بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول
إن حصن الحفظ من الإدمان وغيره من الشرور يأتي من عمل الإنسان المسلم بما وجهته الشريعة في التعامل مع نفسه الأمارة بالسوء وفي استجابتها للشيطان وما يحدث لها من انفعلات    
فلا بد من معرفة ما بينه الله لنا في التعامل مع النفس عموماً ومن معرفة أمره تعالى في التعامل مع الشيطان خصوصاً ومعرفة التعامل مع الانفعالات كما بينها رسول الرحمة والهدى حتى نعمل بما نعلمه من ذلك فنجد الحماية الربانية التي فيها حصن الإنسان من نفسه وشيطانه وغضبه وكل وانفعلاته

يقول تعالى {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)} [الشمس: 7 - 10] ويقول تعالى { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} [البلد: 10] ويقول تعالى{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)} [الإنسان: 3]

ويقول رسول الله في الرجل الذي غضب فاحمرت عيناه وانتفخت أوداجه { لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لذهب عنه ما يجد }[37] } ويقول { إن الله ليضحك إلى رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى الصلاة فيقول الله عز وجل لملائكته ما حمل عبدي هذا على ما صنع فيقولون ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك فيقول فإني قد أعطيته ما رجا وآمنته مما يخاف} (  [1] )

النفس آية كبيرة من آيات الله

فإنها في غاية اللطف والخفة، سريعة التنقل والحركة والتغير والتأثر والانفعالات النفسية، من الهم، والإرادة، والقصد، والحب، والبغض، وهي التي لولاها لكان البدن مجرد تمثال لا فائدة فيه، وتسويتها على هذا الوجه آية من آيات الله العظيمةولذا{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } أي: طهر نفسه من الذنوب، ونقاها من العيوب، ورقاها بطاعة الله، وعلاها بالعلم النافع والعمل الصالح.

{ وقد خاب من دساها } أي: أخفى نفسه الكريمة، بالتدنس بالرذائل، والدنو من العيوب، والاقتراف للذنوب، وترك ما يكملها وينميها، واستعمال ما يشينها ويدسيها.

وقد أقسم سبحانه بها فقال { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } أي : وحق من أنشأها من العدم في أحسن تقويم ، وجعلها مستعدة لتلقى ما يكملها ويصحلها .

والمقصود بتسويتها منحها القوى الكثيرة المتنوعة ، التى توصلها إلى حسن المعرفة ، والتمييز بين الخير والشر ، والنفع والضر ، والهدى والضلال .

والله سبحانه سوى النفس { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } والإِلهام : هو التعريف والإِفهام للشئ ، أو التمكين من فعله أو تركه ، والفجور : فعل ما يؤدى إلى الخسران والشقاء . والتقوى : هي الإِتيان بالأقوال والأفعال التي ترضى الله تعالى وتصون الإِنسان من غضب الله عز وجل .

فعرف سبحانه نفس الإِنسان وألهمها وأفهمها معنى الفجور والتقوى ، وبين لها حالهما ، ووضح لها ما ينبغي أن تفعله وما ينبغي أن تتركه ، من خير أو شر ، ومن طاعة أو معصية ، بحيث يتميز عندها الرشد من الغي ، والخبيث من الطيب

وبعد معرفة هذا كان لا بد من معايرة الإنسان لنفسه مع أطرافها ومعايرة النفس مع الشيطان ويعاير نفسه في تعاملاته حتى يختار لنفسه ما فيه صيانتها وحمايته من غضب الله   

وحتى يستطيع الإِنسان أن يصون نفسه من غضب الله عز وجل لا بد له من معرفة هذه المواد العلمية المعرفية المذكورة في هذا الأسبوع المسمى حصن الحفظ من الإدمان للعمل بمضمونها في مخالفة النفس هواها طاعة لمولاها وحفظها من الاستجابة للشيطان أو الاستجابة للغضب أو العصيان والتعامل مع الضغوط النفسية والتعامل مع الهموم والأحزان والحب، والبغض، وخاصة  تعرض هذه الأمور للإدمان

معايرة النفس مع أطرافها

حتى يستطيع الإنسان أن يعرف سلوكه وبالتالي من معرفة سلوكه يعالج نفسه

إن وجد نفسه مسلكه في طاعة الله فالحمد لله ينميه ويزيده

وإن كان مسلكه في غير طاعة الله فيعرف كيف يهذب نفسه ويقومها لله تعالى حتى تخالف هواها طاعة لمولاها فتحفظ نفسها من النفس لإمارة بالسوء وترقي نفسها اللوامة إلى نفس مطمئنة 

الحماية من تسلط الشياطين

الشيطان أول شيء يدعو ابن آدم إليه الكفر، فإن استجاب له فقد أعطاه زمامه، وقاده إلى كل شر وهلكة في الدنيا والآخرة.

