الدعاء |
رجوع |
الدعاء هو الابتهال إلى الله تعالى بالسؤال رغبة فيما
عنده من الخير. وهو أعظم شعب الإيمان التي ينطق بها اللسان فهو من أعظم
الأسباب التي ينال بها الخير ويتقى به المكروه في الدنيا والأخرى,
ولقد
أمر الله تعالى عباده أن يدعوه ويتضرعوا إليه، ووعدهم أن يستجيب لهم ويحقق
لهم سؤالهم ولذا يتناول من موضوع الدعاء
جمع بين الحالات التي يرجى فيها قبول الدعاء
المرء قد يتعرض لحالة يجمع فيها بين عدة حالات من الحالات
التي يرجى فيها قبول الدعاء
فقد يكون مسافرا وصائماً وساجداً في صلاته يسأل لولده
حاجه ففي توافق جمعه لهذه الأمور أو لغيرها فعليه أن يستبشر أنه في خير
عظيم
توضيح وبيان لحالات قبول الدعاء
o
دعوة المسافر حتى
يعود لأنه يكون في حالة ضعف والله تعالى يجبر ضعفه بقبول دعائه ولأنه في
دعواه يثبت لله قمة ضعفه وعظم قدرة الله في التصريف في أمره وهذه قمة
العبادة
o
دعوة الصائم حتى
يفطر ودعوة الصائم عند إفطاره لأن الصائم يضغط على نفسه ويقومها ويهذبها
طاعة لله ويبين شدة ضعفه وفقره لله لذلك فالله تعالى يقبل دعوته ويعطيه
سؤله
o
دعوة الرجل لولده
لأنه يثبت لله أنه يحتاج الله في تربية ولده وإصلاحه وأن ينفع ولده وهذه
الحاجة التي هي تربية ولده لا يقدر عليها إلا الله لذا فإنه يسأل الله أن
يمده بهذا العون وجلب النفع لولده أو دفع الضر عنه فيعطيه الله سؤله
o
دعوة الرجل على
ولده لأن معنى دعائه على ولده أن هذا الولد قد عق أبوه حتى أوصله لهذه
الحالة أن يستجير بالله فيها ويلجأ إليه ليحميه ويحفظه من هذا الابن العاق
الذي أضر به نفسيا ومعنويا فيعطيه الله سؤله
o
دعوة المظلوم لأنه
غلب على أمره فظلم ولذا يقبل الله دعوته وينصره وقد أخذ الله على نفسه
العهد لنصرها ولو بعد حين والله ينصر المظلوم ولو كان كافرا
o
دعوة المصلي في
سجوده لأنه في حالة ذل وخضوع لله والله تعالى يعطيه سؤله لحالته هذه
o
الدعوة بين الأذان
والإقامة لآن غالب حال هذا أنه منتظر الصلاة وليس في غفلة وهذه من الحالات
التي يعطى فيها العبد سؤله
o
دعوة العبد بعد
صلاته وقد قدم أمام دعائه عبادة وهذه من الحالات التي يعطيه الله سؤله
o
دعوة العبد أخر
ساعة يوم الجمعة لأنه في هذه الحالة بعيد عن الغفلة بتحريها وهذه من
الحالات التي يستجيب الله فيها
o
دعوة العبد في
الليل وخاصة في الثلث الأخير منه لأنه ليس في غفلة وقصد ربه بالسؤال والله
ينادي على من هذا حاله ليعطيه سؤله
o
دعوة العبد يوم
عرفة وخاصة إن كان بعرفة وقد جمع بين السفر والتعب في أعظم عبادة وهي الحج
في يوم عظيم يعطي الله عباده سؤلهم
والعبد ينبغي وهو يدعوا أن يقدم التوبة والاستغفار قبل
الدعاء ويبدأ بحمد الله وتمجيده والثناء عليه ويصلي على النبي صلى الله
عليه وسلم ويدعو الله تعالى بربوبيته يا رب! يا رب ويلح في الدعاء ولا
يتعجل ويرفع يديه بالدعاء ويستقبل القبلة إن أمكن
o
الحث على الجلوس
لطلب الدعاء وخاصة بالليل بالألفاظ الجامعة أو بإسلوب العبد الذي يعرفه
المهم أن يكون مستحضر القلب وهو يقبل على الله بالدعاء فيجد الإجابة مقرونة
بدعائه
o
الحذر من الغفلة عن
الدعاء وتركه فإن هذا ينطق بحال صاحبه كأنه في غنى عن تصريف الله له وتدبير
أموره والمرء الذي لا يدعو الله يغضب الله عليه ويكله لنفسه فيهلك