مردان وقعوا في الإدمان






الأمرد هو الشاب طَرَّ شارِبُهُ ولم تَنْبُتْ لِحْيَتُهُ أو غلام لا شعر على لحيته وهو غلام فيه حسن

والمدمن الأمرد حديث السن أثناء علاجه بين المدمنين كثيراً ما يلفت نظر من حوله إليه وربما يتعرض للطمع فيه فيسبب بحسنه بقصد أو بدون قصد لعواقب النظرة وانشغال المرضى في المحاضرات والجلسات الجماعية به عن المادة التي تقدم لهم وربما استمر هذا حتى في أوقات الإعاشة وربما تحزب المرضى بسببه ولذا حفاظاً عليه وعلى من حوله مع القاعدة لا ضرر ولا ضرار نتناول هذا الموضوع

توضيح

o        النظر إلى الأمرد ثلاثة أقسام:

ü      أحدها ما يقرن به الشهوة فهو حرام بالاتفاق

ü   الثاني ما يجزم أنه لا شهوة معه كنظر الرجل الورع إلى ابنه الحسن وابنته الحسنة وأمه, فهذا لا يقرن به شهوة إلا أن يكون الرجل من أفجر الناس ومتى اقترنت به الشهوة حرم

وعلى هذا من لا يميل قلبه إلى المرد كما كان الصحابة, والذين لا يعرفون هذه الفاحشة, فإن الواحد من هؤلاء لا يفرق بين هذا الوجه وبين نظره إلى ابنه وابن جاره وصبي أجنبي، ولا يخطر بقلبه شيء من الشهوة لأنه لم يعتد ذلك وهو سليم القلب

ü   الثالث النظر إليه بغير شهوة لكن مع خوف ثورانها فلا يجوز, كالنظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز وإن كانت الشهوة منتفية، لكن لأنه يخاف ثورانها, ولهذا حرمت الخلوة بالأجنبية لأنها مظنة الفتنة

فالصحيح أنه يحرم على الرجل النظر إلى وجه الأمرد إذا كان حسن الصورة، سواء كان نظره بشهوة أم لا، سواء أمن الفتنة أم خافها

والمرد الحسان لا يصلح أن يخرجوا في الأمكنة والأزمنة التي يخاف فيها الفتنة بهم إلا بقدر الحاجة، فلا يمكن الأمرد الحسن من التبرج، ولا من رقصه بين الرجال، ونحو ذلك مما فيه فتنة للناس، والنظر إليه كذلك

o        العلة في النهي عن النظر للأمرد لأنه في معنى المرأة فإنه يشتهى كما تشتهى وصورته في الجمال كصورة المرأة، بل ربما كان كثير منهم أحسن صورة من كثير من النساء، بل هم في التحريم أولى لمعنى آخر، وهو أنه يتمكن في حقهم من طرق الشر ما لا يتمكن من مثله في حق المرأة

o        فالنظر بالشهوة حرام على كل أحد غير الزوجة حتى يحرم على الإنسان النظر إلى أمه وبنته بالشهوة

o        أن كل ما كان سبباً للفتنة فإنه لا يجوز, فإن الذريعة إلى الفساد يجب سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة, ولهذا كان النظر الذي يفضي إلى الفتنة محرماً.

o        كل ما ذكر من تحريم النظر هو فيما إذا لم تكن حاجة، أما إذا كانت حاجة شرعية فيجوز النظر كما في حالة التطبب والشهادة ونحو ذلك، ولكن يحرم النظر في هذه الحال بشهوة، فإن الحاجة تبيح النظر للحاجة إليه، وأما الشهوة فلا حاجة إليها.

o        إطلاق النظر أو تكراره أو أدامته إلى صور النسوان والمردان لا يكون إلا بشهوة وهذا حراماً بلا ريب، سواء كانت شهوة تمتع بنظر الشهوة أو كان نظراً بشهوة الوطء

قصة أمرد

o        إمام أهل الحديث عبد الله بن سليمان بن الأشعث أبو بكر بن أبي داود أصله من سجستان، كتب من تاريخ الخطيب هو وأبوه وكان إمام الحديث أحمد بن صالح يمتنع على المُرْد من رواية الحديث لهم تعفّفاً وتنزهاً ونفياً للمظنة عن نفسه، وكان أبو داوود يحضر مجلسه ويسمع منه، وكان له ابن أمرد يحب أن يسمع حديثه وعرف عادته في الامتناع عليه من الرواية فاحتال أبو داود بأن شد على ذَقَن ابنه قطعة من الشعر ليتوهم أنّه ملتحٍ ثمّ أحضره المجلس وأسمعه جزءاً، فأُخبر الشيخ بذلك فقال لأبي داود: أمثلي يُعمل معه هذا؟ فقال له: أيّها الشيخ لا تنكر عليّ ما فعلته واجمع أمردي هذا مع شيوخ الفقهاء والرواة فإن لم يقاومهم بمعرفته فاحرسْهُ حينئذ من السماع عليك، فاجتمع طائفة من الشيوخ فتعرض لهم هذا الأمرد مطارحاً وغلب الجميع بفهمه ولم يروِ له الشيخ مع ذلك من حديثه شيئاً وحصل له ذلك الجزء الأوّل وكان ليس إلاّ أمرد يفتخر بروايته وهذه القصة تبين سد الذرائع من المردان ولو كانوا نبغاء في العلم فوقاية الناس من الافتتان بهم يقدم على مشاعرهم واحتياجهم لمصالحهم فدرأ المفاسد وخاصة عن جمع من الناس يقدم على جلب المصالح الخاصة

