مهمة المعالج إيجاد الدافعية للتعافي


ليست مساعدتنا لمن لديه دافعية للعلاج فقط ونترك من ليس لديه الرغبة في ترك التعاطي بل مهمتنا الشرعية العمل على إيجاد الدافعية للتعافي عند الجميع فإن الله تعالى وجه المسلمين إلى ترك الخمر دون أن تكون عندهم الرغبة في تركها باستثناء من سألوا عنها كعمر ومعاذ, وكثير ممن كانوا مصرين على التعاطي ولديهم صدود ومراوغات ثم وافق قلبهم كلمة وعظ أو آية أو حديث تغيروا وكانوا في توبتهم أكثر صدقاً وإخلاصاً النظر إلى معاناته لندخل من خلالها بحكمة بأمر يطرق على قلبه

كما حدث من شعبة بن الحجاج للقعنبي

وكما حدث من ابن مسعود لزازان وكما علمنا الله في توجيه الفضيل بن عياض

وكما حدث مع أبو محجن الثقفي

عندما يأتيك مريض يعاني من تعاسة في حياته النفسية حتى بلغ من حالته أنه يأتي بالنساء ليدخل بهم في غرفة نوم زوجته أمام زوجته وأمه وأبيه وأولاده كبار وكلما وعد أسرته بعدم تكرار ذلك لم يوفي بوعده 

فتبين له أن هذه المعناة من لعنة الله لفعلك وإن تركت ذلك لله واسترضيته منحت السعادة وإلا ستعاني من شؤم المعصية ما هو أشد من ذلك وعذاب الله

شديد  يوجه الجهد يبذل المبذول في تحميس المتعاطي للعلاج إلى توجيهه مباشرة وليس هناك قاعدة ثابتة ألا ضرورة ترك التعاطي لله ومع ذلك فإن كثير ممن كانوا مصرين على التعاطي ولديهم صدود لمن يحاول أن يجتهد فيهم ثم وافق قلبهم كلمة وعظ أو آية أو حديث تغيروا وكانوا في توبتهم أكثر صدقاً وإخلاصاً ووجد هذا التغير أيضاً لدى كثير ممن كان لديهم مراوغات

ينبغي لمن يدفع غيره للعلاج أن يكون حكيماً وهو يدخل له بما يحرك الإٌيمان في قلبه ابن مسعود لما وجد زازان معجب بصوته كان مدخله بأن بين له الأفضل في حلاوة صوته أن يوجهه للقرآن 

برامج علاجية تخصصية
برامج علاجية تخصصية

 شعبة لما وجد القعنبي لا يستحي من أحد وهو يدخل بفجور عليه بين له خطورة عدم حيائه

 وكل هذا يكتسب من توجيه الله للفضيل ابن عياض جعله يسمع آية تتوافق مع قلبه , وأسمعه مهاوشات مضمونها خوف الناس منه فشعر بأن هذا لا ينبغي لمسلم مع أن هذا كان العادي لقاطع الطريق قبل أن ينصرف قبله ونمط فكره إلى التفكير السليم

 حثه على إرجاع البسمة والسعادة لكل من حُرموا منها بسبب تعاطيه من أحبائه ومحبيه من خلال إيثارهم على ملذاته الإدمانية فإن ذلك يوجد عنده الدافعية لصلاح نفسه عندما نأتي بقصص الإيثار

إيجاد الدافعية للمريض إما إن يكون بالترغيب , وإما إن يكون بالترهيب

نقول من أين تأتنيه الدافعية وهو واقع تحت نفسه الأمارة بالسوء وإغواءات الشيطان والوقوع في اللعن  فمن أين تأتيه الدافعية ككل الأمم أرسل الله لهم الرسل لتبين لهم ما يدفعهم إلى طاعة الله التي فيها صلاح أنفسهم وذلك من خلال الترغيب فيما عند الله من نعيم لمن يدفعهم هذا الجانب لصلاح أنفسهم لله أو من خلال الترهيب من عذاب الله لمن لا يدفعهم إلى صلاح أنفسهم لله إلا بالزجر

وقد يكون يكون إيجاد الدافعية عنده يشمل الجانبين معاً أو تغليب أحدهما على الأخر مموا يحتاح من المعالج الحكمة والتبصر بحالة مريضه مع الإخلاص الذي يجلب توفيق الله وعند ذلك تستطيع أن يضع الدواء محل الداء