نسأل الله أن يحفَظَ بلادَ المسلمين من كلِّ سوء وأن يعيذَنا من الشرّ والفساد وأن يمنحَنا الاستقامة والثباتَ على الحقّ وأن يعيذنا من زوال نعمته ومن تحوُّل عافيته ومن فُجاءة نقمته وأن يهديَ ضالّ المسلمين ويبصِّر جاهلَهم ويوقِظ غافلهم ويدلَّهم على الخير والهدى إنّه على كل شيء قدير  نسأل الله أن يرفعَ البلاء عن أمّة الإسلام وأن يرزقَهم العودةَ إلى شرع الله ليُخلِّصوا أنفسَهم من هذه الأباطيل والضلالات إنّه لا مخلِّصَ لهم من المخدرات وسائر المنكرات إلاّ رجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله  فعليها تنصلح القلوب وتجد الهداية من علام الغيوب وتجد السعادة بزوال الكروب   


ماذا أفعل في هذه الأمور

الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة

 الحاسد العائن الصحبة الشوق السلوك الغضب العصيان الكذب القطيعة الزوج العقوق القيامة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كيفية إيجاد الدافعية للعلاج عند المتعاطي

لقد أوجد ابن مسعود الدافعية عند زاذان لترك التعاطي والغناء من خلال توجيه زاذان لتوظيف ما عنده من تميز في طاعة الله

وهذا النوع من التوجيه من أكثر ما يؤثر في قلب المتعاطي لتقبل التوجيه الذي يرجعه إلى الله 

زاذان أبو عُمَر الكِنْديّ مولاهم ، الكوفي البزَّاز الضرير , الإمام المحدث أحد العلماء الكبار ، كان صاحب لهو وطرب

كان زاذان غلاما حسنَ الصوت ، جيد الضرب بالطُّنْبُور وكان مرة يعزف له رفقائه وهو في وسطهم يغني , فمرَّ بهم عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل فلما رأى حالهم تفرقوا عنه وصاحوا به فدخل ابن مسعود فضربَ الباطِيَةَ  ، بدَّدَها وكسر الطُّنبور ، ثم أمسك بزاذان وهزه ثم قال: لو كان ما يُسمَعُ مِن حُسنِ صوتِكَ يا غلامُ بقراءة القرآن كنت أنت , أنت , يعني كنت أنت المرتفع شأنه عند ربه وكنت أنت المقرب إلى ربه في جناته , ثم مضى عبد الله بن مسعود فالتفت زاذان إلى من بقى من أصحابه وسألهم من هذا ؟ قالوا له هذا عبد الله بن مسعود قال عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له نعم فألقى في نفسه التَّوْبة ، فبكى زاذان ومضى يبكي حتى صاح بعبد الله بن مسعود فوقف له , فأخذ بثوبه ووقف بين يديه وقال تُبت والله مما أفعل قد حاربت ربي , تُبت والله مما أفعل فبكى عبد الله بن مسعود واعتنَقَه وقال مرحباً بمَن أحبَّه الله ، مرحباً بمَن أحبَّه الله ، اجلس , ثم دخل وأخرج له تمراً و لازم زاذان الكندي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وتعلم منه الحديث والقراءة وأصبح بعد ذلك إماماً محدثاً بعد ما كان موسيقيا  , ًبعد ما كان مطرباً مغنياً , بعدما كان سكيراً ، تعلم القرآن وأصبح إماما ًفي العلم ومن أئمة الزهد رُوي أنه قال يوما ً: إني جائع ، فسقط عليه رغيفٌ مثل الرَّحا