فإن لم يستجب له في الكفر دعاه إلى البدعة في الدين، لأن البدعة لا يتوب منها صاحبها غالباً، لأنه يراها ديناً، فيفرح الشيطان به.

فإن لم يقدر دعاه إلى كبائر الذنوب، فإن لم يقدر على دعوته إلى الكبائر دعاه إلى الإصرار على الصغائر.

فإن لم يقدر على ذلك دعاه إلى أن يشتغل بالمباحات عن المستحبات، وأن يشتغل بما لا يعنيه.

إن الشيطان يشامم النفس، وينظر رغباتها فيأتيها من ميلها، ومن جهة محابها، فيفتح لها أبواباً من الشرور من جهة رغباتها وإراداتها

والله تعالى أخبر عن هذا العدو بأنه قال لله: { لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ } [الأعراف: 16، 17]

فحذر تعالى من خطر الشيطان، وغفلاته وخطواته، ومكائده وشهواته، قال الله تعالى:

{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)} [البقرة: 168] وقال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) } [فاطر: 6، 7]

 وأخبر تعالى أن الشيطان أقسم بعزة الله وقال{ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ ص 83 ] وهم المخلصين لله

فإبليس اللعين استثنى المخلصين من إغواء الشياطين فهم بإخلاصهم أقوياء بالله متوكلين على الله

وقد قال تعالى عن هذا العدو: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ} [النحل: 98 - 100]

 ليس له حجة، وليس له قدرة على المؤمنين المتوكلين على الله.

فمما ينجي أولاً وآخراً من شر هذا الشيطان ، التوكل على الله، والانقطاع إليه، وإخلاص العبادة كلها لله وحده، قال الله تعالى {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)}[الحجر: 42]

وهذا العدو المبين نؤمن بوجوده، ونعرف أثره، ونلمس نتائج شروره، أعاذنا الله والمسلمين منه، وهذا العدو قد قعد بكل طريق خير يصد عنه، ويدعو إلى ضده ولا بد للإنسان أن يحصن نفسه في التعامل مع الشيطن بضد رغاباته حتى يكون ممن استثناهم لعدم قدرته عليهم بإخلاصهم وتوكلهم على الله واتخاذه عدو ويكون مستحضراً لذلك دائماً في كل أموره حتى لا يغفل عنه

وحتى يستطيع الإنسان أن يصون نفسه من الشيطان أتينا بمواد علمية توسعنا فيها بمواضيع ثلاثة للمعيار النفسي مع الشيطان وكذلك علاج المكائد الشيطانية وعلاج الكيد الشيطاني حتى يستطيع الإنسان أن يصون نفسه منه فلا بد له من معايرة نفسه مع الشيطان في الحقائق الأتية  

الحقيقة الأولى عداوة الشيطان للإنسان

الحقيقة الأولى التي من خلالها يعاير المرء نفسه مع الشيطان وهي عداوة الشيطان للإنسان فيكون المعيار من خلال قوله تعالى {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ} [فاطر: 6] فالمعيار مع قوله تعالى في اتخاذ الشيطان عدو أم اتخاذه ولي

المعيار النفسي مع سلطان الشيطان

الحقيقة الثانية إن عباد الله ليس للشيطان عليهم سلطان إلا من أتبعه من الغاوين

وقد قال تعالى عن هذا العدو: { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ} [النحل: 98 - 100]

فالله تعالى لم يجعل للشيطان سلطان على إرادة الإنسان فإرادة الإنسان حرة واعية فبين الله هذه الحقيقة لإبليس {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر: 42] {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)} [الإسراء: 65] فبين الله لإبليس أنه ليس له سلطان على الإرادة الحرة لمن يختاروا طاعة الله أما سلطانه على من يختاروا بإرادتهم الحرة اتباع إبليس وبين الله تعالى لنا هذه الحقيقة في قوله تعالى {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100) } [النحل: 98 - 101]

