الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله
إن التعامل الحسن مع الناس
بعضها البعض يثمر حصن الأمان الذي يشمل الأمان فيما
يقدمه المرء من تعامل مع الأخرين وفيما يجده من معاملة
الأخرين له سواء كان الأخرين والديه أو أرحامه أو
زوجته أو أصدقائه أو جيرانه أو زملائه في العمل أو
أياً كان موقعهم في المجتمع المنخرط فيه سواء كانت
معاملته معهم مباشرة بالمواجهة أو بوسائل التواصل من
الأجهزة الذكية
يقول النبي صلى الله عليه وسلم
{ أحب للناس ما تحب لنفسك }
(
[1]) بل علق الإيمان على هذه
المحبة فقال { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب
لنفسه }
(
[2])
إن المرء في تعامله مع الأخرين
يحب أن يجد منهم المعاملة الحسنة ويحب أن يتسامحوا معه
في هفواته
كذلك الأخرين يحبون من يتعامل
معهم بالحسنة ويغض النظر عن سلبياتهم
وحتى يتحقق ذلك من كل فرد في
تعامله مع الأخرين
لا بد للإنسان المسلم أن يقدم
للأخرين في التعامل معهم الإحسان
والذي يجده من معاملة سلبية
يقدمها له الأخرين يقدم لهم في المقابل العفو والصفح
بل والإحسان أيضاً
وهذا هو ما يوجهنا إليه الشرع لأن الدين هو المعاملة بالأخلاق الحسنة
يتبين ذلك من تعريف الأخلاق
فصاحب الأخلاق الحسنة هو في اجمالي أخلاقه التي يتحلى
بها والتي منها جود وكرم وسخاء وصبر ورحمة وعفو وصفح
وإحسان هو فيها مع الأخرين على نفسه
هو عنده إثار لهم على نفسه
والعكس صاحب الأخلاق الرذيلة
والتي منه شح بخل طيش ظلم وغل وحقد وحسد هو فيها مع
نفسه على الأخرين عنده أنانية
قال صلى الله عليه وسلم { أكمل
المؤمنين أيمانا أحاسنهم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين
يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف
}
والإيمان مرتبط بالأخلاق كلما كان
المرء إيمانه قوي دل ذلك على حسن خلق وكلما ضعف إيمانه
دل على أنه ليس على الجادة في الخلق
والحصانة هنا لك إيها المحسن
فيما تقدمه للأخرين من إحسان وردة فعلك في مقابلة
رذائل الأخرين
الذي ينبغي على المحسن تقديمه
ما ينبغي أن تقدمه الإحسان
والكرم والتواصل كما بين لنا
صلى الله عليه وسلم { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره }
(
[3]){ من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليكرم ضيفه }
(
[4])
{ ومن كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليصل رحمه }
(
[5])
وهؤلاء شملوا أكثر الأخرين
الذين نتعامل معهم لأن الجار ليس فقط من هو بجوارك في
السكن بل قد يكون جارك في العمل جار في السفر من حولك
في أماكن الدراسة في المواصلات في أماكن المنتزهات
وغير ذلك وقد يكون هذا الجار اللي في السكن والديك أو
إحدى والدبك أو أخوك أو أختك أو أحد أقربائك أو صديقك
أو زميل دراسة أو عمل وغير ذلك وكلهم يستحقون منك خيرك
وإحسانك وكرمك وتواصلك الذي يدخل عليه السرور { أحب
الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف
عنه كربة أو تطرد عنه جوعا أو تقضي عنه دينا }
(
[6])
والمسلم الواعي الفقيه أن يجعل
علاقاته بهؤلاء الأخرين محبة في الله سواء كانت جلسات
زيارات تواصل وغيرها ليستحق محبة الله
يقول صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى
{ حقت محبتي للمتحابين في وحقت
محبتي للمتواصلين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت
محبتي للمتباذلين في }(
[7])
