معرفة المرشد الديني للتدخلات العلاجية المناسبة والأكثر عمقاً ووصولاً
لتبصير المريض بمعاناته وتوجيهه للتعامل معها من خلال تكسيُبه للمهارات
التي تتناسب مع قدراته المختلفة أمر مهم جداً يحتاج إلى التعاون والتفاهم
المشترك بينه وبين أعضاء الفريق العلاجي المشاركين معه في الخطة العلاجية
التي توضع لعلاج مشاكل المريض حسب الأولوية أو حسب التعامل مع مشكلة المريض
المحددة التي ظهرت للفريق من خلال التقييمات التي أعدت للمريض من كافة
المعالجين بتخصصاتهم هذه التدخلات لابد أن تبنى بروح الفرق المشترك حتى لا
تسبب أضرار على المريض نفسه فمثلاً لو أن المشكلة التي تكون التدخلات
العلاجية هي الغضب هذه المشكلة تدخلات المرشد الديني فيها شرعياً عظيم لأن
الشرع تناولها بصورة علاجية من أعظم المناهج فلو كان المريض يقوم بتفريغ
غضبه حتى لا يتسبب له الإصابة بالضغط أو غيره على حد تعبيره يحث المرشد
الديني المريض بأهمية دفع الإساءة بالحسنى وكظم الغيظ وتوضيح الحقيقة التي
يحتاج إليها المريض وهي أن الله هو الذي خلق النفس ويعلم صلاحها وهو الذي
شرع للغاضب أن يكظم غيظه ويسكت ويدفع بالحسنى والله تعالى لا يأمر عبده
بأمر فيه طاعته ويكون فيه أعراض جانبيه تضر به فهل يتقبلها عقل أن يكون هذا
جزاء الإحسان من الله لعبده الذي أطاعه وخالف شيطانه الذي يأمره بالتهور
والطيش وقهر الخصم إنما الأضرار قد تحدث لمن يسكت ويكتم غضبه لغير الله
فهذا ضعيف جبان لأنه استجاب لغضبه وشيطانه فعند ذلك يصيبه ما يصبه لعلها
عقوبة من الله له
143.
· المرشد الديني في تدخلاته العلاجية لحل مشكلة
لمريض بينه وبين أبيه خلافات هذه مشكلة دور المرشد الديني فيها عظيم تتضح
فيها مهاراته وهو يقنع مريضه بأهمية التعامل مع مشكلته والسعي لحلها بالبدء
بترك التعاطي بعد تبصيره بأن ما يعانيه هو من العداوة والبغضاء التي عوقب
بها على تعاطيه وأنه بتركها لله بتوبة نصوحة ستحل كل مشاكله لأنه برضائه
لله الله يرضيه ويرضي عنه الآخرين وأن عليه مع هذا طاعة لله وإرضاء له أن
يحسن إلى أبيه مهما وجد من تصرفات حتى يصلحه الله له
144.
· المرشد الديني عندما يجد تعامل المريض مع أبيه
كمعاملة القرين والصاحب ويبادله معامله بالمثل إذا لم يقدر الأب أن أبنه هو
أيضاً رجل ويهينه أمام أولاده أن يدافع عن نفسه فعند ذلك يبين المرشد
الديني التوجيه الشرعي للابن في أنه مطالب أن يحسن إلى أبيه مهما صدر منه
وأنه لم يأتي به في الدنيا ليعامل أبيه معاملة التكافؤ إن أحسن إليه أحسن
إليه وإن أساء أساء بل هو سيُسأل أمام رب العالمين عن إحسانه لأبيه وفى به
أم قصر فيه أما أبيه فأمره إلى الله وليس لابنه ويُذكّر بإسماعيل وأبيه
145.
· المرشد الديني في تدخلاته العلاجية لحل مشكلة
الانتكاسة يبصر المريض بأن الذي أوقع به ورده للانتكاسة أن تركه للتعاطي لم
يكن لله بتوبة نصوحة أتبعها بعمل صالح حتى يحفظه الله ويثبته ويزيده من
فضله ولكن كان تركه للتعاطي لسبب أخر غير وجه الله مهما كان معناه جميل لكن
لم يقصد به وجه الله فمن أين تأتيه الحماية الربانية فيضعف بالبعد عن الله
146.
· المرشد الديني في مشكلة الثقة الزائدة في النفس
عند المريض يحثه على أن تكون الثقة بالله وليست بالنفس ليجد العون من الله
147.
· المرشد الديني يوضح للمريض الفرق بين المُعترف
بأنه مدمن طلباً لعلاج مشكلته وبين المجاهر المباهي بأنه مدمن سابق حتى لا
يقع في أسر هذه الكلمة التي تحمل الذم والوعيد الشديد في حق صاحبها من لعن
في الدنيا وفي الآخرة من شرب طينة الخبال في النار والتعرض للحرمان من
الجنة مع ما تسببه من إحباط ويأس من الانفكاك من دائرة الإدمان ويوضح أهمية
الالتزام بكلمة تائب لما تحمله من شعور بأمان واطمئنان لما عند الله
لصاحبها من فضائل عظيمة لشدة فرحة الله بالتائب ومحبة الله للتائب ومن أحبه
الله دخل الجنة ومن تسخير أشرف جنس من الملائكة حملة العرش ومن حوله
يستغفرون للذين تابوا ويدعون لهم بدخول الجنة والوقاية من عذاب الجحيم ولما
تحمله هذه اللفظة من يقين بأن الله سيجعله من المتعافين من السوء
148.
· المرشد الديني في التدخلات العلاجية لمشكلة
الضلالات التي يعاني منها المريض الذي يدعي أنه عيسى أو المهدي المنتظر
ومثله الغير واقع لعلاج دوائي أو الواقع لعلاج دوائي سواء كان متحسن به أو
لا يكون سعيه لإزالة هذه الشبهات بتوضيح الحقيقة من هو عيسى أو المهدي ومن
هو المريض نفسه المدعي ذلك حتى يتبين له الضلالات التي يقذف بها الشيطان في
نفسه حتى يتبصر بالأمر ويتثبت على الهداية
149.
· المرشد الديني المقبل على علاج الواقعين في
الإدمان عليه أن يعلم أن المريض الذي من مهامه علاجه قد يجده من أصحاب
الشبهات التي زادت مع مرضى الإدمان فيكون احتياجه لإزالة هذه الشبه
كاحتياجه لترك التعاطي
150.
· ولذا المعالج الناجح يسعى لتعلم العلوم الشرعية
التي تخدم مجاله وتفيد مناهجه فيكسب هو مهارات يرضى بها ربه وينجح في عمله