فبين الله الحقيقة التي من خلالها يعاير المرء نفسه هل هو اختار بإرادته الحرة طاعة الله وموالاته أم اختار بإرادته الغواية وسلم قيادة نفسه للشيطان بدل طاعة الرحمن فهذا هو المعيار الذي يعاير المرء نفسه مع الشيطان هل هو ممن سلم إرادته للرحمن أو من سلم إرادته للشيطان

إرادته حرة لمن يسلمها فإن كان ممن سلمها لطاعة الرحمن فهو من عباد الله الذين بين الله تعالى للشيطان أنه ليس له سلطان عليهم لأنهم بالله مؤمنين عليه متوكلين فهؤلاء إن كنت منهم واخترت لنفسك ولاية الله فإنك بطاعتك لله وإيمانك وتوكلك عليه أنت الذي تقهر الشياطين بعون الله ونصره  

 المعيار النفسي مع وظيفة الشيطان

الحقيقة الثالثة التي من خلالها يعاير المرء نفسه مع الشيطان هي أن وظيفة الشيطان للإنسان لا تتعدى الوسوسة في صدره فليس له قدرة على الإنسان أكثر من الوسوسة في صدره بإلقاء الخواطر التي تزين المعاصي وتزين الانحراف عن سواء السبيل مع التسويغ لذلك بالحجج البالغة فتجده يدفعه للإثم والمعاصي يوسوس له ذلك ويسوغه له

فمثلاً يدفعه لتعاطي الحشيش ويسوغ له أنه إذا تعاطى الحشيش وقف في الصلاة واستطاع أن يتدبر معاني الكلمات التي تقرأ عليه

يدفعه لتعاطي الحبوب ويسوغ له ذلك أنك لن تستطيع أن تواجه الآخرين إلا إذا تعاطيت

فهذا الذي يستطيعه الشيطان أن يسوغ أو يوسوس ليس أكثر من ذلك على الإنسان

وهذا الأمر بينه الله تعالى في سورة الناس {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)} [الناس: 1 - 6]

فهذا دوره الوسوسة في الصدور يلقي الخواطر التي ينبغي أن تكون لنا محور ومعيار مع أنفسنا

هل نحن عندما يوسوس لنا الشيطان هل نتقبل هذه الوساوس

أم أننا بمجرد أن نجد خواطر هي من إلهام السوء أو تسويغ السوء نعلم أنها من الشيطان فلا نقبلها ونردها فيضعف معنا الشيطان

فالذي هو على خير ونعمة هو الذي ينتبه لهذا الأمر وهو الذي يعلم أن الشيطان لا يملك إلا الوسوسة ولذلك تجده مجرد أن يجد خواطر بسوء فيعلم أنها من الشيطان فيستعيذ بالله فيكون بذلك قوي لماذا ؟! لأنه استعاذ بالله من هذا الشر فإنه تعالى لا يلجأ إليه عبد فيتركه خاصة عباد الله الصالحين

فهذا الذي هو عندما يعاير نفسه يعلم أنه في خير ونعمة

المعيار النفسي مع دور الشيطان في حياة الإنسان

الحقيقة الرابعة التي نعاير أنفسنا أيضاً من خلالها هذه الحقيقة تستخلص في أن الله جعل دور الشيطان في حياة الإنسان التوازن بين دوافع الخير ودوافع الشر

هذا هو دور الشيطان في حياة الإنسان

الله جعل له هذا الدور أيضاً حتى يكون هذا الأمر يجعل الإنسان إذا وقع في معصية أن يحمل معصيته للشيطان

وهذا الأمر العظيم الذي ينبغي أن ننتبه له من خلال هذه الحقيقة لأن الإنسان إذا وقع في المعصية ويرمي الحمل على أن الشيطان هو الذي يوسوس له هو الذي يدفعه له عند ذلك يعلم أنه ليس إنسان شر هو ليس إنسان شرير ولكن الشر هذا بدافع وسوسة الشيطان

فعند ذلك يلجأ لله ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويستغفر الله على ذنبه وهذا هو ما يقهر الشيطان عندما يجد الشيطان أن إغواؤه كله قد ذهب هباءً باستغفار هذا الذي وقع في المعصية باستغفاره لربه أو برجوعه بتوبة

عند ذلك يعلم الشيطان أن كل مجهوده الذي أغوى به هذا ذهب هباء باستغفار هذا ولجوئه لله

