معرفة فضائل الصحبة الطيبة في الدنيا
المرء الذي يبني علاقته بالآخرين محبة في الله وابتغاء مرضاة الله ينال فضائل عظيمة في الدنيا ومنها الفضائل الآتية
يقول الله تعالى في الحديث القدسي :
{حقت محبتي على المتحابين في ، وحقت محبتي على المتناصحين في ، وحقت محبتي على المتزاورين في ، وحقت محبتي على المتباذلين في ، وهم على منابر من نور } [21]
حقت محبتي بمعنى أستحق محبتي وجبت له محبتي ونال محبتي
وفي رواية أخرى { وحقت محبتي للمتجالسين في }[22]
وفي رواية أخرى{ وحقت محبتي للمتواصلين }[23]
وفي رواية أخرى{ وحقت محبتي للمتصادقين}[24]
ورواية أخرى فيها {حقت محبتي للذين يتصافون من أجلي وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي}[25]
قال رسول صلى الله عليه وسلم :
{ إن الله عز و جل إذا أحب عبداً دعا جبريل عليه السلام : يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض }[26]
يقول تعالى في الحديث القدسي :
{ ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه} [27]
{من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل }[28]
ومعنى حب المرء لأخيه في الله أي الحب في طاعة الله وابتغاء مرضاته أي في دائرة طاعته مثل أن يحب فيه طاعته لله يحب فيه شدة إقباله على الله يحب فيه خوفه من المعاصي يحب فيه أخلاقه الطيبة لله يحب فيه سماحة نفسه الطيبة يحب فيه حفظه لكتاب الله يحب فيه طلبه للعلم الشرعي محبة لله يحب فيه استغلاله لمكانته ووجاهته في الدعوة إلى الله يحب فيه كثرة معاونته للآخرين يحب فيه حرصه على الصلاة يحب فيه كثرة صيامه يحبه لأنه يذكره بالله كل هذه المحبات في الله لأنها كلها لوجه الله وسببها طاعة الله , ليست محبة لأموال يتعاطونها ومصالح دنيوية بينهما فإن أصحاب هذه ليس لهم فيها نصيب , وليست محبة في معصية كمن يحب شخص لجمال خلقته كمحبة لأمرد محبة في فحش فهذا وقوع في إثم عظيم فهذا من الانحطاط وتعلق القلب بالشياطين ووساوسها ويؤدي إلى سخط الله ورضا الشياطين ويدل على سلوك منعطف للشر واستحسانه
وعندما يحب المرء أخاه في الله سيشعر بحلاوة الإيمان وطعمه الذي لا يوصف والإيمان نوره يقوي القلب ويجعل عند المرء قوة لدفع المعاصي والإقبال على طاعة الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ ما أحب عبد عبداً لله إلا أكرمه الله عز وجل}[29]
والمرء ينال حب الله بحب أخيه , عندما يتعامل مع الآخرين معاملة تبنى على المحبة في الله فإنهم يبادلونه المحبة أيضاً لأنهم أخيار من أهل الطاعة والصلاح والله يحبهم
والمحبة الأكثر من الله يجدها أكثرهم محبة لأخيه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ ما تحابّ رجلان في الله إلا كان أحبّهما إلى الله عز وجل أشدُّهما حباً لصاحبه}[30]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن الله عزوجل ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه ، كما تحمون مريضكم } [31]
ومن حماية الله للعبد إبعاده عن أهل السوء وتقريبه بأهل الصلاح وجعل علاقاته بهم محبة في الله
وفي معرفة الواقع في السوء لهذه الحقائق مع الأمور التي لا يخلو منها بشر مهما بلغ فساده وهي ما في نفسه من رغبة في الصلاح أو الخوف من النار وعذاب الله أو الطمع في الجنة , فإنه سيسعى لتغير حاله بترك السوء والإقبال على الأخيار من أهل الطاعة والصلاح
[21] زوائد السند 5/328 , ابن حبان 577 , صححه الألباني في الترغيب 3019
[22] مالك 2 / 953 , صححه الألباني في الشكاة 5011
[23] الترمذي 2390 , صححه الألباني في الترغيب 3020
[24] المسند 4 / 386 , الحاكم وصححه ووافقه الذهبي , المعجم الصغير 2/239 , المجمع 10/496 طبعة دار الفكر قال الهيثمي رواه الطبراني في الثلاثة وأحمد بنحوه ورجال أحمد ثقات , كتاب الإخوان 8
[25] عزاه الهيثمي لأحمد وقال رجال أحمد ثقات المجمع 10 / 279 , صححه الألباني في الترغيب 3021
[26] البخاري 6640 , مسلم 16 / 400
يرجع لرسالة علاج السلوك ففيها إيضاح اكتفينا به هناك
[27] البخاري 6502
يرجع لرسالة علاج السلوك ففيها إيضاح اكتفينا به هناك
[28] المسند 2/298 الحاكم 4/168 وصححه ووفقه الذهبي , حسنه الألباني في الصحيحة 2300
[29] المسند 5/259 , حسنه الألباني في الصحيحة 1256
[30] البخاري في الأدب المفرد 79 , ابن حبان 2509 , الحاكم 4/ 171 وصححه , صححه الألباني في الترغيب 3014
[31] المسند 6/594 , الحاكم وصححه و وافقه الذهبي 4/208 , صححه الألباني في صحيح ا الترغيب 3179