الذين إن أذنبوا تابوا
من صفات المتقين أنهم إذا فعلوا فعلة قبيحة ، أو ظلموا أنفسهم ، بارتكاب أي نوع من أنواع الذنوب ذكروا الله أي تذكروا حقه العظيم ، وعذابه الشديد ، وحسابه العسير للظالمين يوم القيامة فاستغفروا لذنوبهم أي طلبوا منه سبحانه المغفرة لذنوبهم التي ارتكبوها ، وتابوا إليه توبة صادقة نصوحا
وقد بين تعالى ذلك وهو يدعو الناس إلى المبادرة بدون تأخير أو تردد إلى ما يوصلهم لمغفرة ربهم ورحمته ورضوانه وجنته بقوله تعالى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)} [آل عمران]
المتقون هنا في هذا القسم من حققوا هذه الأمور
1 - الإسراع في طلب الغفران
الإنسان الذى يدخل في جملة المتقين هو الذي يعود إلى ربه تائبا فور وقوع المعصية ، بحيث لا يسوف ولا يؤخر التوبة
2 - العلم بأن الذنب لا يغفره إلا الله
الإنسان عليه أن يعلم أن الله يتوب على من تاب
ويعلم عظم غضب الله على المذنبين الذين يداومون على فعل القبائح دون أن يتوبوا إليه
ويعلم أنه لا أحد يقبل توبة التائبين ، ويغفر ذنوب المذنبين ، ويمسح خطايا المخطئين ، إلا الله العظيم الحليم