{ وحقت محبتي على المتناصحين في وحقت محبتي على
المتباذلين في هم على منابر من نور يغبطهم النبيون
والشهداء والصديقون }
(
[8])
وليس المطلوب منك كل هذا فقط
ولكن مطلوب منك أن تتجاوز وتتحمل وتغض الطرف عما يصدر
من هفواتهم وتكون ردة فعلك فيها العفو والصفح بل
والإحسان في مقابلة رذائل الأخرين على النحو الآتي
العفو والصفح
{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ
فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } [الشورى: 40]
المداراة
مع أهل الشر
فقد أباحت لك الشريعة المداراة
مع من لا يتقى شره بأن تيلين له الكلام وتطلق له الوجه
كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
فعن عائشة رضي الله عنها { أن
رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
ائذنوا له فبئس أخو العشيرة فلما جلس تطلق النبي صلى
الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه . فلما انطلق
الرجل قالت عائشة : يا رسول الله قلت له : كذا وكذا ثم
تطلقت في وجهه وانبسطت إليه . فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " متى عهدتني فحاشا ؟ إن شر الناس منزلة
يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره } وفي رواية : {
اتقاء فحشه }
(
[9])
وفي رواية {قلت فلما دخل ألنت له القول! قال صلى الله
عليه وسلم:
أي عائشة إن شر الناس منزلة عند الله من تركه الناس ـ
أو ودعه الناس ـ اتقاء شره}
اليقين وحسن الظن بالله الحافظ من شر
المفاجئات
في المفاجئات التي تأتي الشرور
يكن ظنك ويقينك بالله وكيلك بأن الله يصونك مع من يريد
إن يؤذيك فتجد الله يحميك كما حدث مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم { فبينما هو نازل تحت شجرة وقد علق
السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة، ثم
دنا من النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم، فأيقظه،
فقال : يا محمد ! من يمنعك مني الليلة ؟ فقال النبي
صلى الله عليه وسلم : الله . فسقط السيف من يده فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف ثم لم يعاقبه }
(
[10])
إصلاح نفس من كان واقع في الرذائل
في إصلاح نفس من كان واقع في
الرذائل كي يصون نفسه من غضب الله سواء في تغيير السوء
الذي كان يقدمه أو في تحمل أخطاء من يعامله
قال صلى الله عليه وسلم { من
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره }(
[11])
وقال { ما هو بمؤمن من لم يأمن
جاره بوائقه }
(
[12])
وقال صلى الله
عليه وسلم { والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا
يؤمن قيل يا رسول الله لقد خاب وخسر من هذا قال من لا
يأمن جاره بوائقه قالوا وما بوائقه قال شره }(
[13])
وكما علق إيمانه على ترك شره
علق دخوله الجنة على حصن جاره من شروره وأقسم النبي
صلى الله عليه وسلم بذلك فقال { المؤمن من أمنه الناس
والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من
هجر السوء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن
جاره بوائقه }
(
[14])
فعليه التراجع بهجر السوء الذي
فيه إذائه للأخرين والسعي لأن يكون ممن يرجى خيره
وهذا يستطيع أن يقدمه فإن
الشريعة تدفع به لتقوية إيمانه ففيه تحسين أخلاقه
قال صلى الله عليه وسلم : {
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره }{لا
يخونه ولا يكذبه التقوى ههنا } ويشير إلى صدره ثلاث