  مات سنة اثنتين وثمانين

قصة زازان هذه أقرب ما يكون لحال الواقعين في الإدمان ( سكر وغُُنى ودق عود ) لكنه ترك كل هذا بتوبة نصوحة صدق فيها مع الله لم يفكر في قبول المجتمع له أو أن نظرة المجتمع لم تتغير اتجاهه كمغني سكير فاسق ومثل هذا التفكير الذي يعوق التوبة وربما يؤدي إلى انتكاسة ,  ولكن كان المهم عنده أنه حارب الله بالمعاصي ولابد له من استرضاء ربه والالتزام بطاعته , فرضى الله عنه وأرضى عنه مجتمع عصره ومجتمع العصور من بعده حتى إننا نذكره بعد أكثر من ثلاثمائة عاماً وألف لنثني عليه ونقتاد به        




كيفية إيجاد الدافعية للعلاج عند المتعاطي                                                                            لقد أوجد شعبة بن الحجاج الدافعية عند القعنبي لترك الفجور من خلال إبراز وذم ما عنده من قبائح بصورة غير مباشرة لتنفيره منه      وهذا النوع من التوجيه يوقظ المتعاطي من الغفلة ويجعله ييتبرأ من المعصية بإعلان ما يقابلها من فضيلة ويقبل التوجيه الذي يرجعه إلى الله                                                              قصة القعنبي        القعنبي هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي من رجال الحديث الثقات من أهل المدينة روى عنه البخاري ومسلم , كان يشرب النبيذ ويصحب الأحداث  فدعاهم يوماً وقد قعد على الباب ينتظرهم , فمر شعبة بن الحجاج على حماره والناس خلفه يهرعون , فقال: من هذا ؟ قيل شعبة . قال : و من شعبة ؟ قالوا محدث , فقام إليه وعليه إزار أحمر فقال له : حدثني فقال له ما أنت من أصحاب الحديث فأحدثك , فأشهر سكينة وقال: تحدثني أو أجرحك ؟ فقال له :حدثنا منصور عن رِبّعيّ عن أبي مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إذا لم تستحي فاصنع ما شئت } قال استحييت ورمى سكينه ورجع إلى منزله , فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فهراقه , وقال يا أماه : الساعة أصحابي يجيئون فأدخليهم وقدِّمي الطعام إليهم , فإذا أكلوا فخبريهم بما صنعت بالشراب حتى ينصرفوا , ومضى وقته إلى المدينة , فلزم مالك بن أنس , فأثر عنه ثم رجع إلى البصرة وقد مات شعبة , فما سمع منه غير هذا الحديث , أصله من المدينة وسكن البصرة ومات بمكة , قيل عنه ما وجدنا أحد يحدث لله إلا القعنبي كان مجاب الدعوات وعُدّ من الأبدال   , ما كتب عن أحد أجل منه  كان عابداً فاضلاً , ثلاثين سنة يسمع لمالك , قرأ مالك عليه نصف الموطأ وقرأ هو على مالك النصف الباقي , لم يرى أخشع منه      يقول عنه أحد العلماء حدثني القعنبي عن مالك وهو والله عندي خير من مالك   كان مالك يحدث في مجلسه فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله قدم ابن قعنب قال متى ؟ فَقرُبَ قدومه , فقال مالك : قوموا بنا إلى خير أهل الأرض   القعنبي كان في صغره وشبابه يشرب مثل حال كثير ممن وقع في الإدمان , لكن المدمن في شره أثناء التعاطي صعلوك في شر القعنبي قبل توبته ، فالقعنبي كان يصحب الأحداث ويحمل الموسى السكاكين وفي يوم وهو أمام منزله ينتظر أصحابه وجد موكب يمر عليه , فعندما شاهده الفتى المعادي للبشر سأل ما هذا فقيل له شعبة المحدث , فاعترض الموكب بكل فجور وقصد شعبة وقال له حدثني , فحدثه شعبة حديث واحد فقط , استقبله وافق مكان في قلبه تفاعل معه , وهذا ما ينبغي على العبد أن يفعله أن يعطي نفسه فرصة ليتفاعل مع ما يسمعه من وعظ ونصح , من شريط من خطبة من درس من كلام طيب , ويخشى على نفسه من السماع لما فيه الخير وعدم التأثر به خوفاً أن يكون حاله في الاستجابة للشر فقط , القعنبي حديث واحد جعله يستجيب ويعود إلى الله تائب صادق يرجوا رحمة ربه جاد في توبته , رمى بسكينه وأهرق الخمر الذي عنده وترك أهل السوء ومضى إلى الحرم المدني يعبد الله هناك حتى تبدل حاله فأصبح في صلاح وتقوى وتعلم العلم الشرعي حتى أصبح من أهل العلم فلازم الإمام مالك حتى أصبح من أقرب تلامذته , وعلى العبد التائب أن ينظر كيف كان المجتمع يخاف القعنبي ويخشى شره , أصبح المجتمع كله يتقبله ويسيده وينتفعون بعلمه ويستفيدون من زهده وورعه , مع استفادة البشرية منه في زمانه وزمان ما بعده  إلى يومنا هذا , وهو إمام جليل روى موطأ مالك والنسخة التي رواها من أشهر نسخ الموطأ الموجودة في عصرنا  ونسخته لازال ينتفع بها منذ أكثر من مائتان عاماً وألف فينبغي على العبد العائد إلى الله بعد قراءته لكلام أهل العلم عن القعنبي أن يسعى هو أيضاً بصدق مع الله ويقبل عليه بهمة وإخلاص , يحبه الله ويقبل عليه بقلوب البشر , فينصلح له المجتمع ويتقبله دون أن يبذل مجهود في السعي لذلك لأن الله إذا رضا عنه فسوف يرضي عنه المجتمع         من رسالة علاج السلوك والمخاوف عند المدمنين  