o        رواية الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ’’ أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم غلام ظاهر الوضاءة أجلسه خلف ظهره ‘‘ هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مزوج بتسع نسوة, والوفد قوم صالحون، ولم تكن الفاحشة معروفة في العرب وقد روي عن المشايخ من التحذير عن صحبة الأحداث ما يطول وصفه

o        رواية الرجل الذي كان يجلس إليه المردان، فنهى عمر رضي الله عنه عن مجالسته

o        نهج السلف في التعامل مع المردان ضروري الآن مع غزو وانتشار أفلام الخليعة التي أدت إلى إعجاب الشاب بشاب مثله أو برجل أو بغلام من جنسه أعجاب بلغ محبة عشق له سواء كان معلمه أو تلميذه أو صحبه

o        ما يحدث في وصف المردان وعشقهم، ومقدمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك, وتهييج ذلك في القلوب. وكل ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها فهو حرام

o        الأفلام تصف المردان وترغب في الفواحش بما يسمع مع المشاهدة من أقوال ومنكرات تخرج القلب السليم وتعمي القلب السقيم وتسوق الإنسان إلى العذاب الأليم

o        أهمية غض البصر في حماية النفس من تبعات النظرة

    الهدف من الجلسة

o        أن النفس تحب النظر إلى هذه الصور لا سيما النفوس التي تبحث عنها وتبذل للتطلع والوصول إليها ولو أدى ذلك للتقاتل على المردان كما يحدث في أماكن التجمعات المغلقة ولهذا يخشى على التائبين من المعاصي من اختلاطهم بأمرد, قال بعض التابعين ما أنا على الشاب التائب من سبع يجلس إليه بأخوف عليه من حدث جميل يجلس إليه, فإن للمرد فتنة كفتنة العذارى فيتعلق القلب بهم غراماً وعشقا إلى أن يصير عبداً، فيبقى القلب عبداً لمن لا يصلح أن يكون أخاً ولا خادماً، وهذا إنما يبتلى به أهل الإعراض عن الإخلاص لله

o        حماية الأمرد ممن حوله بعد عملهم بما عرفوه مما قدم لهم مما فيه حمايتهم أنفسه منه

o        حماية الأمرد نفسه عندما يعلم أنه يسبب للآخرين مشاكل فيعرف خطورة ما يسببه للآخرين فيحمي نفسه من إيذائه للآخرين ويبتعد عن كل ما فيه فتنه

o        حفظ الأمرد لنفسه عندما يعلم أنه محل طمع من الآخرين فيسعى لحماية نفسه

o        حفظ الأمرد لنفسه عندما يعلم أن مراعاة مصلحة الجماعة مقدم على مصلحة الفرد فيتقبل ذلك دون أزمات نفسية

  دواعي الجلسة

o        تقوية الإيمان للتخلص من الإدمان والجري وراء المردان

o        علاج وحماية المردان الواقعين في الإدمان

والمرجع المعول عليه كتاب علاج الانحراف الأخلاقي 

التسجيل بالملف الطبي

بناء على تقيم السلوك الديني للمدمن على ضوء الكتاب والسنة وأحوال السلف الصالح تتم التوصيات العلاجية لمعد التقييم والتدخلات والمتابعة بخصوص حالة المريض الأمرد الواقع في الإدمان ويتم التسجيل في الملف الطبي من خلال ما يتناسب من الجمل والعبارات التالية مع حالة المريض

التوصيات العلاجية

تعريفه بأهمية الابتعاد عن الحركات والأوضاع التي تلفت نظر الآخرين إليه استرضاءً لله وحذر من سخطه

تعريفه بما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم مع الغلمان الحسان وما كان يفعله عمر رضي الله عنه والسلف الصالح

التدخلات العلاجية

تم توجيهه لترك ما هو عليه من إدمان وافتتان

توجيهه لحفظ نفسه ممن يدعي حمايته متقنعاً بالصلاح كي يسعى لتحصيل الحماية من الله ليجد الطمأنينة وسكينة النفس

 توجيهه لحفظ نفسه بالابتعاد عما يسبب لفت نظر الآخرين له

المتابعة

المريض أخبر أنه سيحفظ نفسه من التعرض للفتن

 المريض يشتكى من التعرض للإيذاء من الآخرين

 المريض يحتاج إلى وضعه في غرفة للصغار حفظاً من التعرض للإيذاء من الآخرين