الطهارة الحسية
طهارة الملابس
من
الطهارة الحسية الظاهرة طهارة الملابس
من النجاسات والأوساخ
وهذه الطهارة الحسة الظاهرة للملابس طهارات صغرى منها
طهارة واجبة صغرى للملابس ومنها طهارة ظاهرة مستحبة صغرى
طهارة
واجبة
صغرى للملابس
{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) } [المدثر: 4، 5]
طهارة من (النجس) الذي لا يعفى عنه في ثوبه فإن ذلك من تمام التطهير للأعمال خصوصا في الصلاة
والمراد بثيابه، الثياب المعروفة، وأنه مأمور بتطهيرها عن جميع النجاسات ، خصوصا في الدخول في الصلوات
{ وثيابك فطهر } جمع ثوب من اللباس اى فطهرها مما ليس بطاهر بحفظها وصيانتها عن النجاسات وغسلها بالماء الطاهر بعد تلطخها
وتطهيرها بتقصيرها ايضا فان طولها يؤدى الى جر الذيول على القاذورات فيكون التطهير كناية عن التقصير لانه من لوازمه ومعنى التقصير أن تكون الى اتصاف الساقين اولى الكعب فانه عليه السلام جعل غاية طول الازار الى الى الكعب وتوعد على ما تحته بالنار . فانه أتقى وانقى وابقى وهو اول ما أمر به عليه السلام من رفض العادات المذمومة فان المشركين ما كانوا يصونون ثيابهم عن النجاسات وفيه انتقال من تطهير الباطن الى تطهير الظاهر لان الغالب ان من نقى باطنه أبى الا الاجتناب الخبث وايثار الطهارة فى كل شئ فان الدين بنى على النظافة ولا يدخل الجنة الا نظيف والله يحب الناسك النظيف
ففي الحديث « أزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك ففي النار »
ويراد بالتطهير إزالة ما يستقذر مطلقاً سواء النجس أو غيره من المستقذر ومنه الأوساخ فيكون ذلك أمراً له صلى الله عليه وسلم بتنظيف ثيابه وإزالة ما يكون فيها من وسخ وغيره من كل ما يستقذر فإنه منفر لا يليق بمقام البعثة ولذا كان صلى الله عليه وسلم أنظف الناس ثوباً ورغبنا في لبس أفضل الثياب
طهارة مستحبة صغرى للملابس تشمل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"
البسوا الثياب البيض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم
"
الثياب البيض من أفضل الثياب لدلالته غالبا على التواضع وعدم الكبر والخيلاء والعجب وسائر الأخلاق الغير الطيبة
وفي قوله صلى الله عليه وسلم البسوا الثياب البيض يعني آثروا ندبا الملبوس الأبيض في كل زمن على غيره من نحو ثوب وعمامة ورداء وإزار وغيرها
فإنها أطهر لأنها تحكي ما يصيبها من النجس عينا وأثرا
وأطيب لغلبة دلالتها على التواضع والتخشع وعدم الكبر والعجب
وأطهرها وأحسنها رونقا فلبس الأبيض مستحب
ولهذه الأطيبية يستحب إيثارها في المحافل كشهود جمعة وحضور مسجد ولقاء الملائكة عند الموت فضلت في التكفين كما قال وكفنوا فيها موتاكم ندبا أي استحباباً مؤكدا ويكره التكفين في غير أبيض في اللباس
وكان عليه السلام يلبس البياض ويفضله، ويحض
على لباسه الأحياء، ويأمر بتكفين الأموات فيه.