أخي الحريص على صلاح المدمن أعلم أن هناك ربط بين أحوال
الناس في توافق قلبها مع التحريم بمسألة عدم استبصار المتعاطي بالمشكلة فمثلا
عند نزول الآية التي بينت إثم الخمر قالوا نأخذ نفعها ونترك إثمها لم يستبصروا
بالمشكلة التي تكمن من إثم الخمر الذي فيه ضرر بالدين والعقل والعداوة
كالمتعاطي للخمر الآن ولم تضح له أبعاد الخمر فلم يستبصر بالمشاكل ويقول ليس
عندي أي مشكلة أنا أتعاطى مع نفسي ولا أضر أحد معي وقد سببت الخمر له مشاكل مع
والديه أو إخوانه أو زوجته وأولاده ولم ينظر إلى مشكلة الخمر معه وربما انعدمت
البصيرة عنده حتى جمع المشاكل مع كل المذكورين ثم لا ينظر إلى التعاطي لكنه
ينظر إلى فعلهم معه فلا ينظر مثلا إلى مشكلة الخمر ولكنه ينظر أن أبناؤه ربطوه
بالحبال وضربوه أو أن أبيه يستعين بالسلطة عليه وأن هذا فيه فضيحة له أو أبيه
أتى بتوصية ليجلسه مدة أكثر في المصحة
برامج علاجية تخصصية
فمثل هذا يحتاج أن يبصر بالمشكلة وتوضيح أن الذي يعاني
منه هو أمر طبيعي من تعاطي الخمر التي يجب أن يتركها لتزول عنه هذه المشاكل
قد لا يستبصر بأن عنده مشاكل وقد ينعدم عنده الاستبصار
حتى تحدث عنده هذه المشاكل كلها ويؤدي ذلك إلى دخوله المصحة وربما أدخلته في
مشاكل قضائية أدخلته السجن حتى يفقد كل شيء فلا يجد أحد بجواره ولا يجد ما ينفق
به على نفسه ولا مسكن يؤويه فعند ذلك قد يستبصر ويفكر بالتوبة
قد لا يستبصر حتى يزداد إضرارا بنفسه وأهله عندما يأتي
بالنساء في بيته على سرير زوجته أمام زوجته وأبنائه ووالديه ولا يعلم أن هذا من
شؤم المعصية
قد لا يستبصر بتعاطى الخمر ويقول الحمد لله أنا لا أتعاطى
هيروين ولا حبوب خمر فقط أو يقول الخمر ليست بشيء البشر كلهم يشربوها أو الدولة
ليه تركاهم يهربوها و يبيعوها
قد لا يستبصر بحقيقة الإدمان إذا أتاه بصورة غير مباشرة
ولذا يتعاطاها لكن لما يتضح له الأمر بالاجتناب يستبصر ويتراجع عن شربها
قد لا يستبصر مادام هناك من يعطيه ويساعده وعندما يفقد كل
شيء ينتبه ويستبصر وقد يكون فات الأوان