إذاً وجود دور الشيطان في حياة الإنسان هو خير للإنسان العاقل الذي يفهم لأنه إذا وقع في معصية يحملها للشيطان وتكون النتيجة أنه يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم

يتذكر فيلجأ لله فيستغفر فيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند ذلك يغفر له الله ويعينه وهذا الذي أردنا أن نبينه أن يعاير الإنسان نفسه من خلال هذه الحقائق التي ذكرناها فمن علم بهذا وعمل به فقد صان نفسه من الشيطان وهذا أمر سهل كما عرفنا لأن الله لا يأمرنا إلا بما نقدر عليه

فأنت يا من تعرضت للإدمان لا تبتئس ولا تيأس فأنت بعدما علمت بهذا أعمل به فتصون نفسك من الشيطان وهذا أمر سهل كما عرفنا لأن الله لا يأمرنا إلا بما نقدر عليه وأنت تقدر فقل { لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } ([2]) أي فوضت أمري إليه لا إلى غيره فلا أرجو ولا أخاف إلا منه سبحانه فهو كافيني ونصيري

علاج الكيد الشيطاني

وفي هذه المادة توضيح عداوة الشيطان لابن آدم منذ إيقاعه لآدم في المعصية التي أخرجته من الجنة ثم توضيح المعارك المستمرة بين الشيطان وبني آدم والأمر من الله بالتحذير من الشيطان واتباعه والأمر باللجوء لله للتقوى في دفع الشيطان وكيده

وفي هذه المادة تجد ما تحتاجه

علاج المكائد الشيطانية

توضح فيها أهمية حفظ النفس والمكان من الشيطان بذكر الله وكذا حفظ المأكل والمشرب بالتسمية وخطورة عدم التسمية في تمكين الشيطان من المبيت والأكل والشرب وما يتبع ذلك من إيذاء من الشياطين للمرء ومن معه في بيته

فلن ندفع شر إبليس لعنه الله، ولن نبطل مكائده، ولن ننجو من غوايته وفساده إلا بالاعتصام بالله تعالى، قال الله عز وجل: {وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَىى صِرٰطٍ مّسْتَقِيمٍ} [آل عمران:101].

التعامل مع الغضب والانفعالات

الغضب هو استجابة لانفعال يتميز بالميل إلى الاعتداء وهو غليان القلب وثورة النفس لأجل الانتقام وإذا جاءت الأسباب المهيجة للغضب شق على الإنسان منع نفسه وقهرها وكفها ولذا نتناول التعامل مع الغضب المذموم والذي تركه شعبة من شعب الإيمان

والمرء تتكون عنده مناعة للغضب على قدر سعيه لتحلي بالأخلاق الحسنة كالصفح  والعفو والإحسان وكظم الغيظ والكرم والسخاء والتواضع وغيرها, فإن النفس إذا تخلقت بالأخلاق الحسنة وصارت لها عادة دفعت الغضب عند حصول أسبابه

العلاج لمشكلة الغضب

من خلال محاور ثلاثة هي

المحور الأول دفع الغضب

المحور الثاني رفع الغضب

المحور الثالث احتساب الأجر على كظم الغيظ

 التعامل مع المخاوف

حصانة عامة بينها النبي صلى الله عليه وسلم هي كفاية من كل شيء نحتاجه بقراءة قل هو الله أحد والمعوذات تكون عندك كفايات عظيمة من المخاوف والظلمة والرياح الشديدة والوحدة في الأماكن المخيفة وغيرها

قال صلى الله عليه وسلم { قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء } ([3])

ما أعظم هذه الكلمات تكفيك من كل شيء قراءة هذه السور الصغيرة تكفيك جلب النفع والخير تكفيك دفع الشر والضر تكفيك في الحفظ من الشياطين تكفيك من همومك وغمومك وكروبك

تكفيك في تحصين نفسك من كل شيء

تكفيك حتى في مرضك فعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وكان صلى الله عليه وسلم إذا كان في ظلمة وتغير أحوال بريح شديدة يأمر بالتعوذ بهذه السور

فعن عبد الله بن خبيب قال {خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا قال فأدركته فقال قل فلم أقل شيئا ثم قال قل فلم أقل شيئا قال قل فقلت ما أقول قال قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء} ([4])  

