طهارة القلب من النفاق
من الطهارات المعنوية الباطنية الصغرى الواجبة على الإنسان تحقيقها طهارة قلبه من النفاقلأن النبي صلى الله عليه بين { إِنَّ المنافقين فِي الدرك الأسفل مِنَ النار }
المنافق الذي يظهر الإيمان
ويبطن الكفر
ولذلك
اشترط
سبحانه فى إزالة العقاب عن المنافقين أموراً أربعة :
أولها
: التوبة .
وثانيها : إصلاح العمل . فالتوبة عبارة عن ترك القبيح ، وإصلاح العمل
عبارة عن الإِقدام على الحسن .
وثالثها : الاعتصام بالله . وهو أن يكون غرضه من التوبة وإصلاح العمل
طلب مرضاة الله .
ورابعها : الإِخلاص : بأن يكون طلب مرضاة الله خالصا وأن لا يمتزج به
غرض آخر .
فالمنافقين ليس لهم منقذ من عذابه ولا ناصر يدفع عنهم بعض عقابه، وهذا
عام لكل منافق إلا مَنْ مَنَّ الله عليهم بالتوبة من السيئات. {
وَأَصْلَحُوا } له الظواهر والبواطن { وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ }
والتجأوا إليه في جلب منافعهم ودفع المضار عنهم. { وَأَخْلَصُوا
دِينَهُمْ } الذي هو الإسلام والإيمان والإحسان { لِلَّهِ } .
فقصدوا
وجه الله بأعمالهم الظاهرة والباطنة وسلِمُوا من النفاق، فمن اتصف بهذه
الصفات { فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } أي: في الدنيا، والبرزخ،
ويوم القيامة { وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا
عَظِيمًا } لا يعلم كنهه إلا الله، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا
خطر على قلب بشر.
وتأمل
كيف خص الاعتصام والإخلاص بالذكر، مع دخولهما في قوله: { وَأَصْلَحُوا
} لأن الاعتصام والإخلاص من جملة الإصلاح، لشدة الحاجة إليهما خصوصا في
هذا المقام الحرج الذي يمكن من القلوب النفاق، فلا يزيله إلا شدة
الاعتصام بالله، ودوام اللجأ والافتقار إليه في دفعه، وكون الإخلاص
منافيا كل المنافاة للنفاق، فذكرهما لفضلهما وتوقفِ الأعمال الظاهرة
والباطنة عليهما، ولشدة الحاجة في هذا المقام إليهما.