الحمد لله القائل{ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى } [ البقرة 120] والقائل{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى *وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه 123] والقائل{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)} [العنكبوت: 69]
والصلاة والسلام على رسول الله القائل { من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا } والقائل { إن مثل ما آتاني الله من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت ذلك فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وأمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعمل [ وعلم ] ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به }
هذا الحديث فيه ضرب الأمثال في الدين، والعلم، والتعليم
وفيه: أنه لا يقبل ما أنزل الله من الهدى والدين إلا من كان قلبه نقيا
وفيه تمثيل الهدى الذي جاء به صلى الله عليه وسلم بالغيث ، ومعناه أن الأرض ثلاثة أنواع ، وكذلك الناس
فالنوع الأول من الأرض ينتفع بالمطر فيحيى بعد أن كان ميتا ، وينبت الكلأ ، فتنتفع بها الناس والدواب والزرع وغيرها ، وكذا النوع الأول من الناس ، يبلغه الهدى والعلم فيحفظه فيحيا قلبه ، ويعمل به ، ويعلمه غيره ، فينتفع وينفع
فالقلوب التي
قَبِلَت العلم والهُدى كالأرض المتعطشة إليه، فهي تنتفع به فتحيا
فتنبت.
فكذلك هذه القلوب البريئة، المتعطشة إلى معالم الهدى والدين، إذا وَعَت العلم حَيَتْ به، فعملت وأنبتت بما تحيا به الناس
والنوع الثاني من الأرض ما لا تقبل الانتفاع في نفسها ، لكن فيها
فائدة ، وهي إمساك الماء لغيرها ، فينتفع بها الناس والدواب ، وكذا
النوع الثاني من الناس ، لهم قلوب حافظة ، لكن ليست لهم أفهام
ثاقبة ، ولا رسوخ لهم في العقل يستنبطون به المعاني والأحكام ،
وليس عندهم اجتهاد في الطاعة والعمل به ، فهم يحفظونه حتى يأتي
طالب محتاج متعطش لما عندهم من العلم ، فيأخذه منهم ، فينتفع به ،
فهؤلاء نفعوا بما بلغهم .
فمن
الناس من قلوبهم متهيئة لقبول العلم لكنها
لا تعمل به
، فهي تقبل وتمسك حتى يأتي متعطش فيروىَ منها ويَرِدُ على منهل
يحيا به، وتسقى به أرض نقيَّة فتنبت وتثمر، وهذه حال من ينقل العلم
ولا يعرفه ولا يفهمه.
إن الهدى هدى الله فسبحان من تفضل به على من يشاء
أنار الله أفئدتكم بنور هداه وجعلكم من الصنف الأول من الناس, الذين ينتفعون وينفعون بالهدي
وبعد:
فإن مدار حصون الإنسان من الإدمان
باختلاف
أنواعه إدمان
المخدرات والكحوليات والعقاقير المؤثرة أو إدمان الخليعة في صلاح
النفوس عموماً من خلال تغيير المفاهيم الإدمانية بالمفاهيم
الإيمانية كما بينته الشريعة في معرفة أمور للعمل من أجلها
أولاً: أن وراء المعاصي الشيطان والجانب النفسي الأمار بالسوء الذي
يستجيب للوساوس
ثانياً: أن الإنسان ليس له في مواجهة عدوه إلا أن يتحصن برب
العالمين للحماية من الشياطين والتقوي بالله العظيم على مجاهدة
نفسه الأمارة بالسوء
ثالثاً: أن قدر تحصيل الحصانة والمجاهدة على قدر إيمان المرء
والحصانة يحصل عليها المؤمن مباشرة استجابة لطلبه بالقول أو العمل
ويحصل على حصانة دون طلبها لا بقول ولا عمل ولكن مكافئة بفضل
اتيانه بأعمال هو قصد بطلبها أمور أخرى
الحصانة التي يحصل عليها مباشرة سواء بالطلب القولي مثل الحصانة
التي يجدها من وقع في الغضب واحمر وجهه وانتفخت أوداجه فيقول أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم يذهب عنه ما به والاتيان بآية الكرسي
ليجعله الله في حصن فيحفظه الله من الشيطان والاتيان بالتسمية
والسلام عند دخول المنزل فيمنع دخول الشياطين فيصون بيته من شرورهم
والحصانة التي يحصل عليها مباشرة من خلال أعمال يأتي بها كصلته
لرحمه فيوسع الله له في رزقه ويصونه من ميتة السوء وكالوضوء للنوم
فيبات معه ملك يحفظه من أي شيء يؤذيه حتى يستيقظ وملك أخر يبات معه
ليدعوا له كلما تقلب
والحصانة التي يجدها دون أن يقصدها لا بطلب ولا بعمل كتقربه لله
بالنوافل من سنن صلاة وصيام وأذكار وقراءة قرآن وغيرها من الأقوال
والأفعال فيصون الله له سمعه وبصره ويده ورجله وقلبه وكل جوارحه