مرار بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم
على المسلم حرام دمه وماله وعرضه }
(
[15])
وعليه أن يحفظ نفسه من الوقوع
في لعن الناس ولعن الله له بسبب إيذائه للأخرين فقد {
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو جاره
فقال له اذهب فاصبر فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال اذهب
فاطرح متاعك في الطريق ففعل فجعل الناس يمرون ويسألونه
فيخبرهم خبر جاره فجعلوا يلعنونه فعل الله به وفعل
وبعضهم يدعو عليه }
(
[16]) {فجاء إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال يا رسول الله لقيت من الناس قال وما
لقيت منهم قال يلعنونني قال قد لعنك الله قبل الناس
فقال إني لا أعود فجاء الذي شكاه إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال ارفع متاعك فقد كفيت }
(
[17])
التراجع عن إيذائه للأخرين
ليكن كهذا الرجل الذي تراجع عن
إيذائه ليس فقط خوفاً من الله ولكن حتى لا يحرم من
الجنة
فليعلم أن المراءة التي هي
كثيرة صلاة وصيام بسبب إذائها أخبر النبي صلى الله
عليه وسلم أنها في النار فما بالك بمن ليس مثلها في
العبادة ويؤذي فلينتبه أن الأذى متوقف عليه دخول الجنة
أو النار { قال رجل يا رسول الله إن فلانة يذكر من
كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها
بلسانها قال هي في النار
قال يا رسول
الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها
تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها قال هي في
الجنة
}(
[18])
السعي لأن يكون ممن يرجى خيره
وليسعى أن يكون ممن يرجى خيره
{ خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره
ولا يؤمن شره }
(
[19])
وهذا هو الذي مضمونه يثمر حصن الأمان الذي يشمل الأمان فيما يقدمه المرء من تعامل مع الأخرين وفيما يجده من معاملة الأخرين له يأتي من خلال العمل بمضمون المواد العلمية المعرفية الأتية
المعايير النفسية مع الجيران
يعاير المرء نفسه مع جيرانه من خلال معايرة أخلاقه مع
جيرانه على النحو التالي
هل هو محسن إليهم أم مسيء إليهم هل هو يكرمهم أو
يؤذيهم إن وجد المرء نفسه مكرما محسنا لجاره فالحمد
لله على إيمانه
الذي يسيء إلى جاره أو يؤذيه فقد يقع في نفي الإيمان
عنه
المعايير النفسية مع النساء والضعفاء
دفعه للإحسان إلى النساء واسترقاق قلبه للضعفاء ليكون
خيره ولطفه بالنساء سعياً أن يكون من خيرة الناس وهذا
من باب كسب مهارات في التعامل مع النساء فإن النساء هن
أمه وأخته وبنته وخالته وعمته وجدته وبنت أخته وبنت
أخوه وحفيدته
المعايير النفسية مع معايب الزوجة
ومحاسنها
الحث على الترغيب في تقبل
الزوجة بما فيها من محاسن وغض النظر عن العيوب طمعاً
أن يجعل الله تعالى فيما يجد مما يكرهه في الزوجة
خيراً من عند الله وتوضيح أن الذي يفعل ذلك يرتاح قلبه
وتسعد نفسه لأنه يتقي الله فيها مع توضيح الحقيقة وهي
أن كل إنسان فيه جوانب ترضي وأخرى لا ترضي وهو مطالب
أن ينظر إلى الإيجابيات وينميها ويغض النظر عما لا
يرضيه حتى يضمحل ويختفي
وهذا من باب كسب مهارات شرعية
تحفظ المرء من الوقوع في المشاكل الزوجية
المعايير النفسية مع الأخلاق
توضيح أن من أمرنا بالاقتداء بأخلاقه وهو
الأسوة الحسنة رسولنا صلى الله عليه
وسلم وقد
أشاد الله بأخلاقه وبين أنه على خلق عظيم وعائشة رضي