الظن في الله

المتعاطي يشعر بأنه بمفرده وفاقد الثقة في كل من حوله علاوة على ضعف إيمانه فنحثه على أهمية تحسين ظنه في الله وأنه سيعطيه سؤله ويصلح أحواله ويجلب له النفع ويدفع عنه الضر ويحفظه وقت الشدة وهو كفيله إن وقع في مسألة وحثه على أن يبين لله أن الله ربه المدبر لأمره المصرف لقلبه ليكون بهذا اليقين ظنه بالله فيكون الله عند ظنه وتحذيره من الظن في المديات وترك الظن في الله خاصة عند الحاجة وما يتبع ذلك من الحرمان من الدعم الرباني

بل جعله دائماً في معية الله أي أمنه ورعايته بدعائه وذكره وحسن ظنه بالله

’’ يقول الله سبحانه أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني ‘‘(  [5] )

’’ يقول الله سبحانه أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ‘‘

’’ يقول الله سبحانه أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ‘‘(  [6] )

علاج النوم

أن البعض يبذل مجهود عظيم في محاولة الحصول على النوم وربما قضى وقت طويل في ذلك والبعض قد يصاب بالأرق في نومه وكل هذا يسبب قلة ساعات النوم مما يجعل المرء مصاب بالخمول والكسل عندما يستيفظ لأنه لم يأخذ قسطه الكافي في النوم والبعض يعاني مما يراه في نومه من أحلام مزعجة تخيفه أحياناً من الإقبال على النوم من شدة ما يرى

لذا نتناول موضوع النوم من خلال ما رغبت فيه الشريعة

بتوضح كيفية التعامل مع اضطرابات النوم أو غيرها بدون استخدام أدوية كيماوية ولكن باستخدام الأدوية الربانية التي تكسبه مهارات من الهدي النبوي تمكنه من نوم هادئ مريح يقوم منه مرتاح طيب النفس نشيط أصاب الخير  

علاج العصيان بطلب الغفران

لتعويده على متابعة زلاته باللجوء لله وطلب محوها وهذه تجعله مستحضراً قدرة الله العظيم وضعف النفس التي لا تستغني عن تصريف الله لها وهذه هي العبادة والمرء قمة ضعفه لله وأن الله هو المتصرف في أمره وتحذيره من سوء الخاتمة

 الهموم والأحزان

توضيح أن الله تعالى الذي خلق الإنسان وهو الذي يعلم صلاحه قد شرع له ما يزيل به همومه وأحزانه من أدعية إن أتى بها أزالت كروبه

الحث على الاهتمام بالأدعية والقرآن ليجعله أمامه وإمامه ليكون ربيع قلبه ونور صدره وجلاء همه وأمامه وإمامه وقائده إلى جنات النعيم

الحث على حفظ الأدعية التي تعالج النفس للإتيان بها عند تعرض النفس للمهالك قبل الاسترسال فيها لسرعة زوالها وانشراح الصدر

زوال الهموم باللجوء لله

الأعمال التي يأتي بها ليزيل بها الهموم منها

الدعاء مباشرة لإزالة الهم اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولو انشغل المرء بهذا عن سؤال ربه مسألته

وبهذا يجد أمران خير الدنيا والآخرة

 علاج البلاء

توضيح أن المرء يتعرض للبلاء بأنواع كثيرة

قد يكون البلاء بفقد عزيز بمرض بالحسنات بالسيئات بموت ولد قد يكون البلاء بالآخرين حتى الخوف والجوع ونقص الثمرات والأموال والأولاد كل هذا من أنواع البلاء لينظر الله تعالى من الذي يجاهد نفسه ويعلم الصابرين

الصبر على البلاء يورث الجنة

معرفة أن البلاء وارد وقوعه

الصبر على البلاء فيه الفرج والنجاة

إذا كان البلاء من أهل السوء تكون الوحدة خير

البلاء من غير أهل السوء المرء يصبر نفسه عليه

مخالطة الناس مع تحمل أذاهم خير له من عدم مخالطة الناس وعدم تحمل أذاهم

التعامل مع البلاء من خلال الرضى بما أذن به الله والاستسلام لقضائه وقدره وتفويض الأمر لله

الأجر على قدر البلاء

 

مهارات لعلاج الشوق ومحاوره

أن المؤمن قد يعتاده ذنبه من وقت لآخر, والعبد قبل أن يعمل الذنب يسبق العمل هم بالذنب والذي لا يستطيع العبد منعه لكنه يستطيع دفعه وعدم تحويله من هم لعمل فيكتب له حسنة إن كان ابتغاء وجه الله, وهذا الهم الذي هو حديث النفس, هو أكثر ما يعانيه التائب من المخدرات عندما تنازعه نفسه بالمعصية وهو ما يعرفه بالشوق

