المرشد الديني مساعدته ليست لمن لديه دافعية للعلاج فقط ويترك من ليس
لديه الرغبة في ترك التعاطي بل مهمته الشرعية العمل على إيجاد الدافعية
للتعافي عند الجميع فإن الله تعالى وجه المسلمين إلى ترك الخمر دون أن تكون
عندهم الرغبة في تركها باستثناء من سألوا عنها كعمر ومعاذ
153.
· المرشد الديني عليه تحديد معاناة المريض ليدخل من
خلالها بحكمة بأمر يطرق على قلبه كما حدث من شعبة بن الحجاج للقعنبي وكما
حدث من ابن مسعود لزازان وكما علمنا الله في توجيه الفضيل بن عياض وكما حدث
مع أبو محجن الثقفي
154.
· المرشد الديني عندما يأتيه مريض يعاني من تعاسة في
حياته يبين له أن هذه المعناة من حياة الضنك التي يعاقب الله تعالى بها من
يستغضبه بالمعاصي وأنه إن ترك ذلك لله واسترضاه منحه السعادة وإلا سيعاني
من شؤم المعصية ما هو أشد من ذلك وعذاب الله شديد
155.
· المرشد الديني يوجه الجهد المبذول في إيجاد الحماس
للعلاج عند المرضى من خلال توجيههم مباشرة إلى ترك التعاطي لله فإن كثير
ممن كانوا مصرين على التعاطي ولديهم صدود لمن يحاول أن يجتهد فيهم ثم وافق
قلبهم كلمة وعظ أو آية أو حديث تغيروا وكانوا في توبتهم أكثر صدقاً
وإخلاصاً ووجد هذا التغير أيضاً لدى كثير ممن كان لديهم مراوغات
156.
· المرشد الديني وهو يدفع المريض للعلاج يكون حكيماً
وهو يدخل له بما يحرك الإٌيمان في قلبه كابن مسعود لما وجد زازان معجب
بصوته كان مدخله بأن بين له الأفضل في حلاوة صوته أن يوجهه للقرآن وكشعبة
بن الحجاج لما وجد القعنبي لا يستحي من أحد وهو يدخل بفجور عليه بين له
خطورة عدم حيائه وكل هذا يكتسب من توجيه الله للفضيل ابن عياض عندما جعله
يسمع آية تتوافق مع قلبه , وأسمعه مهاوشات مضمونها خوف الناس منه فشعر بأن
هذا لا ينبغي لمسلم مع أن هذا كان العادي لقاطع الطريق قبل أن ينصرف قبله
ونمط فكره إلى التفكير السليم
157.
· المرشد الديني يحث المريض على إرجاع البسمة
والسعادة لكل من حُرموا منها بسبب تعاطيه من أحبائه ومحبيه من خلال إيثارهم
على ملذاته الإدمانية فإن ذلك يوجد عنده الدافعية لصلاح نفسه عندما يأتي
بقصص الإيثار
158.
· المرشد الديني يسعى لإيجاد الدافعية للمرضى بما
يتناسب معهم سواء بالترغيب أو بالترهيب أو الاثنين معاً فالمرشد الديني وهو
يسعى لإيجاد الدافعية عند المرضى وهو يعلم أن المرضى واقعين تحت تأثير
أنفسهم الأمارة بالسوء وإغواءات الشيطان وواقعين في اللعن وهذه الأمور التي
تعيق الدافعية أن تأتيهم فيبين لهم ما يدفعهم إلى طاعة الله التي فيها صلاح
أنفسهم وذلك من خلال الترغيب فيما عند الله من نعيم لمن يدفعهم هذا الجانب
لصلاح أنفسهم لله أو من خلال الترهيب من عذاب الله لمن لا يدفعهم إلى صلاح
أنفسهم لله إلا بالزجر
159.
· وقد يكون إيجاد الدافعية عنده يشمل الجانبين معاً
أو تغليب أحدهما على الأخر مما يحتاج المرشد الديني من الحكمة والتبصر
بحالة مريضه مع الإخلاص الذي يجلب توفيق الله وعند ذلك يستطيع أن يضع
الدواء محل الداء