المحسنين الذين يحسنوا في عبادة الخالق
إن المحسنين الذين يحققون الإحسان لله هم الذين يحسنوا عبادتهم لله ويخشوه كأنهم يرونه أمامهم ويعلمون أنه يراهم ويطلع عليهم تجد هذا يتضح غاية الوضوح في المحسن لصلاته لأمر الله
{ إن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت }
فالشريعة تدفع المحسن في صلاته أن يصلي دون أن يلتفت ببصره عن محل سجوده
ويتحقق ذلك عندما يستحضر المصلي أن وجه الله العظيم أمام وجهه ينظر إليه ما لم يلتفت في صلاته ونظر الله للعبد رحمة وتكريم
والتزام المحسن في صلاته بهذا الإحسان لله يكون قد جمع بين الأمرين الحقيقة والخيال
الخيال هنا هو استحضاره أن الله العظيم ينظر إليه فعندما يستحضر المصلي هذا في مخيلته يجتهد في جمع بصره لمحل السجود فيؤدي به هذا الخيال الإيجابي إلى النتيجة المطلوبة وهي حفظ بصره من الشرود يمنة ويسرة الأمر الذي يؤدي إلى شرود القلب وما يتبعه من شرود في الصلاة
والحقيقة هنا أن الله سبحانه وتعالى ينظر إليه ويراه في صلاته بالفعل فهو مطلع على كل حركة وهمسة ونظرة تصدر منه في صلاته كما هو يراه ويطلع عليه ويعلم منه خائنة الأعين وما تخفي الصدور في كل أموره وليس فقط في الصلاة
فالمحسن لله في طاعته واستجابته لأوامره ونواهيه يحقق إحسانه لله بنوعيه إحسان خيالي كأنه يرى الله وإحسان حقيقي وهو أن الله يراه وذلك على النحو التالي
إحسان خيالي كأنه يرى الله في عبادته
إحسان حقيقي بأن الله يراه