ومحاور الشوق ثلاثة هي

المحور الأول معرفة أن الشوق وارد

المحور الثاني معرفة أنك مأجور على شوقك

المحور الثالث عمل أشياء تدفع بها الشوق كي لا يتغلب عليك وينقلب إلى عمل

 الاستقامة علاج المراوغة

الذين استقاموا لله بطاعته،لم يراوغوا روغان الثَّعْالب وروغان الثعالب هو التذبذب بين الطاعة والمعصية، وانعقاد القلب عليها والمخادعة، فمن كان هذا حاله ليس في قلبه خوف ولا خشية من الله تعالى، ساعة في طاعة وساعات أخرى يروغ روغان الثعالب، لا يستقيم على حال، لا هو إلى أهل الإيمان ولا إلى أهل الطغيان، حاله ذو وجهين ومن كان هذا حاله يخشى عليه من سوء الخاتمة لما قد يكون عليه القلب من ميله وحبه للمعاصي، وإيثاره لها عن طاعة الله ورضاه 

فلا يؤمن العبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه .

قصة أصحاب السبت

 

تأتي القصة من باب توضيح أهمية طاعة الله والحذر من المراوغات والتحايل والمكر

والحذر من الوقوع في أن نأتي بالحيل على أمر الله وما يتبع ذلك من عذاب الله 

علاج النفس بذكر ما بعد الموت

من ذكر القبر والنار والحث على طلب النجاة منها

توضيح أهمية طلب هذا من الله وتقديمه على الإحساس بالسعادة والفرحة بالنسب والشرف في الآباء والأزواج مهما علت مراتبهم

لما في استحضار هذه الأمور من سعي لصلاح النفس ليحفظ المرء نفسه بالابتعاد عن المعاصي من الوقوع في عذاب القبر وعذاب جهنم

التفاعل مع أقوال الله ورسوله 

وفي هذا المواد أهمية العمل بما بلغه من أقوال الله ورسوله من خلال قصص تبين كيفية التفاعل مع أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم

للحذر من معارضة أقوال الله ورسوله بأقوال بشر على خلاف لكلام الله ورسوله

وتقديم الهداية الربانية على غيرها من الأهواء البشرية والدين يؤدي لزيادة اليقين 

 

حفظ الله لمن يحفظه

توضيح وبيان التوصية الشرعية للحث على الأخذ بها وهي أن من يحفظ الله يجد الله يحفظه ويجد الله تجاهه ويجد الله أمامه

الحث على الأخذ بهذه التوصية الشرعية حفظ الله

الهدف أن يحفظ الله المرء

الحفظ من الله فيدفع عنه السوء

يجلب له النفع ويجعل نفسه مطمئنة

المقصود بحفظ الله

أن يحفظه في أوامره ونواهيه

حفظه في طاعته

يحفظه في اجتناب معاصيه

حفظ الله في كل الأحوال

النتيجة أن الله يحوط المرء يهديه يحميه ويصونه يكون ناصرا له يكون في معية الله يدفع عنه الشر ويجلب له الخير

[7]

[8]

[9]

[10] ورواه الطبراني موقوفا بإسناد حسن ولفظه (صحيح لغيره موقوف) , صحح وقفه  الألباني لغيره في صحيح الترغيب 629

[11] رواه أحمد وابن حبان في صحيحه, حسنه  الألباني لغيره في صحيح الترغيب 631

[12] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب صحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد , صححه الألباني في صحيح الترغيب 655

[13]حسنه الألباني في صحيح الجامع  6345  

[14]صححه  الألباني لغيره في صحيح الترغيب 461  

[15],صححه الألباني في صحيح الجامع 4316

[16],صححه الألباني في صحيح الجامع 4315 , 8138

[17]

[18] فتح الباري لابن حجر 14/ 221

[19]

[20] حسن الترمذي 3828

[21]

[22] حسن لغيره الألباني 630



 

 

[3] رواه أحمد والترمذي, حسنه محققوا الترغيب والترهيب

[4] رواه أبو داود, وصححه الألباني في المشكاة 749

 

 

[9] [ سورة التوبة الآية 129]

[9],صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2388