في
وقفات مع أركان الإسلام نتناول نبذة عن ركن الزكاة فالزكاة
قرنت مع الصلاة في
آيات كثيرة من القرآن وأفرد الله الأمر بها بقوله ( خذ من أموالهم صدقة
تطهرهم وتزكيهم بها ) وأيضاً أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل
حين ما أمره أن يذهب لليمن فقال له إنهم أهل كتاب فأمرهم أن يشهدوا أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له وأنت محمداً رسول الله فإن شهدوا فأخبرهم أن
الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن هم أطاعوك فأخبرهم أن الله
تعالى يأمر أن تأخذ من أغنيائهم صدقة ترد إلى فقرائهم فهذه الزكاة أحد
أركان الإسلام فهي التي تغرى وزكاة لمال صاحبها ونفسه وتكون على المال الذي
بلغ نصاب ومر عليه سنة سواء كان في الذهب أو الفضة أو الأوراق
النقدية أو السائمة فقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم أن نصابها عشرون
مثقالاً أي عشرون ديناراً من الذهب والدينار أربعة جرام وربع فيكون خمسة
وثمانون جراماً إذا مر عليه عام دون أن ينقص فيخرج عليها زكاة اثنان ونصف
في المئة هذا بالنسبة للأموال أما بالنسبة للسائمة فقد حددها الشرع كم يكون
للإبل وكم للغنم وكم للبقر وغيرها من الأموال وهذه الزكاة عليك أن تعلم أن
الله توعد مانعها بالعذاب الشديد فقال تعالى ( والذين يكنزون الذهب والفضة
ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم
فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم
تكنزون ) عذاب شديد بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ما من صاحب ذهب
ولا فضة لا يؤدي حقها إلا صُفحت له يوم القيامة صفائح من نار يحمى عليها في
نار جهنم فيكوى بها جبهته وفي جانبيه وفي ظهره ثم تعاد فيحمى عليها إذا ردت
ويعاد عليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يرى سبيله إما إلى جنة
وإما إلى نار هذا أيضاً من أنواع العذاب حتى تكون جزاء لمن لا يستخرج هذه
الزكاة من ماله في الدنيا ويبخل على الفقراء أصحابها هذا جزاؤه وأيضاً من
أنواع العذاب التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً ما من صاحب مال لا
يؤدي زكاته إلا مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرعاً أي حية كبيرة ضخمة له
زبيبتان يعبر عنه بشدقيه فيقال له هذا مالك هذا ما كنزت فيتبعه وهو يهرب
حتى إذا وجد أنه لا بد فيأكله من ذراع فإذا فرغ أكله من ذراعه الآخر فهذا
جزاؤه وأيضاً لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب الأموال الأخرى من
الإبل والبقر والغنم فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولا صاحب إبل ولا
بقرو لا غنم لا يخرج حقها إلا أبطح لها يوم القيامة في أرض ملساء فتأتيه
فتضربه بأظفارها وإن كان لها قرون فبقرونها تأتي يوم القيامة وليس
بها عرج ولا مكسورة القرون وهذا حاله يوم القيامة تنطحه أولاها وترد عليه
أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي الله بين العباد فيرى
سبيله إما إلى جنة وإما إلى نار هذه نبذه عن الزكاة ليعلم المرء ما جاء في
حقها بصورة بسيطة سهلة تجعل كل إنسان عنده مال تجب فيسه الزكاة يخرجه بطيب
نفس وهو يريد أن يمنع عن نفسه هذا العذاب هذا كله في الآخرة أما حكم مانعها
في الدنيا فإن كانوا جماعة وذو شوكة قاتلهم الإمام إن كاونا فرد أخذها
الإمام منه قهراً