الرجاء

هو الطمع في رحمة الله ودخول الجنة التي هي الدار الجامعة لكل نعيم، وأعلى ما فيها النظر إلى وجه اللّه، وهو من النعيم الذي ينالونه في الجنة

الرجاء ثلاثة أقسام : نوعان محمودان ونوع مذموم

 الأول : رجاء رجل يعمل بطاعة الله على نور من الله يرجو ثواب الله

الثاني : رجاء رجل إذنب وتاب إلي الله جل وعلا وهو يرجو مغفرة الله عز وجل وقد تورثه هذه المعصية انكسارا وذلا لله سبحانه تدفعه إلي الطاعة

القسم الثالث هو المذموم: رجاء رجل متماد في المعاصي والذنوب تارك للعمل والطاعة وهو يرجو رحمة الله عز وجل

 أعلم أن العبد كلما قوى إيمانه تهيج عنده الخوف من النار والرجاء للجنة ولذلك من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات‏

ولذا ينبغي أن يكون خوف العبد ورجاؤه واحدا، أي : يجعلهما كجناحي الطائر، والجناحان للطائر إذا لم يكونا متساويين سقط. وهذا من أفضل ما يعين على الاستقامة على الدين

فالمؤمن ينبغي أن يسعى إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء، ويغلب الرجاء في جانب الطاعة لينشط عليها ويؤمل قبولها، ويغلب الخوف إذا هم بالمعصية ليهرب منها وينجو من عقابها.

وعلى هذا فالعبد يسعى بين الخوف والرجاء على حسب ما يتناسب وحاله مع الطاعة والمعصية سعياً لصلاح نفسه

فقد يعرض للإنسان حالات يغلب فيها الرجاء وحالات يغلب فيها الخوف

لكن مع ذلك لانحكم به على كل فرد من الناس

ولذا ينبغي على الواعظ الموجه للنصح سواء كان أباً أو مربياً أن يراعي حال من يتعامل معه ويقدم له التوجيه المناسب, فمثلاً عندما يوجه عبداً واقع في معصية إدمان المخدرات والتي تتم باجتراف مجموعة من معاصي كثيرة معها وصار صاحبها لا يردعه الخوف من العواقب الأخروية ولا العقوبات الدنيوية أي لا يردعه قرآن ولا سيف سلطان, وربما يكون وقع في إحباط أو دخل في  دور يأس من أن ينصلح حاله أصلاً, فهذا توجيه الصلاح له يكون بترغيبه في فضل الله ليطمع في رحمته وغفرانه ويرجوا جنته فيقبل على طلبها من خلال إسماعه لآيات وأحاديث الترغيب والرجاء كقوله تعالى ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾[الحجر  الآية (49)]

وقوله في الحديث القدسي{ يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة}

لأن واقع حال المدمنين أن أغلبهم يستجيبوا للترغيب أكثر من الاستجابة للترهيب والإنكار كما فعل العالم مع قاتل المائة نفس فقد جاء إليه وهو قاتل مائة نفس فطمعه في رحمة الله وأن له توبة ثم وجهه إلى تغيير البيئة بترك القرية التي يفعل فيها المعاصي ليذهب إلى قرية أهلها صلحاء فاستجاب واتجه لها مباشرة

وبذلك يتبين أن هناك حالات تنفع فيها تقديم الرجاء على الخوف, كما أن هناك حالات تنفع فيها تقديم الخوف على الرجاء إذا كان الترهيب يخيفه أكثر ويجعله يقبل على طاعة الله  

فالموجه يكون حكيماً في توجيهه فيقدم ما يؤدي إلى صلاح العبد بالابتعاد عن المعصية والإقبال على الطاعة

 

الرجاء

صفة الحشر

{ أنكم تحشرون رجالاً وركباناً وتجرون على وجوهكم}{ يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أصناف ركباناً ومشاة وعلى وجوههم}الناس يحشروا على ثلاث طرائق                  الأبرار والمخلطين والكفار

المؤمنون, الأبرار منهم يحشروا مكرمين بالركوب

 فالأبرار الراغبون إلى الله جل ثناءه فيما أعد لهم من ثوابه ، يؤتون بالنجائب قال الله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْدًا (86} مريم

وفداً ركباناً {ما يحشر الوفد على أرجلهم ولا يساقون سوقاً، ولكنهم يؤتوا بنوق لم تر الخلائق مثلها ، عليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد ، فيركبون عليها ، حتى يضربوا أبواب الجنة}

المخلطون , العصاة من المؤمنين بعضهم يكون راكباً وبعضهم يكون ماشياً

وقد يركب في بعض الطريق ويمشي في بعض فهذا هو حال الراهبين الذين هم بين الخوف والرجاء

الكفار يحشروا مهانين أذلاء ماشين على وجههم ويسحبون عليها

 أيحشر الكافر على وجهه ؟ الكفار يمشون على وجوههم !   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {الذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه}

والكفار بعضهم أعتى من بعض، فالعتاة يحشرون على وجوههم والذين هم أتباع يمشون على أقدامهم ، فإذا سيقوا من موقف الحساب إلى جهنم ، سحبوا على وجوههم قال الله تعالى :{ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ(48)} القمر

الذين يسحبون على وجههم هم شر الخلق قال عز و جل:{الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا(34)} الفرقان

أبصارهم خاشعة

حال خروجهم من الأجداث {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ(7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)} القمر

وحالهم في الموقف كما قال وصفه الله تعالى {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ(43} إبراهيم

{ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ(44)} المعارج

إذا طال عليهم الموقف ، يصيرون في الحيرة كأنهم لا قلوب لهم ، ويرفعون رؤوسهم فينظرون النظر الطويل الدائم ، ولا يرتد إليهم طرفهم كأنهم قد نسوا الغمض أو جهلوه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء }

ثم يحشرون عميًا وبكماً وصماً

قال الله تعالى :{وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ (97)} الإسراء

وقبل ذلك يكونون كاملي الحواس والجوارح عند خروجهم من القبور

رسالة علاج نفسك بمعرفة اليوم الأخر

 

مواقع الإيمان لدفع الإدمان