طهارة القلب من الغيبة والنميمة
من الطهارات المعنوية الباطنية الصغرى الواجبة على الإنسان تحقيقها طهارة قلبه من الغيبة والنميمة لما جاء فيهما من الذم الشديد
قال تعالى { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ }
وفي هذه الآية، دليل على التحذير الشديد من الغيبة، لأن الله شبهها بأكل لحم الميت
والغيبة أن تذكر غيرك في غيابه بما بسوءه،
سواء أكان هذا الذكر
بصريح اللفظ أم بالكناية ، أم بالإِشارة ، أم
بغير ذلك .
قال صلى الله عليه وسلم : " أتدرون ما الغيبة؟
قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ذكرك أخاك بما
يكره . قيل : أرأيت إن كان فى أخى ما أقول؟ قال
: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد
بَهَتَّه " .
وقد
ساق سبحانه تشبيها ينفر من الغيبة أكمل
تنفير فقال : { أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ
مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ } . والاستفهام للتقرير لأنه من الأمور
المسلمة أن كل إنسان يكره أكل لحم أخيه حيا ، فضلا عن أكله ميتا .
والضمير فى قوله : { فَكَرِهْتُمُوهُ } يعود
على الأكل المفهوم من قوله { يَأْكُلَ } و { مَيْتاً } حال من اللحم أو
من الأخ .
أى : اجتنبوا أن تذكروا غيركم بسوء فى غيبته
، فإن مثل من يغتاب أخاه المسلم كمثل من يأكل لحمه وهو ميت ، ولا شك أن
كل عاقل يكره ذلك وينفر منه أشد النفور .
ولأن صاحب الغيبة يعرض نفسه لعذاب في القبر
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير
أما هذا فكان لا يستتر من بوله وأما هذا
فكان يمشي بالنميمة