إحسان خيالي ترهيبي من التقصير في بذل حقوق الآخرين
إن الإنسان الي يريد أن يحقق الإحسان للآخرين لينعم بمحبة الله عندما يستحضر في مخيلتيه أنه يرى محكمة ربانية لمحاكمة مجرم يتسلم كتبه التي فيها الأدلة على جرمه وأن القاضي العادل العظيم رب العلمين هو الذي يحكم على هذا المجرم
هويندم تحصراً على إجرامه متمنياً الموت قبل الحساب
إن الإنسان وهو يقرأ أو يسمع قوله تعالى {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37) } [الحاقة:]
إن الإنسان وهو يقرأ أو يسمع هذه الآيات ويستحضر في مخيلته أنه هو الذي يفعل به هذا الأمر المخيف وهو يرى الله يأمر الملائكة بتنفيذ الحكم فيه بأن يأخذوه مقيد بالأغلال ليرموه في جحيم جهنم ويربط في النار بسلسلة طولها خمسين متر ومنهياً عنه الزيارة في سجن عذابه هذا حرماناً مع تحديد نوع الطعام الذي يصرف له في سجن العذاب هذا وهو شر طعام أهل النار طعام الغسلين
إن الإنسان وهو يستحضر في مخيلته أنه هو الذي يفعل بها هذا الهوان وهو يندم ويتحصر ويعترف أن ماله لم ينفعه بل هو الذي بلغه هذا العذاب الأليم الذي حرم منه المساكين وكذا سلطانه الذي آذى به الآخرين
إن الإنسان في هذا التخيل الإيجابي المبني على العلم والمعرفة يجد نفسه في غاية الرهبة عندما يستحضر هذا الأمر ويخيفه أن يُفعل به هذا العذاب الأليم ويجد نفسه يسعى بكل طاقته للإحسان للآخرين بماله وجاهه وسلطانه وكل ما أوتي من مقدرات حتى ينجوا من العذاب الأليم