الطهارة من الميسر
من الطهارات المعنوية الباطنية الصغرى الواجبة على الإنسان تحقيقها طهارة نفسه من الميسر
من طهارة النفس حرص صاحبها من إيذاء الآخرين فلا يتعامل معهم إلا بالمعروف الشرعي اللي يرضي الله فلا يدخل عليهم في المعاملات ميسر القمار واللهو لآن الميسر يعيق الفلاح
ميسر القمار يشمل جميع المغالبات التي فيها عوض من الجانبين كالمراهنة ([3]) وغير ذلك مما يقامرون به ([4])
فالميسر مشتق من اليسر بمعنى السهولة ، لأن المال يجيء للكاسب من غير جهد
فميسر القمار هو كل كسب يجيء المال فيه بالمخاطرة وبطريق الحظ المبني على المصادفة ([5])
فكل لعبة فيها مكسب وخسارة بين اثنان أو أكثر وجعل عليها رهان من مال سمي ميسر قمار
فاللعب بالنرد على مال يسمى قماراً ، واللعب بالشطرنج على مال يسمى قماراً
وتحريم الميسر تحريم لذات الفعل , فالعمل في ذاته حرام ، والكسب عن طريقه حرام ([6])
ومن صور الميسر قديماً الضرب بالقداح على الأموال والثمار والأولاد والزوجة
ومن صور الميسر في وقتنا المعاصر
طاولات القمار المعروفة بالطاولات المستديرة التي تنصب في الكازينوهات وفي كثير من الفنادق الفخمة
ألعاب المكنات مثل البلاك جاك ومكنات البوكر وغيرها
اليانصيب تلك السحوبات اللوتارية وهو أن يشتري تذكرة ثم قد يحالفه الحظ فيربح ربحاً كبيراً
الألعاب التي يدفع إيجارها الخاسر ولا يدفع فيها الكاسب ولو كانت من الألعاب المباحة سواء البلياردو أو تنس الطاولة
وكذا الألعاب التي يدفع الخاسر ثمن المشروبات التي يشربها اللاعبون أو المشاهدون ولا يدفعها الكاسب كلعبة ورق الكوتشينة الجوكر الدمينو
وميسر اللهو كل ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو من الميسر ([7])
أما لعبة الشطرنج وكذا النرد وهو المكعب المعروف بالزهر أو النردشير الذي على كل وجهة من وجهاته نقط والذي يلعب به الطاولة والسلم والثعبان والآن يزينوا به السيارات والحجرات فالعب بهما بدون مال فهو محرماً للنصوص التي جاءت فيها
كما في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم {من لعب بالنَّرْدَشير فكأنما صَبَغ يده في لحم خنزير ودَمه}
وقال صلى الله عليه وسلم {من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله}
وقال صلى الله عليه وسلم مثل الذي يلعب بالنرد، ثم يقوم فيصلي، مثل الذي يتوضأ بالقَيْح ودم الخنزير ثم يقوم فيصلي}
ولما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الشَطْرَنج أنه من الميسر
وقال عبد الله بن عمر عن الشطرنج أنه شرّ من النرد ونص على تحريمه مالك، وأبو حنيفة، وأحمد، وكرهه الشافعي، رحمهم الله تعالى جميعا ([8])
[4] تفسير حقي - (ج 3 / ص 328)
[5] الوسيط لسيد طنطاوي
[6] الوسيط لسيد طنطاوي
[7] المحرر الوجيز - (ج 2 / ص 337)
[8] تفسير ابن كثير - (ج 3 / ص 178)
عن ابن عمر قال: الميسر هو القمار.
عن ابن عباس قال: الميسر هو القمار