الله عنها قالت كان خلقه القرآن وقال هو عن نفسه إنما
بعثت لأصلح مكارم الأخلاق
ولذا كان هو المعيار الذي به نعاير أنفسنا ومن خلال
حبه لنا
يعاير المرء نفسه مع حبه لأخيه هل يحب له ما يحب
لنفسه
الإنسان يحب لنفسه دخول الجنة فهل يحب لإخوانه دخول
الجنة
الإنسان يحب لنفسه النجاة من النار فهل يحب لإخوانه
النجاة من النار وعذابها
الإنسان يحب لنفسه الصلاح والفلاح فهل يحب لإخوانه
ذلك
الإنسان يحب لنفسه البعد عن صحبة السوء فهل يحب
لإخوانه البعد عن السوء
الإنسان يحب لنفسه أن يكون في عافية من المخدرات فهل
يحب لإخوانه أن يكونوا في عافية من المخدرات وسائر
المنكرات
فإن كان الإنسان يحب لأخيه ما يحب لنفسه فأنه في خير
ونعمة وعلى خلق حسن
وإن كان يحب لنفسه هذه الأمور ولا يحبها لإخوانه فليحذر هذا وليعدل مساره في الأخلاق فيسعى لتحسين أخلاقه لتقوية إيمانه
صحبة السوء زملاء التعاطي
الحث على مواجهة أكبر وأعظم المشاكل التي دفعت للدخول في الإدمان وتمنع من الخروج منه وهي صحبة السوء زملاء التعاطي شياطين الأنس
مهارات لعلاج أصدقاء السوء
إن صاحب السوء هو السبب
الرئيسي وراء التعاطي فهو الذي ساعد على تنفيذ المعصية
الأولى التي وقع فيها المتعاطي
والمرء بعد وقوعه في المعصية عندما يتأثر بصديق السوء ويقتاد به في المعصية يسحبه صاحب السوء إلى مواقعه لأن صاحب السوء بشخصيته أقوى إرادة وتأثيراً في السوءً منه ولذا نتناول التعامل معه من خلال ثلاث محاور اثنان ينتبه لهما في صديق السوء هما غاية صديق السوء وخطورته والثالث كيفية تعامل المرء مع صديق سوئه
مهارات لعلاج الخوف من مواجهة المجتمع
الواقع في التعاطي في مرحلة
تعافيه يحتاج من يعينه على التفقه في أمور دينه التي
ينال بها محبة الله له ليتخطى عقبة الخوف من مواجهة
المجتمع من خلال تعريفه أن نظرة البغض لأصحاب المعاصي
هي علاج بالضغط الجماعي
وتعريفه أن نظرة البغض لأصحاب
المعاصي هي نظرة شرعية لزجرهم
نظرة البغض لأصحاب المعاصي
تعيد الإنسان إلى صوابه ليكون من أفراده
وتحذيره من الأفكار التي لا تتقبل النظرة الشرعية ببغض
أصحاب المعاصي من تجهيلها للبيئة الإسلامية ورميها
بالانغلاق وعدم التفهم لطبيعة مرض الإدمان
المدمن عليه أن يعلم أن المجتمع لا يجد له عذر على
معاصيه ولن يقبله حتى يصلح نفسه
المدمن لا بد
له من إصلاح نفسه حتى ينصلح له المجتمع
المدمن لن ينصلح إذا انتظر
صلاح الآخرين له قبل أن يصلح نفسه هو للآخرين حتى
يتجاوز المدمن عقبة الخوف من نظرة المجتمع ويتخطاها
عندما يجد للمجتمع العذر على نظرته لأعمال السوء ويكون
قد أدرك أنه لا يبغضه لذاته
عقوق مصاحب للإدمان
الإدمان أوقعنا في العقوق
لوالدينا لماذا ؟ وقعنا في العقوق لأن كل أب منا طلب
منا أن نتركل الإدمان فمن تركه فهو محسن بارا بوالديه
ومن لم يتركه فقد وقع في العقوق لأنه لم يكن على
رغبتهما فيما يطلبونه منه
حالنا وحال إسماعيل مع أبائنا
رأى نبي الله إبراهيم عليه
السلام رؤية بذبح ابنه إسماعيل
و«رؤيا الأنبياء وحي» فكان هذا
اختبار من الله عز وجل لخليله في أن يذبح هذا الولد
العزيز الذي جاءه على كبر، وقد طعن في السن، بعد ما
أمر بأن يسكنه هو وأمه في بلاد قفر، وواد ليس به حسيس
ولا أنيس، ولا زرع ولا ضرع، فامتثل أمر الله في ذلك،
وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلاً عليه
فجعل الله لهما فرجاً ومخرجاً،
ورزقهما من حيث لا يحتسبان.
ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح
ولده ، وهو بكره ووحيده الذي ليس له غيره، أجاب ربه
وامتثل أمره، وسارع إلى طاعته
والبعض منا يجد أبوه يطلب منه
ترك التعاطي فيعوقه ولم يقتاد بإسماعيل فما بالك لو
طلب منه ما طلب من إسماعيل لتهم أبوه بالجنون
حالنا وأمهتنا وحال جريج وأمه
كان رجل في بني إسرائيل تاجرا
يقال له جريج وكان ينقص مرة ويزيد أخرى فقال ما في هذه
التجارة خير لألتمسن تجارة هي خير من هذه فبنى صومعة
وترهب فيها وكان يقال له جريج
وكانت أمه تأتيه فتناديه فيشرف
عليها فيكلمها فأتته يوما وهو في صلاته
فنادته قالت أي جريج أشرف علي
أكلمك أنا أمك قال ربي أمي وصلاتي فأقبل على صلاته
فحزنت حزن شديد جعلها تدعي عليه أن يشاهد البواغي قبل
موته فما بالك بالمتعاطي وهو لا يجيبها لأنه غرقان في
سكره أليس من حقها تحزن
إثار سعادة من أفقدناه الابتسامة
تبصير المريض بما يسببه من
إيذاء للمحيطين به مع الإتيان بقصص فيها إيثار للآخرين
على النفس لترغيبه في إيثار سعادة آباؤه وأبناؤه
وزوجته على تعاطيه
الحذر من استغضاب الله
بالمخدرات وغيرها من المنكرات حتى لا يغضب الله عليه
ويغضب أهل سماواته ويأمر أهل الأرض أن يبغضوه وعند ذلك
يشتكي عدم تقبل الزوجة والأولاد والآباء والإخوان وهو
لا يشعر أن الله أبغضه من قبلهم وأبغضهم عليه
مهارات لعلاج العقوق ببر الوالدين
المعاملة مع أعظم حقوق
العباد وهما الوالدين تحتاج اهتمام ورعاية وغير ذلك من
أمور الإحسان التي تحتاج إلى التفقه في الكيفية التي
حث الشرع على الإتيان بها لتحقيق ذلك
فالابن مهما وجد من أبيه من قسوة أو مظلمة فإن عليه أن يتحمل الأقدار المؤلمة, وعندها يكون باراً قد عالج العقوق الذي هو أصل المشاكل بين الأب وابنه وليست علاقة الابن بوالديه علاقة تكافؤ ومماثلة إذا أحسن الوالد أحسن الولد أو أن الابن له أن يحاسب أبيه
مهارات لعلاج القطيعة بصلة الأرحام
إن الأقرباء تدور بينهم
المودة والمحبة ويؤجرون عليها في الدنيا والآخرة وإن
العزلة عن الأقرباء مع وحشتها يعاقب من يبدأ بها في
الدنيا والآخرة
وقطيعة الرحم تعتبر بالنسبة
للمسلم ذنوباً يجب عليه التخلص منها مهما كلفه ذلك من
جهد ومشقة
التعامل مع واقعنا من خلال قصة أيوب
من يتعرض لابتلاءات ربما تكون
من الوقوع في الماضي من زنا ولواط ومخدرات وغيرها من
المنكرات وقد تكون من باب عقوبة على الذنب فيكون المرء
في هذه الحالة أحوج ما يكون للصبر
ومن كان واقعا في الترويج
ويشعر أن له مكانة بين أمثاله المدمنين فلا يجعل
الحرمان الذي قد يتعرض له أن يعيقه عن التوبة وصلاح
الحال خوفا من الحوجة بل ينبغي عليه أن يتعامل مع
الواقع بما يرضي الله مستفيدا ً من حال امرأة أيوب
التي بعد مكانتها التي كانت عليها من النعيم تعمل
خادمة في البيوت ولم تقل إني كنت سيدة المجتمع ولكن
رضت بالواقع الذي أذن به الله
قصة أبو محجن
أبو محجن الثقفي الشاعر المشهور له صحبة كان فارس
قوي شجاع
كان أبو محجن هذا من الشجعان الأبطال في الجاهلية
والإسلام من أولي البأس والنجدة ومن الفرسان البهم
وكان شاعر تتغنى بقصائده العرب فقد كان يسمى صناجة
العرب
كان شاعراً مطوعاً كريماً ألا إنه كان منهمكاً في
الشراب لا يكاد يقلع عنه ولا يردعه حد ولا لوم لائم ،
وكان يدمن الخمر وكان يجلد عليها
وقفة مع قصة أبو محجن
إخباره كيف كان مخدوع في الخمر وهو يظن
أنها صالحة , وهي تهلك الرجال , لينظر المدمن في قصته
هذه وفي حاله ومدى الإهانة التي تعرض لها بسبب
المخدرات من إقامة حد بجلد وحبس بل إن أبو محجن في