فالحصانة التي يحصل عليها بأقوال هو قصد بطلبها أمور أخرى كاحتساب المستغفر الغفران لذنوبه فيجد فرجاً لهمومه ومخرج عند الضيق والرزق وكمن خرج من بيته فقال توكلت على الله ليعينه على انجاز المهام المقبل عليها فيجد هداية ووقاية وحفظ من الشيطان ( [1])
والحصانة التي يحصل عليها بأعمال هو قصد بطلبها أمور أخرى
كمن يدعو الله أن يعطيه أمر ما فيجد الله قد صرف عنه من السوء
بقدرها
(
[2]
)
وكمن يقوم من النوم ليقيم الليل فيتوضأ ويصلي فيقول الله لملائكته أعطيته ما رجى وأمنته مما يخاف
وكل أنواع الحصانات هذه توجد في المضمون الشامل للمائة
وخمس من المواضيع المذكورة في حصن الإيمان وحصن الأمان وحصن الحفظ
ولذا فإن المهمة الكبرى في تقوية الإيمان
لمن
أدرك هذا
ليعمل
به
فيحصن نفسه سواء من الإدمان أو غيره
من خلال
العمل بمضمون ما جاء في
مواد علمية
منهجية
نقدمها
على النحو التالي
أولاً : حصن الحفظ من الإدمان تقدم فيه
مواد علمية لاكتساب مهارات لعلاج المشكلات الخاصة بذات المريض مثل
شوقه وغضبه وعصيانه وروغانه وكذبه وغفلته ليصحح سلوكه مع
نفسه الأمارة بالسوء فيصون نفسه من استجابتها للشيطان الذي هو وراء
كل هذه المشاكل
ثانياً : حصن الإيمان لدفع الإدمان تقدم فيه مواد علمية من وسائل تقوية الإيمان وتكون بالإخلاص والدعاء والذكر والقرآن والصبر والتوكل والصيام والصلاة والتي يصون بها صلاح سلوكه مع ربه
ثالثاً : حصن أمان من الإدمان تقدم فيه مواد علمية لاكتساب مهارات تجعله في أمان من سلوكيات الأخرين الخاطئة ويؤمن الآخرين من سلوكيات قد تصدر خطأً منه اتجاههم فيصون نفسه والمجتمع المنخرط فيه
ومن هذه المواد العلمية الخوف من مواجهة المجتمع والتعامل الأصدقاء والرحمة بمن يعول والمحبة والتقبل والعقوق والقطيعة والمشاكل الزوجية والإضرار بمصالح من عليه رعايتهم والتعامل مع أصدقاء السوء, فيصون نفسه من المشاكل ذات الصلة بإيذاء الأخرين والتي بها صلاح سلوكه مع الأخرين
وهذه المواد تقدم في ثلاثة أسابيع وتحتوي على مائة وخمسة من المواضيع المتنوعة بتوسع بأسلوب مبسط سهل فهمه واستيعابه بخلاف المواد العلمية المعرفية المذكور بالصفحة الرئيسية وصفحات الحصون الثلاثة الرئيسية وكل أسبوع فيه حصن يحتوي على خمسة وثلاثون موضوع مقسمة كل يوم من أيام الأسبوع السبعة خمس مواد علمية تقدم على أوقات متباعدة كأوقات الصلاة وكل مادة من هذه المواد تقدم مقروءة ومرئية أو مسموعة
كيفية التعامل مع البرنامج
عندما تفتح صفحة البرنامج الرئيسة وهي صفحة الحصون التي تقرأ منها
حالياً تجد شريط العناوين به أربع أيقونات كما في هذه الصورة عند
الضغط على الإيقونة ذات اللون البرتقالي تدخل على حصن الإيمان لدفع الإدمان تجد شريط الإيقونات العلوية بأيام الأسبوع كما في الصورة
عند الضغط على أيقونة اليوم تفتح صفحة اليوم كما في هذه الصورة
وتجد شريط طولي على اليمين به صور بأسماء الأوقات وبجوار كل صورة وقت في الشريط اسم ونبذة عن نوع المادة المقدمة وبها عرض المزيد وبجوارها فيديو بالمادة المقدمة أو صورة بملف صوتي
الدعاء {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] عرض المزيد |
لسماع المادة كما في الصور وبالضغط على عرض المزيد يظهر ملف نصي بمضمون الموضوع المقدم وبالضغط على رجوع منه يرجعك للصفحة التي كنت عليها
وارتباط المواضيع بالأوقات والأيام ليضبط الإنسان وقته فيترك الفوضوية التي سببها الإدمان لأن وقته هو عمره والشرع نظم للمسلم عبادة مثل الصلاة في أوقات محددة يأتي بها يومياً ومناسبات ينتظر وقتها ليتفاعل معها أسبوعياً كيوم الجمعة وشهرياً كصيام الإيام البيض الثلاثة وسنوية كليلة النصف من شعبان لرفع أعماله وشهر رمضان وليلة القدر والأعياد وغير ذلك وكل هذا لينظم الإنسان وقته بوضع خطط مستقبلية يهيئ نفسه للإنجاز فيها وهذا يعينه على ضبط نفسه وتقديم ما ينفعه لليوم الآخر والله تعالى يقول { وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } [الحشر: 18]
[2]ا{ ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها }صححه الألباني صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1633
[1]الألباني في الصحيحة 55 { إ ذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله فيقال له: حسبك قد هديت وكفيت ووقيت فيتنحى له الشيطان فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟ }