الله تعالى يحب المتطهرين
الطهارة من الصفات التي يحبها الله تعالى ويحب من تخلق بها
من بني آدم ولهذا قال { وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)}
[التوبة]
ومحبة الله للعبد فيها رضاه تعالى عنه وارادة الخير به وفيها تزكية
نفسه وجوارحه قال الله تعالى { ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما
افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته
كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله
التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه } ([1])
وإذا كانت هذه العناية الإلهية إنما هي بعبده المحبوب من الله كان
ينبغي على كل مسلم أن يتخذ الأسباب التي تجعله محبوبا عند الله
ومن الأسباب التي تجعل العبد محبوب إلى الله تحقيق الطهارة المستحبة أي الطهارة الزائدة عما فرضه الله من الطهارة الواجبة والتي تعتبر من أحب الأشياء التي يتقرب بها العبد إلى الله
فالذي يتقرب به العبد إلى الله من العبادات فرائض أي واجبات هي من أحب ما يتقرب بها العبد إلى الله ومن العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله أيضاً نوافل أي زيادة عما فرضه الله عليه وهي التي ينال بها العبد محبة الله له عندما يستمر عليها
ولأن الطهارة عبادة من العبادات التي يتعبد بها العبد لله كان لابد له من معرفة الطهارة المفروضة الواجب على المسلم تحقيقها , ومعرفة الطهارة الزائدة عما فرضه الله عليه من طهارات وهي الطهارة المستحبة التي ينال العبد بها الكرامة بمحبة الله له , سواء كانت الطهارة حسية ظاهرة أو معنوية باطنة
والمحققون لطهارة الظاهر أو الباطن هم أتقياء ، إذ هم يحبون الطهارة من كل رجس حسى ومعنوي ، ومن كان كذلك أحبه الله ورضى عنه ومن أحبه الله كان الله معه في كل شيء
ومع معرفة أن الطهارة المعنوية الباطنية تكون للنفس والقلب , والطهارة الحسية الظاهرة الملموسة تكون للبدن والملابس وأماكن العبادة
كان لابد للعبد من معرفة أن الطهارة بنوعيها المعنوية الباطنية أو الظاهرية المحسوسة الملموسة تنقسم إلى طهارات واجبة وطهارات مستحبة لكل نوع منها ومعرفة أن الطهارات الواجبة أو المستحبة تنقس إلى طهارات كبرى وطهارات صغرى في كل نوع منها
الطهارة المعنوية الباطنية منها
1 - طهارة نفس معنوية باطنية تشمل
طهارة نفس معنوية باطنيةكبرى للتنزه من الشرك
وطهارة نفس معنوية باطنية صغرى كالطهارة من
2 - وطهارة قلب معنوية باطنية وكلها واجبة صغرى
كالطهارة من القسوة
والنفاق
الطهارة الحسية الظاهرة منها
1 - طهارة البدن الحسية الظاهرة وتشمل
طهارة بدن واجبة ومنها طهارة كبرى كالغسل من الجنابة والحيض ومنها طهارة صغرى كالوضوء للصلاة
طهارة بدن مستحبة منها طهارة كبرى كغسل الجمعة ومنها طهارة صغرى كالوضوء للنوم
ومن الطهارات الحسية المستحبة للبدن طهارة الفطرة
2 - طهارة الملابس الحسية الظاهرة وتشمل
طهارة ظاهرة واجبة للملابس كتخلص الملابس من النجاسات والأوساخ من أجل الصلاة
طهارة ظاهرة مستحبة للملابس للحفاظ على المظهر الحسن للمسلم
3 - طهارة أماكن الصلاة الظاهرة وهي واجبة
وتوضيح التقاسيم هذه وتنوعها على الوجوب والاستحباب كبرى أو صغرى مطبق على أنواع الطهارات كلاً في موضعه كما هو مبين في قوائم الأرتباطات أعلى يمين الصفحة