جهالة الخمر وفي تغريبه كان أهون من تغريب مدمن اليوم
لأنه بين أظهر أهله وناسه ويشعر بنفورهم منه
فعلى المدمن أن يقتاد بمثل قصة أبو محجن
هذه كيف كان الشرب يضيع فروسيته وكان سيحرمه من جلب
النصر لدينه وأمته فإن في المدمنين ما عنده مواهب
عظيمة في مجالات كثيرة تفيد الأمة والدين وتجعل له
كيان عظيم لكن التعاطي يهينه ويخفي هذه المواهب فلا بد
للمدمن أن لا تقل شجاعته عن أبي محجن ويسطر ختاماً
لقصته في الإدمان بتوبة نصوحة يتبعها بعمل صالح حتى
الممات
الحث على ألا يترك المرء نفسه للإهانة
والتوبيخ الذي يتعرض له من الإدمان والتوضيح بأن
المدمن ليس انسان شرير بل عنده خيرات يستطيع أن يوجهها
توجيهاً صحيحاً يخدم بها دينه ومجتمعه وينفع بها
الإسلام
قصة ساره
للحث على أهمية
طاعة الله في حفظ المرء نفسه من الوقوع فيما يغضب الله
في الرخاء قبل الشدة
الاتيان بالأمور
التي ترضي الله فيرضي الله عبده ولو بجعل خوارق عادة
لحفظه في الشدائد
توضيح أن من يحفظ الله يحفظه
المريض دائم الشكوى من عدم تقبل الآخرين له وخاصة الزوجة والوالدين والأهل وغيرهم وهذا الأمر يسبب له الاستمرار في التعاطي
قبول المدمن
توضيح أن مسألة المحبة والتقبل هي من عند
الله
محبة الآخرين للمرء أو تقبل الآخرين له
هي ملك لله سبحانه وتعالى لا يعطيها إلا لمن يسترضيه
الذي يسترضي الله ويبحث في كل شيء يرضي
الله عنه حتى يحبه الله فيجعل له قبول عند الآخرين
ويجعل له محبة عندهم
المحبة ملك لله كحب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها أكثر من زوجاته وأخبر أن هذا ليس بملكه
أناس يسحبون للجنة بالسلاسل
نأتي بموضوع لامتصاص الغضب واحتواء كيفية
الإتيان للعلاج بالقوة من الآباء والأبناء والإخوان
من خلال توضيح لمعنى أناس يسحبون للجنة بالسلاسل من باب التوجيه لتصحيح المفاهيم التوضيح أن المرء بعد تعافيه سيعرف فضل مجيئه هذا أو خطأه في سوء ظنه بمن أتى به للعلاج
قصة أصحاب الكهف
نأتي بقصة أصحاب الكهف للحث على أهمية الابتعاد عن أهل المعاصي بالفكر والبدن وتوضيح أن الله تعالى يعوضه مكان ذلك الصحبة الطيبة وأهمية التمسك بطاعة الله مهما كانت المعاناة
بقصة أصحاب الأخدود
للحث على
أهمية التفريق بين الحق والباطل
والحث على أن يكون للمرء دور في نفع نفسه والآخرين في خدمة الدين والمجتمع
الاعتراف بفضل الله في توبتنا
نأتي بقصة ثلاثة
نحتاجها في تعافينا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كان
فيما كان قبلكم ثلاث نفر أبرص وأقرع وأعمى
وإن الله تعالى قضى أن يبتليهم فأرسل
إليهم ملك فقال للأبرص أي شيء تريد قال أريد لون حسن
وجلد حسن وأن يذهب عني ما قذرني الناس من أجله فمسح
عليه الملك فأعطى الجلد الحسن واللون الحسن ثم قال له
أي المال أحب إليك؟ أي المال تريد؟ قال الإبل فأعطى
ناقة عشراء على وشك الإنجاب وقال له بارك الله لك فيها
ثم بعد ذلك أثنان منهم نسب النعمة لنفسه وواحد نسب
النعمة لله فزاده الله نعيم وأخذ النعم من الأخرين
فليحذر المتعافي
أن ينسب تعافيه لنفسه يقول أنا اخذت البرنامج حلو أنا
عرفة أمسك الطريق بل عليه أن يقول الله وجهني للتوبة
وأصلح لي حالي
فوائد من قصة أبني آدم
الحث على تقبل المرء للنعم التي عنده والرضا بها دون النظر للنعم التي
عند الآخرين وما يتبع ذلك من السعي لاغتصابها من
أصحابها
الحذر من عدم تقبل تصرفات الوالد للأبناء ولو كان فيها تفضيل لبعض
الإخوان على المرء لأنه أب وفعل ذلك لشيء في نفسه
