المنهج الديني هو الذي عليه أخلاق المؤمنين الكريمةُ وأعمالهم الطيّبة وصفاتهم الحميدةُ التي قامَت بقلوبهم من إيمانٍ بالله ربًّا، إيمان بأنّه النافعُ الضارّ، وأنه يجِب أن يقصَدَ بالعَملِ فالله لا يقبَل من أعمالنا وأقوالِنا إلاّ ما كان خالِصًا لوجهِه، نبتغِي به وجهَه والدارَ الآخرة

أمّا مَنهجٌ يُقام على غيرِ هذا التوحيد الخالص فمنهَجٌ لا قيمةَ لها ولا اعتبارَ. فأعمالٌ حابِطَة لا تنفَع صاحبَها، {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف:103، 104]

فالعقيدَةُ السليمَةُ يجب أن تكونَ مصدرًا لكل منهَج وأمّة، وأيّ منهجٍ أو أيّ سلوكٍ يدعِّي الإسلامَ مع انفصالِ منهَجِهم عن الأعمالِ ومع بُعدهم عن الأعمالِ الحقَّةِ فتلك مناهجُ لا بقاءَ لها

فالأعمال التي تقوم بقلبِ مؤمن من تعظيمِه لله وإيمانِه بالله ورسولِه ودينِه هو الباقي له، قال الله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65]، وقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا} [الأحزاب:36]. إذًا فلا بدَّ من ربطِ كلِّ مَنهجٍ أو فِكر بالإخلاصُ لله بأنواع العبادةِ كلِّها لتكونَ أعمالنا مقبولةً عند ربِّنا.

فالمسلم حركاته وسكناتِه يجب أن تكونَ في سبيل ما يقرِّبه إلى الله زلفى وفي سبيلِ ما يعلي شأنَه وفي سبيل ما يجعله صادِقًا في أقواله وأعماله