عن حاجته لتوصيل أسر المصلين في رمضان لتخفيف الزحام بعد التراويح أو يأخذ هو المصلين معه في سيارته ليوصلهم إلى أماكنهم فيعينهم على عبادتهم دون إشعارهم أنه صاحب فضل فيكون ببذله هذا عطاء من ماله ووقته ومجهوده عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاءه على ناقة له فجعل يصرفها يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له قال راوي الحديث فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل صحيح} [2]
لما في توجيه صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل من الْحَثّ عَلَى الْجُود وَالْمُوَاسَاة وَالْإِحْسَان إِلَى الرُّفْقَة وَالْأَصْحَاب ، وَالِاعْتِنَاء بِمَصَالِح الْأَصْحَاب والأغراب وتعريضهم للعطاء مِنْ غَيْر سُؤَال وإن كَانَ مُوسِرين فِي ناسهم والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
فالبذل في الله من العمل الدابر الموصل للمنابر الذي نسعى لتحصيله
[1] زوائد السند 5/328 , ابن حبان 577, صححه الألباني في صحيح الترغيب 3019
[2] رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح سنن أبو داوود 1663