فيجب تغليب قبول الأب وتصرفاته على النزغات الشيطانية التي تدخل النفس
في الشعور بالظلم من تصرف الأب وتفضيله لغيره من
الإخوان والذي يتبعه من التفكير في الانتقام من الأخ
المفضول عليه حسداً
أخطاء يتعدى أذاها الأخرين
توضيح للمدمن أن أضرار تعاطيه
ليست قاصرة عليه ولكن هي متعدية يبلغ أذاها من حوله
والديه زوجته إخوانه أولاده وغيرهم
لحثه على إحياء ضميره ومحاسب نفسه على ما قدمه للآخرين
علاج الأخرين في وجدهم
الحث على التعامل بسماحه مع
من يبغضه أو يجد عليه
من خلال الحث على أخذ الهداية
من نبي الهدى والحذر من أخذ الهداية من غير السائرين
على نهجه
الحث على تحمل أخطاء الآخرين
مهما تألمت نفسه ومهما كانت شخصيته وأن الذي يسئ أقل
منه وذلك ابتغاء مرضاة الله
يقول النبي صلى الله عليه وسلم
لعائشة رضي الله عنها يا عائش اني أعلم إن كنت علي
راضيه وإن كنت علي واجده قالت كيف يا رسول الله أم
الوحي ؟ قال لا ولكن ان كنت علي راضيه قلت لا ورب محمد
وإن كنت علي واجده قلت لا ورب ابراهيم قالت
والله ما أهجر إلا اسمك يا رسول الله }
فبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم المبعوث لنا رحمة الذي شرع لنا الهداية ضرورة تحمل وجدان الأخرين علينا
مهارات لعلاج المشاكل الزوجية
لمسلم يندب له التصنع
والمجاملة لنسائه فيتصنع لهن طلاقة الوجه ويتكلف لهن
الابتسامة والكلمة الطيبة ومأجور على ذلك إن ابتغى به
وجه الله والواقع في التعاطي غالباً معاملته مع نسائه
غير ذلك لا يتكلف لنسائه ولمحاولة طمث مشاكل تعاطيه
لدى أسرته يشعرهم أنه ولي نعمتهن ويريد أن يكون صاحب
الأمر وهن صاحبات السمع والطاعة ولكي تدوم المودة
والرحمة التي بها تحصل السكينة الزوجية نتناول
قوا أنفسكم وأهليكم نار
نأتي بالحث على أهمية منع
النفس من نار جهنم عذاب الله في الآخرة لمن مات على
عصيانه
وكذا حثه على إصلاح نفسه ليكون قدوة في إصلاح من يعولهم
المسلمين وتفاعلهم مع التحريم
الناس يختلفون في التجاوب مع
تلقي الأوامر وخاصة إذا كانت في أمور هم على خلافها
فمنهم من يتجاوب من أول وهلة ومنهم من يحتاج توضيح
ومنهم من يحتاج توضيح أكثر حتى يتأكد من وضوح الأمر
عنده وكلهم في خير لأن المرء منهم متى اتضح له الأمر
استجاب سواء من أول وهلة أو بعد تأخير وهذا ما كان من
حال المسلمين في تفاعلهم مع تحريم الخمر في مراحلها
الثلاثة فكانوا خمس أصناف
[1]
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 72
[2]
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 73
[3]
صححه الألباني من رواية مسلم في صحيح الترغيب
2548
[4]
صححه الألباني في مشكاة المصابيح وقال متفق
عليه 4243
[5]
صححه الألباني في مشكاة المصابيح وقال متفق
عليه 4243
[6]
حسنه الألباني في صحيح
الترغيب 955
[7]
صححه الألباني في صحيح
الترغيب 3020
[8]
صححه الألباني في صحيح
الترغيب 3019
[9]
صححه الألباني في المشكاة وقال متفق عليه 2558
[10]
جمعتها من روايات صححها
الألباني في صحيح ابن حبان وغيره
2489
[11]
صححه الألباني من رواية البخاري ومسلم في صحيح
الترغيب 2548
[12]
قال الألباني في صحيح
الترغيب صحيح لغيره 2552
[13]
صححه الألباني من رواية البخاري في صحيح
الترغيب 2551
[14]
الألباني في صحيح الترغيب
صحيح 2555
[15]
صححه الألباني من رواية
مسلم في المشكاة4959
[16]
قال الألباني في صحيح
الترغيب صحيح لغيره 2559
[17]
قال الألباني في صحيح
الترغيب صحيح لغيره 2558
[18]
صححه الألباني في صحيح
الترغيب 2560
[19] صححه الألباني الترمذي هذا حديث حسن صحيح4993